الأحد 2024-12-15 04:46 ص
 

حسّني علاقتك مع والدتك

02:31 م

الوكيل - من المهم ان تتسم علاقة الام والابنة بالسلام والراحة والقوة، فهي العلاقة الاولية والاساسية التي تتعلم الابنة من خلالها كيف تكوّن علاقات صحية أخرى مع الاخرين. كما أنها العلاقة الاساسية التي توفر الطمأنينة والفرح والامان للأم. ومن الجانب العلمي، بينت عدة ابحاث أن من تفشل علاقتها مع أمها غالبا ما تفشل في تكوين علاقة سوية وقوية مع ابنتها ايضا. وهذا سبب آخر لإصلاح أي عطب وتعديل أي سوء فهم وبناء علاقة قوية بين كل ام وابنة.اضافة اعلان


تختلف طبيعة علاقة كل ام مع ابنتها وكل ابنة مع امها، فبعضهن يكنّ أعز الصديقات، وبعضهن يتحدثن لبعضهن مرة في الاسبوع، وبعضهن يفضلن البقاء بعيدا بقدر الامكان. وفيما لا يتحدث بعض مع بعضهن، تتحدث اخريات بشكل قليل واخريات لا يتوقفن عن التحدث مع بعض حول كل شيء. وغالبا ما تمر هذه العلاقة خلال هذه الاوضاع المختلفة خلال مراحل حياة الام والابنة. ففي كل علاقة هنا ايام راحة واسترخاء وفرح وايام توتر وصدام وتنافر.

واستنادا الى كتاب دكتورة علم النفس روني كوهن ساندلر «الفهم الجديد لخلافات الام» فمن وجهة نظر الابنة، عادة ما تكون الشكوى الاساسية من الام هي: انها تعاملني مثل الطفلة، انها كثيرة الشكوى والانتقاد او انها كثيرة الطلبات والاحتياجات. اما من وجهة نظر الام، فان الشكوى الاساسية من الابنة هي: انها لا تستمع الي، تقوم باختيارات خاطئة، ليس لديها وقت لي.

ومهما كانت علاقتك مع امك او ابنتك، فمن الممكن ان تعملي على تحسينها وتقويتها، وذلك بالانتباه الى النقاط التالية التي تذكرها الدكتورة روني، مثل:



قومي بالخطوة الاولى

لا تنتظري ان يقوم الشخص الاخر بالخطوة الاولى. فالاعتماد على ذلك يعيق العلاقات ويحول دون تحسنها. ففكري بما تريدينه من هذه العلاقة او ما تتمنينه ان يتغير او يتحسن وبادري بالتحدث حوله او تغييره.



غيّري من نفسك

يعتقد الكثيرون أن الطريقة الوحيدة او الفضلى لتحسين العلاقة هي بتغيير او تعديل الشخص الاخر. ولكن تذكري أنك غير مقيدة بتصرفات وافعال الشخص الاخر، وان لك مطلق الحرية في تغيير ردود افعالك وطريقة تعاملك مع الشخص الاخر.

وتعلق الدكتورة روني «من المثير بأن ذلك سيعمل على تعديل العلاقة بما تشتهين. ولتوضيح الامر يمكن تشبيهه بما يحدث اثناء الرقص. فعندما يقوم شخص بتغيير خطوات الرقص فان الراقص معه سيغير من خطواته ايضا حتى يتبع رتم الراقص».



ليكن لديك توقعات واقعية

عادة ما يكون لدى الابنة والام توقعات مثالية حول ما يجب توقعه من العلاقة التي تجمعهما. على سبيل المثال، تعتقد الابنة بان الام ستكون حاضرة دائما وفي اي وقت لدعمها ومساعدتها وتوفير الرعاية متى ما احتاجتها. وهذه الفكرة تلتصق في اذهان الكثيرين منذ الصغر، ولكنها فكرة غير واقعية. اما الام، فتتوقع ان تقوم الابنة بالامر نفسه، وان ترعاها بعدما كبرت مثلما رعتها وهي طفلة بالضبط ايضا. ولكنه توقع غير واقعي ايضا.



أكثري من التواصل

يعتبر ضعف التواصل من التحديات الشائعة التي تواجهها الام والابنة. فغالبا ما يشعر الطرفان بأنهما قريبتان من بعضهما، بحيث يمكن لكل منهما ان تستنتج ما تشعر وتفكر فيه الاخرى. وتكون النتيجة هي اضعاف التواصل وبدء سوء الفهم او على الاقل عدم التواصل بشكل فعال. واحيانا قد تتواصلان بشكل جاف وقاس، وتتحدثان مع بعضهما بشكل لا تتحدثان به مع الآخرين. وهو ما قد يسبب جرح المشاعر وافكارا لا تزول بسهولة مع الوقت. وبما ان الابنة والام ليستا مبصرتين او قارئتين للأفكار فيجب على كل منهما ان تكون واضحة في التعبير عن مشاعرها في كل مناسبة لمنع اي التباس او استنتاج خاطئ. واذا شعرت اي منهما بالجرح فيجب عليها التحدث بطريقة عاطفية وبعيدا عن القسوة. على سبيل المثال، ان كانت امك تعاملك كطفلة فقولي لها «أمي، انت لا تعامليني كبالغة». وان قالت امك انت تتصرفين مثل «الهبلة» او الغبية فستكون ردة فعل الابنة أن تعتقد بان ما يقال لها هو امر فظيع ونقد سيئ يلمح الى انها سيئة وغير جيدة لأي شيء. ولكن ما على الام قوله هو «اشعر بأنه يجب علي ان احميك واراقبك لأنك لا تحمين نفسك».



كوني مستمعة نشطة

الاستماع النشط هو ان يستمع الشخص لما يقال له ويعلم الطرف الاخر بانه استمع لما يقوله. وذلك يكون بان يعيد عليه ما سمعه او يوضح ما فهمه مما استمع له. لذا، ففي المرة القادمة التي تستمعين فيها الى امك او ابنتك اعيدي عليها كلامها، واوضحي لها بأنك استمعت لما قالته، حتى تعلم انك انتبهت لها وفهمت ما تقصد. ومن المهم ان تستمعي جيدا للجمل التي تشير او تلمح عن المشاعر، فهي التي تحمل الرسالة الاساسية والحقيقية لجملة الحديث.



رممي التلف سريعاً وتعلمي الغفران

من اهم مبادئ الحفاظ على علاقات الزواج الصحية والقوية هي القيام بترميم اي ضرر وحل المشاكل سريعا. فالأزواج الذين يتمتعون بعلاقة زوجية صحية لا يتفادون المشاجرات او المناقشات، بل يعرفون بانها امور تحدث ويجب التعامل معها وحلها سريعا. وهذا الامر ينطبق على علاقة الام والابنة ايضا. فعدم حل الخلافات والنزاعات بسرعة قد يؤدي الى اثار وعواقب كثيرة وغير متوقعة. فان لم تتعاملي مع والدتك بشكل سريع لحل الخلافات، فان الامر سيتفاقم ليسبب جرحا او سدا يعيق نمو هذه العلاقة في المستقبل بل وقد يسبب مشاكل نفسية وفشل علاقاتك المستقبلية مع الاخرين نظرا لاتباعك النمط نفسه. وعليه، فبدلا من ان تكوني ممن لا يستسلم ابدا في النزاع والحرب كوني اول من يرفع الراية البيضاء ويطلب العفو او يغفر زلة الاخر ويطلب الصلح.



ضعي نفسك في مكانها

تعلمي ان تنظري الى الامور والمواقف من وجهة نظر شاملة ولا تقتصر على وجهة نظرك او جانبك الشخصي فقط. فان كنت الابنة، تذكري بان امك هي امرأة لديها مشاعر وجراح وذكريات، وقد عاشت في جيل وزمان مختلفين عنك وتربت في اسرة لها معتقدات مختلفة، وقد تكون حياتها صعبة. لذا، أعطي ذلك اهتماما وتفهمي وجهة نظرها ومصدر تصرفاتها وسلوكها. وتعاطفي مع مشاعر امك. وان امكنك أوجدي حلولا وسطية تعجبكما معا. فان كانت امك تريدك ان تكوني معها طوال الوقت، فبدل ان تقولي لها «انت تعلمين باني دائما مشغولة ولدي الكثير من الامور» قولي «اعرف واقدر كم تودين ان ابقى معك لفترة اطول واتمنى لو كان يمكنني ذلك ولكن ليس هذه المرة. ما رأيك لو نخرج سويا في الاسبوع المقبل؟».



لا تدخلي طرفاً ثالثاً

من الشائع ان تدخل الام او الابنة طرفا ثالث في نزاعاتهما. ومن الممكن ان يكون هذا الطرف هو الاب او الخال او الخالة او الاخوة او حتى زوج الابنة. فتشير الابنة للآخرين بان الام تدفعها للجنون او تقول الام بأن الابنة لا تستمع لها. فيقوم الطرف الثالث بالانحياز لاحداهما وابداء وجهات نظر وانتقادات اخرى، مما سيزيد من تفاقم الامور والنزاعات. تذكري بان النزاع بينكما فقط وليس للآخرين دخل فيه.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة