الوكيل - أثارت الحفلة التي اقامتها المطربة منى حداد في قاعة سليمان الموسى، بمركز الحسين الثقافي، ضمن الاحتفالات بعيد الاستقلال بعض الاسئلة المتعلقة بالفنان الاردني، سواء من حيث الدعم المادي والمعنوي، او من حيث الجمهور، فالحفلة مدعومة من وزارة الثقافة، بشكل لا يغطي تكاليف فرقة موسيقية محدودة العدد، او الترويج اعلانيا.
لا نضع اللوم على وزيرة الثقافة، لأننا جميعا نعرف حالات الحرج التي تقع بها الوزارة عندما تواجه بمطالب الفنانين، او تجد نفسها غير قادرة على تنفيذ مشاريع ثقافية وفنية وطنية، بسبب حجم الميزانية المتواضع، وبسبب التفكير الحكومي الذي يقيّم الثقافة بالارقام، متناسيا ان وزارة الثقافة هي وزارة سيادية، وعليها مسؤولية وطنية.
هذا النمط من التفكير الذي يتبناه المسؤولون هو الذي يساهم في تراجع الاداء الثقافي والفني، وانحسار المشهد لحساب التقنين المالي، وللاسف فان كثيرا من المسؤولين في حكوماتنا المتعاقبة غير مؤمنين بالفن والفنانين، ويعتبرون ان الابداع بمختلف صنوفه هو حالة ليس لها اولوية، وتقع في ذيل قائمة اهتماماتهم، وبدلا من البناء على ماهو متراكم من انجاز ثقافي وفني، فان هناك حالة من التراجع، برغم كل الاجتهادات التي يحاولها بعضهم من اجل الحفاظ على الحد الادنى، وان تبقى اضاءات هنا وهناك وسط اجواء محكومة بعقلية الحسابات الدفترية، او عدم الاقتناع بدور الفنون في تاهيل وتهذيب وصقل الشخصية الوطنية، في وقت يتعرض فيه جيل كامل لمحاولات التشويش، وسحبهم الى التطرف، والعنف والدفاع عن افكار ظلامية، كلنا يدرك حجم الدمار الذي خلفته في الاقليم حولنا.
يتطلب من الحكومة بكل اركانها ان تعيد النظر في مفهومها ونظرتها وتعاملها مع الثقافة والفنون بكل اشكالها، وان تضع في اعتبارها ان الاستثمار فيها هو استثمار في الانسان الاردني، خاصة الشباب وطاقاتهم، ومفاهيمهم ونظرتهم للحياة، وان لاتبقى تتعامل مع المسألة من منطوق الارقام، ووضع وزارة الثقافة في مواقف محرجة، لاتستطيع معها تنفيذ استراتيجيتها، وبرامجها، وان تبقى مواسمها مبتورة، بعيدة عن الطموح، والعمل بما هو متاح مع الاعتذارات المتكرره، والحرج الذي يقع به القائمون على وزارة الثقافة.
اما مسألة الجمهور فهي حالة غير مفهومة، احيانا نشاهد الجماهير تتكدس في فعالية ما، دون فهم سبب هذا التهافت، واحيانا يكون غياب تام دون تبرير، صحيح انه من الصعب الحكم على الحالة الجماهيرية، ووضعها في اطار محدد، لكن يبقى هناك قياس عام يمكن الاحتكام اليه، لكن في جمهورنا الاردني هناك حالة غير مفهومة في هذه المسألة.
ونعود الى حفل الفنانة منى حداد، الذي حضره مدير مكتب وزيرة الثقافة حسام علاونه، الى جانب جمهور قليل، وقدمت مجموعة من الاغاني الخاصة بها، ومن الفلكلور الاردني والطرب العربي، بمرافقة الفرقة الموسيقية المؤلفة من حسان عوني على الاورغ، ورائد المصري على الغيتار، ونهاد الشيخ واياد خليفة على الايقاعات، وقد بدات باغنية 'عمان عز امجادنا' من تاليف حسن النعيمي، وألحان عيسى البلة، وهي تحمل مفردات معبرة، وجملة لحنية جميلة، ثم قدمت واحدا من المواويل الخاصة بها، ومقاطع من اغنية اسمر خفيف الروح، وحسنك يازين، وهما من ألحان توفيق النمري، وعادت الى اغانيها الخاصة، وقدمت اغنية يا صيدلاني، من كلمات وألحان احد الرواد في الاذاعة الاردنية وهو الفنان جميل النمري، وبعد ذلك من غناء ميسون الصناع قدمت وصلة من الهجيني، يا الله يانجم وضاح، وياشوقي، وبعدها قدمت اغنية شادية ان راح منك ياعين، وختمت بمقاطع من اغنية ام كلثوم، عودت عيني على رؤياك. ويسجل لها جرأتها على الغناء امام جمهور قليل، لكن الحفل يفتح على اسئلة لها علاقة بالفن والفنانين، والرؤية والاستراتيجية الوطنية العامة التي تحكم برامجنا الفنية والثقافية.العرب اليوم
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو