الإثنين 2025-03-03 04:34 ص
 

«تطاول» مرفوض ولغة معيبة !!

07:33 ص

لا يمكن إلاّ أن تراودنا شكوك كثيرة، يصل بعضها إلى حدِّ اليقين القاطع، بأن هذا «التطاول» المخجل والمرفوض إنْ ليس كله فبعضه هو بإيحاء لا بل بتعليمات خارجية فقد سمعنا ومراراً وتكراراً من مسؤولين كباراً في بعض دول الجوار أنهم سيصدرون ما يجري عندهم إلى بلدنا الذي حاولت بعض الإتجاهات المعارضة عندنا إلى استدراجه لمواجهة الإحتجاجات السلمية بالعنف وبالقوة الأمر الذي حرص جلالة الملك شخصيا إلى عدم السماح به ورفضه رفضاً قاطعاً ومانعاً وهذا هو ما أحبط محاولات هذه الإتجاهات التي كانت تتحرك ولا تزال بتعليمات تنظيمها «العالمي» الذي هو المسؤول عن جزء من هذه المآسي التي حلت بهذه المنطقة.

اضافة اعلان


إنَّ هذا التطاول الغريب على الأردن وعلى الأردنيين لا يمكن إلا أن يكون بدفع من قوى خارجية لها إمتدادات هنا عندنا في المملكة الأردنية الهاشمية فالإحتجاجات السياسية الديموقراطية على الأداء الحكومي وعلى بعض القرارات والممارسات ضرورية ومطلوبة إذْ أن من حق الأردنيين «التوجُّع» عندما يشعرون بأي إنحراف في الإداء الرسمي أو تجاوز في الصلاحيات ولكن باللغة المقبولة وأيضا بـ «الصراخ» المعقول أمّا أن يصل الإسفاف ببعض «الزمر» إلى إستخدام لغة الشتائم الوقحة والمرفوضة والغريبة على الشعب الأردني الذي هو شعب قيم نبيلة وأخلاق عالية فإن هذا لا علاقة له بالممارسات الديموقراطية وبالإحتجاجات الشعبية.

والمعروف أن لبلدنا تاريخ طويل مع المعارضة يعود إلى بدايات ظهور «إمارة شرقي الأردن» التي تحولت لاحقاً إلى المملكة الأردنية الهاشمية لكن «معارضتنا» تلك كانت معارضة بناءه وكان رجالها يتحلون بأخلاق حميدة ويعبرون عن مطالبهم وتوجهاتهم بلغة إحترام مهذبة وهذا ينطبق على كل أحزاب خمسينات القرن الماضي التي لو راجعنا بياناتها الصادرة في تلك الفترة لوجدنا أنها كانت تخاطب من هم في مواقع المسؤولية بكل تهذيب وبمفردات غير هذه المفردات التي هي شتائم معيبة لا يمكن أن يستخدمها معارضون سياسيون ولا يمكن أن تكون معبرة لا عن الشعب الأردني ولا عن البيئة السياسية والإجتماعية الأردنية التي لا تزال بيئة عائلية وعشائرية وقبلية قيماً وأخلاقاً وتعاملاً.


لقد عطلت ظاهرة الإنقلابات العسكرية في خمسينات القرن الماضي أول تجربة ديموقراطية وحزبية فعلية وصحيحة لكن ومع ذلك فإن هذه الشتائم القذرة التي نسمعها الآن في بعض المشاغبات الإحتجاجية وأن كل هذا «التطاول» المقرف الذي لا يمكن إحتماله لم تستخدم إطلاقاً حتى من قبل نزلاء السجون والمعتقلات وحقيقة أن هذا الذي نسمعه والذي نراه غريب على الأردن وعلى الأردنيين ولا شك في أن اللغة المستخدمة فيه لغة «زعران» غير مستبعد أن تكون لبعضهم إرتباطات خارجية مشبوهة.


وعليه فربما أن ما لا يعرفه أصحاب هذه التطاولات المعيبة والغريبة على الأردنيين وقيمهم وروابطهم العائلية والعشائرية هو أن الأردن لم يعرف تنفيذ حكم الإعدام حتى ولا بواحد ممن قاموا بمحاولات إنقلابات عسكرية وذلك في حين أن المعارضة الفعلية والصحيحة بدورها لم تستخدم هذه «اللغة القذرة» التي بتنا نسمعها من بعض الذين أغراهم «التسامح» بلا حدود على التمادي في تطاولهم وعلى إستخدام مفردات معيبة ومرفوضة ونابية وغريبة على القيم والأعراف الأردنية.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة