دون أي حرج، فإنك واجد في الإعلام العربي والأجنبي من يدافع عن «جون جزار داعش» بوسائل ومبررات لا يمكن أن تخطر على بال عاقل أو مجنون:
فهل استجواب جون (محمد موازي) من قبل الأمن البريطاني لست ساعات ضايقه إلى حد ترك بريطانيا والانضمام إلى داعش، وتحوله من «مجاهد» إلى جزار يحزّ رقاب الناس؟.
أم أن عزمه على العودة إلى الكويت البلد الذي يقول إنه ولد فيه، والزواج من احدى بناته، والعمل في احد مواقعه الانتاجية.. هو الذي حوّله، بعد رفض «عودة» غير الكويتي إلى الكويت، بملف ضخم من التشرّد والجرائم.. من إنسان بريء طيب إلى جزار في مسالخ «الجهاد» ؟.
هناك أناس في أوروبا مغرمون بـ«الدفاع» عن «الإنسانية»، وأناس في بلادنا مغرمون بوضع كل شيء على عاتق أميركا والمال السهل العربي.. وكأن المجرم السفاح ضحية بريئة لآخرين نعرف انهم مجرمون.. فمن الصحيح جداً أن ابن لادن، وقاعدته احتضنته الولايات المتحدة وباكستان وموّلته دول غنية عربية ليقاتل التدخل السوفياتي في أفغانستان.. وهو جزء من صراع الغرب والشرق. فبن لادن وقاعدته كان وسيلة استعملتها احدى القوات الدولية.. ولكن ذلك لا يبرر لابن لادن وقاعدته كل هذه الجرائم التي قارفاها في الوطن العربي.
وأميركا دولة: أي انها ليست حاضنة لسعادة البشر، وإذا كان هناك من يقوم مقامها في قتل العرب والمسلمين فلماذا لا، خاصة وأن هذا القتل بدأ بحرب على أعدائها السوفيات؟.
إننا أمام كارثة عربية، أمام هجمة لا تقل عن هجمة الغرب في أفغانستان. وهذه هجمة ينفذها العرب في سوريا والعراق وليبيا واليمن.. وإذا كان الأميركان والأوروبيون والصهيونية تتفرّج على الكارثة، فذلك لأن هناك عرب يقتلون العرب ويدمرون حاضرهم وتاريخهم فلماذا يجب على أميركا وأوروبا أن تحارب عن العرب؟.
لماذا يجب على إسرائيل أن تقتل جماعة النصرة في الجولان إذا كانت النصرة ليست عدوة، كما لم يكن نظام الأسد عدواً هو الآخر؟.
«جون السفاح» ليس ذلك المسكين الذي اتعبه استجواب الأمن البريطاني، أو الذي لم يستطع العودة إلى مسقط رأسه، فتحوّل إلى حزّ الرقاب في سوريا.. مثله مثل الخليفة البغدادي الذي تعذّب في سجون الاحتلال الأميركي فتحوّل إلى قاتل اخوانه الإيزيديين والمسيحيين، وقبلهم المسلمين.. ونخاس سبي لنسائهم وأطفالهم. بدل مقاتلة الأميركيين الذين وضعوه في سجون العراق وعذبوه.
فبلاء العرب ليس في المستعمر المحتل، وإنما في العرب الذين يتحولون إلى أداة في يد المستعمرين لإذلال شعوبهم وتقديمها لقمة سائغة، وقطعان غنم جاهزة للذبح أو جاهزة للبيع في «سوق الحلال الدولي».
الذين لا يجدون في داعش واخواتها مجموعات اجرامية تستحق العقاب، فلأنهم في الأساس غير بعيدين عن داعش واخواتها، لكنهم يدارون لتفريخ داعشيين، ووضعهم في «فسطاط المجاهدين» بالعرب والمسلمين!!.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو