كانت إدارة الرئيس بوش تعتقد لدى غزوها العراق، ان حل المشكل هي في وضع دكتاتور آخر على رأس السلطة.. لكنه أرزق العينين، يتكلم الإنجليزية، ويتحدث كثيراً عن الديمقراطية!!. لكن وهم القوة انتهى حين ادرك الخلف الديمقراطي أن الحل هو مغادرة العراق!!.
والغريب أن الرئيس أوباما، قارف مع الحلف الأطلسي الخطأ ذاته في ليبيا. فدمر كل السلاح، وأرهب كل القذافيين فهربوا بعد مقتل الديكتاتور.. وترك الساحة وهو يعلم ان نظام القذافي لم يبن دولة خلال أربعة عقود.. فعمّت الفوضى!!.
ولعل مصر كانت مرشحة لهذه النهاية، لولا مؤسسة الجيش التي لم تكن تدافع عن الدولة بقدر ما كانت تدافع عن نفسها. ولذلك ظهرت إدارة الرئيس أوباما وكأنها حانقة على الجيش، وعلى اسقاطه لنظام الاخوان باعتباره «انقلاباً».
أمّا في سوريا، وقد كانت بداية الثورة مظاهرات تهتف «سلمية.. سلمية»، لكن الإدارة الأميركية كانت تهدّد وكأنها على وشك التدخل العسكري، الأمر الذي شجّع الاخوان المسلمين وحلفاءهم في تركيا على تسليح المتظاهرين، وبدأ السيناريو يأخذ شكل الثورة في ليبيا، وشكل انتفاضة المسلحين والحرس الثوري الإيراني في الجنوب. ثم ولأسباب ستبقى سريّة حتى نهاية هذا العقد انكفأت الإدارة، وأبقت على تهديدات فارغة.. والأغرب أنها منعت تركيا والسعودية وقطر من تسليح المعارضة.. وأرخت العنان لتدفق الأسلحة الروسية، وميليشيات إيران في لبنان، والعراق، وأفغانستان، وباكستان. دون أن تفعل شيئاً. حتى الكلام الكثير عن «تسلّح» المعارضة «بأسلحة قاتلة» أخذ ستة أشهر، حتى وصل المراقبون إلى ما يشبه اليقين بأن.. الثورة على وشك الانتهاء!!.
السياسة الاميركية في هذه المنطقة هي سياسة ابقاء الأمور معلقة، وانهاك قواها, فلا أحد يزعم في العراق أن البلد محكوم بإيران.. رغم أن الجنرال سليماني هو الذي يحرّك عجز الدولة، وهو الذي يبقى على رئيس وزراء عاجز. فيما يتولى السفير الأميركي الحفاظ على ضعف الطرف الآخر المعارض للتدخل الإيراني، ولحكومة المالكي.
ولهذا فالاميركان حريصون على ابقاء الصراع في سوريا قائما دون تمكين طرف من تحقيق ولو شبه انتصار. والقصد هو انهاك ايران، وانهاك حزب الله وانهاك ميليشيات الشيعة العراقية.. وطبعا انهاك المعارضة السياسية، وانهاك النصرة وداعش وتدمير كل مؤشر حياة في سوريا!!.
وحتى لا تفوتنا لبنان.. فهي «في ذنبة الخيّر» السوري وقد سمح «حاكمو لبنان» بتشكيل حكومة بعد ثمانية أشهر لكنهم كانوا حريصين على ابقائه دون رئيس جمهورية.. ودون مجلس نيابي!!.
وحتى نفسهم سبب هذا «الغرام الأميركي» والروسي والإيراني في منطقتنا، فاننا حريصون، بملايينا العربية على الجلوس في مقاعد المتفرجين الذين يشهدون كارثة وطنهم..وينتقون التصفيق لاقلهم ضررا.. وإلا فهل تريدون حكم داعش والنصرة في العراق وسوريا؟!. وهل تريدون عسكرياً آخر في ليبيا «يقضي» على الديمقراطية الوليدة؟؟.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو