الأحد 2024-12-15 06:36 م
 

خلينا ساكتين ما نحكي !

07:21 م

بقلم عمر الزاغ

ولكم خلينا ساكتين ما نحكي بلمرة احنا شعب شغل حكي بس تنظير مش أكثر مستعدين نظل نحكي ليوم القيامة بدون كلل أو ملل ومش مستعدين نحرك شعرة أو نطبق كلمة من اللي بنحكيهم.اضافة اعلان


أنا عن نفسي .. وعنكم كمان اسمحولي .. على استعداد تام لأن 'نزقط' مليون بني آدم ونقعد سنوات واحنا ننظر عليهم وهذا الأسلوب انولد معانا وربونا عليه في المدارس وأقنعونا إنه المناهج الأردنية من أقوى المناهج في المنطقة وهية شغل حكي بس!!!!!!

في الجامعات (+4+ سنوات) واحنا نسمع ونحكي ونبرم وننظر، الكل بنظر عالكل ... من الدكاترة للطلاب لمجالس الطلاب .. للمكتبة اللي ما دخلها معظمنا إلا مكرهين ... وكان معروفا أنها في جامعتي 'اليرموك' أكبر مكتبة في الشرق الأوسط !!!!!!!!!!! وإذا هالكلام مزبوط بتكون طامة أكبر .. لأنها أكبر مكتبة 'فارغة' هيك ممكن أصدقهم.

بنروح عالشغل وبنرجع .. همنا الراتب كم ؟؟ متى بخلص الشهر؟؟ متى بتنزل الرواتب ؟؟ اللي بسمعنا كم مرة بنجكي عن 'المصاري' في اليوم بحكي احنا في سويسرا .. واللي بسمع عن عيشتنا بحكي شكلهم في موزمبيق؟ واللي بشوفنا بتأكد إنا في جيبوتي، أما احنا فمتأكدين إنا تحت الأرض بمئات الدرجات ...

كل اشي عنا بنوخذه بمهزلة ومزح، قرار لو إنه في دولة ثانية بره كان ما لقيت حدا ظله في بيته، احنا للأسف، وأنا أولكم، أخذنا الموضوع بروح الدعابة !!!! وبحكولك إحنا شعب كشر.
تنظير حكي نقاش مقالات لاذعة وأخرى نغشة وثالثة كالتي بين يديك 'بين نارين' هتافات ذات سقف متدني وأخرى سقفها عال جدا كأنه السماء هكذا سحروا أعيننا ولكنه لا يكاد يرتفع بضع سينتمرات عن أرض الواقع.

بالأمس كان قرار رفع البنزين وكثير من الأصدقاء على الفيس بوك هموا بالنزول إلى الشوارع وأجمعوا والحمد لله، على رأي واحد أنهم لو فعلا تجمعوا ونزلوا إلى الشوارع لما كان من الحكومة إلا أن تقدم استقالتها وتعتذر للشعب وتعيد سعر البنزين إلى ما كان عليه حتى قبل سنوات، لكنهم، أي الشباب الفيسبوكيين، آثروا البقاء صامتين بعضهم، وجلهم اتخذ له منبرا وراح يشتم أو يمزح أو ينظر ولكن أيا منهم لم يحرك ساكنا أبدا.

أما الحكومة فآثرت أن تفعل وترفع وتفتك بجيوبنا المهترئة ثم بعد كل ذلك قالت مقولتها المشهورة: رفعت الحكومة أسعار البنزين.

رفعت أسعار البنزين، أما البنزين فقد رفعته من الصهاريج وصبته على رؤوس المواطنين الذين لن يحتملوا أكثر فهم يا حكومتنا إن صمتوا اليوم على سعر البنزين وبالأمس على سعر الخضار وغدا على رفع كل شيء حتى أرجلهم، إذا تحركوا، وهم صامتون، فلن يشفي صدورهم إلا تمزيق وجوهكم ولحاكم الكاذبة، في أغلب الأحيان إلا من رحم ربي.

وأقول عن نفسي بأنني لن أكتفي بالقول بل أفعل وسأفعل الكثير من أجل كل شبر في هذا البلد الطيب لكن ليس باعتصام ولا بمسيرات ولا بالتنديد بل بالعمل فالعمل ثم العمل، وشعاري قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2 - 3].

في النهاية، أوصي نفسي أولا وأخيرا، وكل من يقرأ هذه المقالة، أن يتق الله في نفسه وفي وطنه وفي من يتولى أمرهم كائنا من كان، من الحكومة وما فوقها ، ومن الشعب وما تحته، ولا أظن أن تحت الشعب إلا هذا الثرى المبارك والأرض التي تحمل همومه المثقلة ولن يرضى


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة