ردود الفعل على الحرائق التي اشتعلت في كيان إرهابي غاصب، بدت معقدة وتنطوي على مفارقات محيرة ، وطرحت تساؤلات حول ما إذا كانت المساعدات العربية والدولية ،التي قدمت للمساعدة في إطفاء الحرائق، يمكن اعتبارها عملا إنسانيا، أم حماية للبيئة، أم دعما سياسيا ؟ والمفارقة الصادمة أن العديد من الدول وهو «21» دولة، التي أرسلت طائرات ووسائل لإطفاء حرائق اسرائيل، تقوم طائراتها الحربية في نفس الوقت، بإشعال الحرائق بالشعب السوري وتدمير مقوماته ، وهذه مدينة حلب تحولت الى مقبرة كبرى حسب تقارير الأمم المتحدة !
وبالنسبة للمواطنين العرب ، هناك من وجدها فرصة للتشفي ،وتمنوا أن يستمر انحباس الامطار لكي تبقى النيران مشتعلة ! والبعض وصفها ب» انتفاضة الحرائق»، على غرار « انتفاضة السكاكين» التي اجتاحت فلسطين المحتلة العام الماضي ، وساهم في ذلك اتهام نتنياهو السريع للفلسطينيين بإشعال الحرائق وتوقيف «13 « شخصا لهذا السبب ! وآخرون اعتبروها عقابا إلهيا و» نصرا ربانيا « للفلسطينيين ، بعد قرار الاحتلال منع رفع الآذان في المساجد ! وثمة من رأى أن الأرض والأشجار ، التي احترقت هي فلسطينية أصلا ، في مدن حيفا وتل ابيب والقدس وغيرها ، وأن الخسارة هي ثروة فلسطينية ، تتمثل بغابات عمرها عقود من الزمن ، وبعضها مئات السنين زرعت قبل احتلال فلسطين !
وزاد من تعقيدات المشهد أن السلطة الفلسطينية ،التي يتعرض شعبها لجرائم متواصلة ، وأبشع صنوف الإرهاب والتمييز العنصري من قبل سلطات الاحتلال، ويحرق مستوطنوها الأطفال الفلسطينيين ، كما حدث للطفل «أبو خضير».. فضلا عن استمرار عمليات الاستيطان في الضفة الغربية ، وتهويد المقدسات في القدس ، هذه السلطة شاركت في إطفاء الحرائق من خلال ارسال 8 إطفائيات، بعد أن عجزت اسرائيل عن وقف تمدد النيران وطلبت مساعدات دولية ، وكتب المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية « ميكي روزنفيلد» تغريدة على تويتر، نشر فيها صورا لجهود إخماد الحرائق ، قائلا: « رجال الإطفاء من الفلسطينيين يعملون سويا مع رجال الإطفاء الإسرائيليين، في مدينة حيفا للمساعدة في إطفاء الحرائق» !
ومن مفارقات «حريق اسرائيل»، أن روسيا التي رمت بثقلها العسكري المباشر لحماية نظام «الممانعة» في سوريا ! وتستخدم أحدث ما في ترسانتها العسكرية ، لارتكاب جرائم وحشية بحق المدنيين السوريين، تعاملت ب» إنسانية « أرسلت طائرات لمساعدة اسرائيل في إطفاء الحرائق.
ولا بد للذاكرة أن تعود الى الحروب المدمرة ، التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة وحولتها الى «محرقة « حقيقية ، قتلت خلالها آلاف الفلسطينيين في الأحياء السكنية وداخل مقار الأمم المتحدة، وبينهم عدد كبير من الأطفال باستخدام أحدث الاسلحة المحرمة دوليا ، فأشعلت النيران في كل زاوية من القطاع ، ولم تحرك تلك المحرقة « الضمير» الأنساني للدول ،التي هرعت لمساعدة الكيان لكبح العدوان الصهيوني.
لكن هذه القوة الغاشمة التي تمتلكها اسرائيل ،القادرة على إشعال النيران في العواصم العربية ، تعجز عن إطفاء الحرائق التي اشتعلت لأسباب بسيطة ، يرجح أن الرياح الشرقية الشديدة التي اجتاحت شرق المتوسط ، في العشر الأواخر من تشرين الثاني – نوفمبر الماضي ، ساهمت بتوسع رقعة النيران ونقلها من مكان الى آخر ، وهو ما يؤكد هشاشة هذا الكيان من الداخل، وأنه مهما بلغت قوته العسكرية وغطرسته ، فهناك نقاط ضعف في بنيته قد تدمره دون حرب.
و»الحريق بالحريق يذكر.. « فمعركة الكيان الصهيوني مع الحرائق ، تذكر المزارعين الأردنيين في منطقة الأغوار، بالحرائق العابرة لنهر الأردن ،التي تمتد في الصيف منذ سنوات ، من الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل الى الجانب الشرقي من النهر، لتلتهم مساحات كبيرة من المحاصيل الزراعية ، وهي حرائق يفتعلها جيش الاحتلال ، بزعم إزالة الأعشاب الطويلة على الحدود خشية استغلالها للتهريب والتسلل.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو