كدت أن اتهم وزارة المالية بالدهاء عندما أعلنت عن مراجعة استحقاقات دعم المحروقات ، وتحديد مقاييس معينة للوضع الاقتصادي للعائلة التي لا تحتاج الدعم ولا تستحقه وخاصة في مجال ملكية العقارات والسيارات والأرصدة المصرفية.
تصورت أن هذه المراجعة سوف تسفر بالتأكيد عن استبعاد جانب هام ممن كانوا يتقاضون دعم المحروقات لمجرد أنهم قدموا طلبات ولو كانوا من الميسورين أو الأثرياء.
وكدت أن أتهم وزارة المالية بالذكاء عندما قرأت أن النماذج المعدة لكي تقدم إلكترونياً أو يدوياً ، تشتمل على تفاصيل كثيرة ، وأن تعبئتها ليست سهلة. والواقع أنها أسهل من 3،2،1 .
اعتقدت أن هذا (التعقيد) المزعوم في النموذج الجديد لطلب الدعم يعني بالضرورة أن عددأً من المستفيدين سابقاً سوف لا يتجشـمون عناء ملء النموذج المعقد ، ولن يقدموا طلبات أو يحصلوا على دعم.
لكني فوجئت عندما قرأت أن عدد الطلبات المقدمة إلكترونياً خلال الأسبوع الأول يناهز نصف مليون طلب ، تغطي أكثر من ثلاثة ملايين نسمة أو نصف سكان المملكة ، وما زالت الطلبات تتوالى...
هذه المرة لن أتهم وزارة المالية بالدهاء أو الذكاء بل بالكرم الزائد إذا كانت تعتقد أن من لا تتجاوز ثروته 250 ألف دينار يعتبر فقيراً ويستحق الدعم من المال العام. نعم يجب أن تزيد ثروتك عن ربع مليون دينار حتى تعتذر لك وزارة المالية عن الاستمرار في تقديم الدعم لمحروقاتك.
في الأصل أن المواطنين يدفعون الضرائب والرسوم للحكومة لتمكينها من تقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والأمن وتسهيلات البنية التحتية كالماء والكهرباء إلى آخره ، أما في بلد فقير كالأردن يصطف 350 ألف رب عائلة ليقدموا طلبات إلى الحكومة لتدفع لهم ضريبة فرق أسعار المحروقات ، لأن من حقهم أن يحصلوا على محروقات رخيصة بصرف النظر عما يحدث في أسواق البترول العالمية التي نستورد منها.
ما يحصل في مجال دعم المحروقات عندنا يمكن فهمه لو حصل في بلد بترولي غني ، حيث تجد الحكومات نفسها أمام فوائض مالية من إيرادات النفط تبحث عن طريقة لإعادة تدوير جانب منها لصالح مواطنيها كثمن لسكوتهم.
في بلـد عربي على سبيل المثال تطوعت الحكومة بتسديد ديون المواطنين ، واستملاك أراض شاسعة بأعلى الأسعار تم إعادة توزيعها مجاناً أو بثمن رمزي ، ربما لنفس أصحابها.
الأردن ليس دولة رفاهية ، فموارده محدودة ، واعتماده على المنح الخارجية والقروض ، ولا يجوز مطالبته بالتصرف على أنه دولة بترولية.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو