الوكيل - مخطئ من اعتقد بأن ريال-أنشيلوتي قد اندثر وتلاشى. فذلك الفريق الذي أرعب الكثيرين في 2014 قد عاد ليتنفس الصعداء مع بداية شهر نيسان أبريل الحالي.
فريال-أنشيلوتي الذي اعتبره الكثيرون قد أفلس نسبة للمستوى الضعيف والضعيف جداً الذي قدمه منذ بداية السنة الجديدة (2015) والذي وصل إلى الحضيض في شهر آذار/مارس الماضي عندما كان قاب قوسين أو أدنى من توديع بطولته المحببة التي يحمل لقبها دوري أبطال أوروبا كما خسر صدارة الليغا لمصلحة الفريق الكاتالوني، قد عاد قوياً كما ألفناه سابقاً من وجهة نظري كمتابع عن كثب. فما الذي حصل أو تغير؟ ذلك ما سندرسه في بقية المقال.
اساس المشكلة
المشكلة الأساسية تكمن في اللاعبين أنفسهم وفي 'خوف' أنشيلوتي المبالغ فيه. فاللاعبين البدلاء لم يرتقوا للمستوى الذي يجعلهم ينافسون الأساسيين على مقاعدهم بالإضافة إلى أن أنشيلوتي المدرب لم يعطهم الفرص الكافية لكي يحاولوا التطور.
فبعض اللاعبين يتقاعسوا في تقديم المرجو منهم عندما تسنح لهم الفرصة مما يجعل أنشيلوتي خائفاً من الاتكال عليهم عندما يحتاجهم ما يوقع الفريق في مشاكل جمة تؤدي إلى سقوطه عند أول اختبار حقيقي.
فالمسؤولية مناصفة بين اللاعبين البدلاء والمدرب والمشكلة الأساسية هي سياسة التدوير بين اللاعبين.
1. المشكلة الأكبر
تلك المشكلة كانت بكل تأكيد لعنة الإصابات، فمنذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر قلما لعب الملكي بقلبي دفاعه المعتادين على بعضهم البعض أي سيرخيو راموس وبيبي. كما مرت فترة صغيرة كان الفريق يلعب فيها من دون مدافع أيسر 'أصيل' بغياب كل من مارسيلو وبديله كوينتراو.
اما المشكلة الأكبر فكانت في خط الوسط الذي بقي الفريق محروماً من خدمات أبرز عناصره لحوالي الأربعة أشهر أو أكثر. فتوهج ايسكو سد الفراغ الذي خلقه غياب مودريتش للإصابة لفترة طويلة، لكن كانت الضرية الحقيقية بإصابة خاميس رودريغيز أيضاً وغيابه لفترة ليست بقصيرة أيضاً.
ما أصاب الفريق بمقتل هنا هو أن وجود كروس مع واحد من الثلاثة (مودريتش، رودريغيز وإيسكو) فقط هو ما ليس كافياً، لماذا؟ لأن كروس لا يمكنه أن يتحمل عبء الدفاع على عاتقه وحيداً فإيسكو يدافع ولكن ليس كما خاميس أو بنسبة أقل مودريتش. وفي المقلب الآخر لم يستطع إيسكو أن يتحمل عبء صناعة اللعب وخلق الفرص وحيداً إذ قد تُغلق المساحات ويحتاج الفريق لمن يساند الإسباني هجومياً وهي الحالة المثلى بتواجد خاميس ومودريتش الذين دائماً ما يعرفان كيف يفتحان الثغرة في دفاع الخصم.
2. تراجع مستوى الـ 'بي بي سي'
أعتقد أن هذا الأمر لم يخف على أحد، فكريستيانو رونالدو مر بإحدى أسوأ أسابيع حياته في الفترة الأخيرة اذ صام عن التسجيل لفترات طويلة وبعد أن كان يتقدم ميسي بحوالي الـ 13 هدفاً في ترتيب الهدافين عاد الأخير ولحق به في الشهر الماضي.
فمن كان ليظن يوماً بأن رونالدو سيفقد حاسته التهديفية لتلك الفترة الطويلة؟ حتى أن 'صاروخ ماديرا' كما يلقب لسرعته وقوة انطلاقاته وتسديداته رأيناه فاقداً لتلك القوة البدنية وفاقداً لقوة التسديد.
فهل يمكن أن تتخيلوا أن رونالدو لم يسجل هدفاً من ركلة حرة لما يزيد عن عام!!!!!!! هو الذي كان لا يمر عليه أسبوعين إلا ويسجل من ركلة حرة مباشرة.
أعتقد أن كل ذلك مرده لسببين الأول أن رونالدو كان يمر بمرحلة عاطفية صعبة بعد تركه لصديقته عارضة الأزياء الروسية أيرينا شايك وما تبعه من تصريحات نارية من قبلها وتهكم الصحافة العالمية على الدون نسبة لتلك الحادثة. أما السبب الثاني فكان غياب الممول للكرات في بعض الأحيان إذ أن إيسكو وحده لم يكن قادراً على تحمل عبء صناعة الأهداف في ظل غياب كل من خاميس ومودريتش معاً.
أضف إلى كل ذلك، المستوى المتدني جداً هذا الموسم للنفاثة الويلزية غاريث بايل الذي وفي اعتقادي لا يستطيع تحمل عبء الضغوطات التي على عاتقه في النادي الملكي إن كان من قبل الصحافة أو حتى من قبل جماهير البيرنابيو التي لا ترحم. كما اعتقد بأن بايل ليس سعيداً في مدريد ما قد يعجل برحيله مع نهاية الموسم.
ضوء في نهاية النفق
لكن بعد كل تلك الضبابية في النادي الملكي والتي دعت العديد للتكهن بقرب نهاية مغامرة أنشيلوتي الجميلة مع الفريق، ظهر بصيصُ نورٍ من أروقة البرنابيو مع عودة المصابين واكتمال تشكيلة الفريق.
ولمن كان يسأل عن مدى أهمية مودريتش وخاميس أتت الإجابة في تسعة أهداف كاملة أمام غرناطة وخماسية منها لكريستيانو رونالدو والذي بدا كمن عادت له الروح مع عودة اللاعبَين المذكورَين إذ أن الريال استعاد معهما هويته الهجومية التي كان قد فقدها.
فإيسكو يتميز باللعب بفنيات عالية ولكن بعرض الملعب في غالب الأحيان، أما مودريتش وخاميس فيميزهما عنه بأنهما يلعبان كرة هجومية سريعة من اللمسة الأولى ودائماً ما يضغطون على دفاع الخصم باللعب للأمام والضغط المستمر والهجوم الضاري، ما من شأنه أن يصنع العديد من الفرص الخطرة والحالات المحققة للتسجيل، وباستطاعتهم من خلال تمريراتهم القاتلة والدقيقة وغير المتوقعة والسريعة في بعض الأحيان أن يفتحوا الثغرات في أي دفاع يواجههم مهما علا شأنه.
لذلك نقول بأن الريال ربما يكون قد عاد كسابق عهده، وها هو يبلي بلاء حسناً في الليغا بانتظار ما سيفعله رجال أنشيلوتي في دوري الأبطال يوم الثلاثاء وفي الإياب الأسبوع المقبل ليثبتوا وجهة النظر تلك أمام فريق عنيد اعتاد الريال على مواجهته ألا وهو أتلتيكو مدريد الذي يعد عقدة لأنشيلوتي في الموسم الماضي والحالي.
وبالرغم من أن الروخي بلانكوس يسيطر مؤخراً على مواجهات الفريقين في الدربي المدريدي إلا أن الريال استطاع في الموسم الماضي أن يفوز بأهم تلك المباريات والتي كانت نهائي دوري الأبطال.
فهل يستطيع أنشيلوتي وفريقه أن يفعلوها ثانية وهذه المرة في ربع نهائي المسابقة؟ إذ أن هناك نظرية تقول بأن الريال يتخطى أتلتيكو دائماً عندما تكون مباريات حاسمة على عكس مسابقة الدوري مثلاً.
فلننتظر ونرى
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو