منذ 7 اكتوبر 2011، لم يعد منصوحاً بالتحري الدوري عن سرطان البروستات عبر قياس المستضد النوعي للبروستاتPSA prostate-specific antigen في الولايات المتحدة الأميركية.
حيث يطبَّق هذا الإجراء حاليّاً في الـ USA أكثر من أي مكان آخر في العالم، مما جعل سرطان البروستات الخباثة الأكثر تشخيصاً عند الرجال الأميركيين.
أصدرت هذه التوصيات المنظمة الاميركية المسؤولة عن خدمات الوقاية الصحية USPSTF، وكان من المفترض أن تنشرها صحيفة Annals of Internal Medicine في 11 اكتوبر، لكنها اضطرت لنشرها في وقتٍ أبكر بسبب تسرُّب كامل الأوراق التمهيدية في 6 اكتوبر عن طريق الموقع الالكتروني Cancer Letter، مما أدّى إلى انتشارها في الشبكة العنكبوتية كالنار في الهشيم.
سبق للـ USPSTF أن نصحت بعدم إجراء هذا التحري الدوري للرجال الذين تجاوزوا الـ75 من العمر، والآن قد وسّعت النطاق لتشمل هذه التوصيات كل الرجال. وقد مُنح هذا الاستقصاء تصنيف (D) الذي يُقصد به: 'هذا الإجراء عديم النفع أو مضاره غلبت مساوءه بتأكيدٍ يتراوح من متوسط إلى شديد'.
ومن المرجح أن تشعل هذه الأخبار جذوة احتجاجات عالية النبرة وسط الدوائر الطبية، شبيهة بالبلبلة التي سببتها توصيات المنظمة نفسها عام 2009 والتي عارضت التحري الدوري عن سرطان الثدي بالماموغراف للنساء الأصغر من 50 عاماً.
مما حرّض آنذاك غضباًً عارماً لدى بعض اختصاصيي سرطان الثدي ومحامِي المرضى والجمعيات المهنية على حدٍّ سواء، ترافقت مع اتهامات بالتوجه نحو 'الاقتصاد والتقتير' في الرعاية الصحية.
و بالفعل بدأت ردات الفعل الغاضبة بالظهور، كان منها تصريح Skip Lockwood، أحد المسؤولين في ZERO (وهو مشروع لإنهاء سرطان البروستات، مدعوم مالياً من كبرى الشركات والجمعيات الطبية الأميركية المختصة - أهمها الجمعية الأميركية للجراحة البولية AUA)، حيث قال: 'إن قرار الحكومة الاميركية بعدم التعويل على اختبار الـ PSA من الآن فصاعداً سيحكم على عشرات الآلاف من الرجال الأميركيين بالموت'
اعتمدت التوصيات الجديدة على نتائج مراجعة لـ 5 تجارب موزَّعة عشوائياً (أجريت لتقييم التحري بالـ PSA) بالإضافة إلى 3 تجارب وَ 23 دراسة حشدية (أجريت لتقييم العلاج). وقد تضّمنت هذه التجارب اثنتين من أكبر التجارب المجراة لتقييم التحري بالـ PSA. وبحسب الـ USPST، كانت نتائج هاتين الدراستين متناقضة.
حيث وجدت الدراسة الأوروبية تراجعاً في معدل الوفيات بعد 9 سنوات من إجراء اختبار التحري، بينما توّصلت الدراسة الأميركية (التي عابها مشاكل إحصائية من قبيل معدلات عالية من الـ crossover والـ contamination) إلى عدم وجود تراجع في معدلات الوفاة بعد 10 سنوات من إجراء اختبار التحري، وذلك كما نُشر سابقاً في Medscape Medical News.
وأيضاً، وفقاً لنتائج تلك المراجعة تبيَّن أن علاج سرطان البروستات - سواءاً كان بالاستئصال الجراحي أو بالتشعيع - يترافق مع خطورة لحدوث مشاكل عديدة، كعسرة الانتصاب والسلس البولي وسوء وظيفة الأمعاء.
بالتالي فقد توصلت الـ USPSTF إلى نتيجة تقول فيها: 'بعد حوالي 10 سنوات، أدّى التحري بالـ PSA إلى تراجع ضئيل أو لا تراجع مطلقاً في الوفيات المرتبطة مباشرة بسرطان البروستات، كذلك قد ترافق مع ضررٍ بسبب الإجراءات والعلاجات التالية له، والتي تبيَّن أن بعضها لم يكن ضرورياً'.
فحص PSA ليس نوعياً:
المشكلة الريئسية حول اختبار الـ PSA أنه ليس نوعياً لسرطان البروستات ولا يفرِّق بين النوع بطيء التطور والنوع الهجومي الخطير.
وبالتالي لا قيمة كبيرة له في تحديد إن كانت الإصابة من النوع الذي سيؤثر على حياة المريض أم لا، مما قد يفضي إلى الخضوع لإجراءات غير ضرورية وقد تحمل معها اختلاطات المريض بغنى عنها.
مما سبق، إذا ما أخذنا الكلفة الاقتصادية العالية التي يتكبدها النظام الصحي بعين الاعتبار، فإن اللجوء إلى هذا الاختبار روتينياً والاستئناس بعوامل خطورة أخرى كالقصة العائلية، أمراً يجدر التفكير به وسط الجدل الذي يدور بين معارضي الاستمرار بتطبيقه كفحص 'دوري' وبين من يخشون أن يعرِّض إيقافه حياة الآلاف من الرجال حول العالم للخطر.
المصدر
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو