الوكيل - يحفظ جميع المصريين نشيد «بلادي.. بلادي» عن ظهر قلب، ولكن قليل جداً من يعرف صاحب تلك الكلمات التي بقيت معنا منذ نفي الزعيم المصري سعد زغلول ورفاقه خارج الوطن وحتى يومنا هذا.
النشيد كتبه شيخ المؤلفين المصريين محمد يونس القاضي، والذي كتب أيضاً عدة أغنيات مميزة مثل: «يا بلح زغلول»، «زوروني كل سنة مرة»، «أنا هويت وانتهيت»، وأغنيات مثيرة للجدل مثل: «بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة»، «تعالى يا شاطر نروح القناطر».
القاضي من مواليد الدرب الأحمر في الأول من يوليو عام 1888، لأبوين من أسرة عريقة بقرية النخيلة بالصعيد، وقد ارتبط روحياً بالزعيم مصطفى كامل، الذي رعاه ثقافياً ومعنوياً منذ مقابلتهما الأولى عام 1905 حين كتب كامل مقالاً بجريدة اللواء يهاجم فيه سلطات الاحتلال الإنجليزي، وبعد تلك المقابلة قال القاضي: «خرجت من عنده وأنا متحمس جداً وبدأت في تأليف الجمعيات الوطنية بالأزهر الشريف، ولم أنس ما قاله لي: «يا شيخ يونس أنا بخطب بالفصحى والفرنسية والإنجليزية ولكن الناس في حاجة لمن يحدثهم بلغتهم وأنت الوحيد الذي يستطيع ذلك».
وبالفعل ترجم القاضي هذه الكلمات في أعماله الفنية وفي نشاطاته السياسية الوطنية، بالإضافة إلى شرح خطب كامل التي كان يلقيها بالعربية الفصحى وكان يترجم أيضاً محتويات خطبه الأجنبية إلى اللغة العامية لأبناء قريته.
ولكن عبقرية القاضي تجلت بوضوح بعد لقائه بالشيخ سيد درويش عام 1917، الذي كتب له العديد من الأغنيات الوطنية، حين كان درويش هارباً بعدما حطم ضلوع زوجته جليلة، ومن طرائف هذا اللقاء أن القاضي بادر درويش بعد أن دله أحدهم عليه بعد رحلة عناء: أنا كنت فاكر الشيخ سيد ضرير وعجوز مهكع وأجابه درويش على الفور: «وحياة النبي أنا كنت فاكرك أعمى وأقرع ونزهي» وامتدت صداقتهما بعد هذا اللقاء وأثمرت باقة من الأغاني المميزة منها العاطفي ومنها الوطني.
وبسبب كلماته اللاذعة لسلطات الاحتلال والتي بات يرددها الجماهير في المظاهرات، تم اعتقاله 19 مرة تقريباً، وفي إحدى المرات عاتبه وكيل الداخلية المصري آنذاك ويُدعى نجيب باشا قائلاً:« بدل ما تقول الكلام الفارغ ده دور ازاى تصنع جبة في بلدك الأول»، وقد علّق القاضي في أحد حواراته الصحفية عن تلك الجملة بقوله: «هذا الكلام ظل في رأسي إلى أن بدأت أنادي في الروايات والمسرحيات التي اكتبها بإنشاء المصانع ومنها أغنية «اهو ده اللي صار.. ما لكش حق تلوم عليّ» ».
مؤلف النشيد الوطني، الذي توفي عام 1969، تميز على مدار حياته الفنية بمواقف طريفة، فقد اشتهر مثلاً بأنه صاحب أشهر أغاني هابطة،وفي نفس الوقت هو أول رقيب على المصنفات الفنية، وفي أول يوم من تعيينه قام بمنع كل أغنياته الهابطة التي قام بتأليفها، وموقف آخر خاص بأغنية «زوروني كل سنة مرة» التي كتبها ليتصالح مع شقيقته بعد خلاف وقطيعة استمرت لفترة طويلة، وعندما استمعت هي إلى الأغنية بعد انتشارها في مصر كلها فهمتها وتصالحت معه.
جولولي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو