السبت 2024-12-14 07:43 ص
 

حكومةُ بَيتِنَا " اندُونِيسِيَة "

09:09 ص



قبلَ ثلاثِ سنواتٍ من الان كانَ وُصُولُ خَادِمتِنا الإِندُونيسية ' المِس لِيلِيس ' أو كما نُنَادِيهَا الأن ب ' إِبلِيس ', لِيلِيس و كما يَعلمُ جَميعُ جيراننا بأنها الرِزقَة الوَحيدة التي رَزَقنا إياها الله لتَمحَقَ باقي الرزق فهُن أَقدامٌ و أرزاقٌ و حُظُوظ.اضافة اعلان


وَصَلَت حُكُومة بيتِنا الجديده لِيلِيس غيرَ مُكترِثةٍ لِشئ سِوى أَن تُخلِصَ في عَملها التي جاءت من أجله , مضى أول أُسبوعانِ لها في بيتِنا و كانت هادئةً جداً و نحنُ بطبيعةِ الحالِ كُنا نَطلُب منها أقلَ ما يمكن من الأعمال المنزلية نظراً لانها ضَيفَه جديده و حَرَام نِثقِل كَاهِلَهَا من أولها فهذه عاداتُ العَرب.

بعد إِنقِضاءِ الأُسبوعين تَفاجَأنا بأن المِس ليِليِس لا تَفقهُ شيئاً في الحياةِ فهي مُختَلة ٌعقلياً و شِبهُ طَرشَاء اذ انها و بعد انقضاء 3 سنوات في بيتنا و بعد الطَلعات و الفُوتَات لم تَستَطع تَعلُم اللغةِ العربيةِ الى لحظةِ كتابتي هذا المقال , جُلُ ما تَعَلَمَتهُ في السنواتِ الماضيةِ من لغتنا العربية ' بُلبُل عن الفِلفِل و قُورفَاااااا عن الغُرفَة ' و من الأعمالِ المنزليةِ الجَلِي فقط لا غير و نصفهُ زَفَر. أذكُرُ أَنهُ و في السنةِ الماضيةِ أستيقظَت ليِليِس لِوحدِها على غيرِ العادةِ نشيطةً تُريد العَمَلَ في المنزِلِ فَما كانَ مِنها إلا أَن نَظَّفَتَ أبواب المنزلِ كافةً عن طريقِ حَفِهَا بالخَرِيس حَتى بانَ لونُ الخَشبِ الأَصلِي.

نحتاجُ في كلِ شهرٍ الى مِكنَسَةٍ كَهربائِيةٍ جديدةٍ فهيَ عاشقة للمكانسِ الكهربائيةِ أُم الصُوت العَالِي فعندَ استِخدَامِها تَضَعُ فُوهَةَ المِكنَسَةِ الكَهربائِيَةِ في زَاوِيةِ الحَائِطِ بينَ الحائِطِ و المُوكيت و تبقَى عَلَى هذهِ الحَال حوالي ال 10 دقائق فتَختَنِقُ المِكنَسَة و يَتعَالَى هَدِيرُهَا و تَبقَى على هذهِ الحَال حَتَى يأذَنَ اللهُ للمكنَسَةِ بِخُرُوجِ رُوحِهَا مِنهَا فتَسقُطُ على الأَرضِ بِلا رُوحٍ مَع أنها مَوصُولةٍ بالكَهرَباء إِلا أنَ لِيلِيس قد 'شَلعَت مِعلاقهَا ' و أَجبَرَتهَا على الإِنفِجَار.

التفاهُمُ مَعَهَا مُستحيل لدرجةِ أننا قَد عَقدنَا العَزمَ على أَخذِ كُورس لُغه أندونيسية من السنةِ الأُولى لِوُصُولِهَا حَتَى أصبحنا مِثلَ الأُممِ المتحدةِ فكلُ فَردٍ منا أصبحَ يتحدث لُغتَانِ فأكثر إلا هِيَ تَجلِسُ كَرئِيسَةِ المجلِسِ تتحدَثُ لُغتها الخاصة فالجميعُ مُجبرٌ على تعلُمِ لُغتِها لأننا بِحاجَتِها لا العكس. قد يتبادَرُ الى ذِهنِكُم السؤال التالي ' لويش ما قَلعتُوها و رَوحتُوهَا من أول سنه؟؟!!' الا أن الاجابة ستفاجأكم فنحنُ و بِكُلِ صدقٍ غيرَ قادرينَ على تَسفِيرِهَا ففي كُلِ سنةٍ و عندَ انتهاءِ عَقدِهَا تَجلِسُ على عَتَبَةِ المَنزِل باكِيةً تَرجو أن تبقى لأَنَ لا أحدَ لها في أندونيسيا لدرجةِ أن اعطيناها الفين دولار زيادة فوق البِيعه لتَقبَلَ بالسفر لوحدِها لكنها رَفَضت, لم يبقى لنا أيُ خَيار سِوى أن تبقى بيننا و لأنها فتاة و لا يجوزُ لَها أن تبقى هكذا اقتَرَحتُ تزويجَهَا لأَحدِ إِخوَتِي فقد أصبحت ثريةً و غبيةً و لاَزِمهَا مِحرِم.

الخَادِمات كَما الحُكُومَات حُظُوظ و أَقدَام يا بتنرَزِق عَلى وجها يا بتِنمَحِق رِزِقتَك, تَجِدُ نفسَكَ مُضطَراً الى مدَارَاتِهَا و لِتَعَلُمِ لُغةٍ جديدةٍ للحِوَارِ معَهَا بِدُونِ فَائدةٍ تُذكَر, تأخُذ راتِب اخِر الشَهر بِدُون تَقدِيم أيِ شَئ بالمُقابِل سِوَى التَخرِيبِ و الدَمَار ولا تُجِيدُ القِيامَ بايِ شئٍ و في النِهَايةِ تَجِدُ نَفسَكَ مُجبَراً عَلى تَقَبُلِهَا في حَياتِكَ.

حسام ابراهيم مياس


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة