تصلني رسالة الصديق الشاعر العربي العراقيّ الكبير عبود الجابري وأنا بكامل بلادتي تجاه ما يدور حولنا ؛ وكلّ مشاعري شغّالة على الحنين وذكرياتي في قريتي الكرامة التي جعلتني اشعر بالغربة في عمّان ..وما إن أقرأ رسالته لي حتى يحدث البرق و الرعد بداخلي و ينزل مطر العيون ..!
عبود الجابري المقيم في عمّان منذ ربع قرن ..و الذي يذيّل كل قصائده بكلمة (عمّان) ..والذي أفنى شبابه في عمّان ..والذي تزوج أردنيّة في (عمّان)..والذي أنجب خمسة كواكب في (عمّان) ..و الذي اعطّى (عمّان) ما لم يعطه كثيرون من أبنائها ..وخلدّها في الشعر و النثر و لم يرمِ حجراً في بئرها ؛ يقف اليوم مكشوفاً تحت الشمس الساطعة ولا يعرف كيف يواصل مسيرة تعليم ابنته الكبرى التي حصلت على معدل 85% ..يعزّ عليه أن يكون أباً فاشلاً ..لذا تبحث رسالته إليّ عن أصحاب قرار أو أصحاب انسانيّة ليكونوا مع شاعر عربي كبير بحجم عبود الجابري؛ لينقذوا مشوار ابنته التعليمي ..إليكم نصّ رسالته بالكامل :
((لا أظنني مغاليا ياصديقي حين أحدّثك عما أعانيه في هذه اللحظة ، فمنذ اللحظة الأولى التي وضعت فيها قدميّ على التراب الأردني قبل خمسة وعشرين عاما، وصولا إلى هذا الوقت وأنا أعيش كما ينبغي للأردني أن يعيش ممتثلا لحقوق المحبة التي يمليها عليّ قلبي إزاء بلد فتح لي أحضانه بكل دفء ، عملت فيه في مهنة تكفل لي حدود الكفاية من العيش ، وتوّجت شبابي بالزواج من سيدة أردنية تقاسمت معي تفاصيل الحياة بقسوتها ورخائها ، وأنجبنا من الأولاد خمسة لم نفكّر بإصدار وثائق لهم سوى شهادات ميلاد أردنية وبطاقات التعريف الخاصة بأبناء الأردنيات المتزوجات من (أجانب )، من عمّان التي قلت يوما : إنَّها شرفة أطل من خلالها على بيتي ،أصدرت خمسة دواوين شعرية لحد الآن وشاركت بشكل فاعل في المشهد الثقافي الأردني عبر جميع الفعاليات وكان آخرها مهرجان جرش ، وحين خلوت إلى نفسي وجدت عمري مقسوما على نصفين ، النصف الثاني منه كان في الأردن البلد الذي منحني زوجة رائعة وأولاداً يتراكضون في باحات المدن دون وجل او خشية ، وصار اسمي مقرونا بالإقامة هنا، ليس لنا منجز سوى بيت المحبة الذي تتنازعه ذيول قروض شرسة ، هذا البيت الذي يستظل اسم هذه البلاد الحانية، وكان من أهم مابنيناه هو أننا سعينا إلى تعليم أولادنا، وهانحن اليوم نقف مكتوفي الأيدي أمام اولى بناتي التي نجحت في الفرع العلمي بمعدل 85، ليس لدينا من الحياة ماندخره لمثل هذا اليوم، فاللوائح تقضي أن تكمل دراستها في برنامج القبول الموازي في الجامعات أو البحث عن مخالب تليق بأرواحنا الطرية عبر اللجوء الى إحدى الجامعات الخاصة ، ولعمري أنّ كليهما عسير على من هم مثلنا ,,,مع محبتي لك.))
انتهت الرسالة ..فهل وصلت ..؟!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو