ضمن برنامج يتضمن سيرة كل مذيع في الجزيرة , عرضت القناة أول من أمس حلقة عن المذيعة (خديجة بن قنه ) ...وقد تحدثت عن سيرة حياتها , وأصعب ما روته هو مغادرتها الجزائر في بداية التسعينيات ...حين إستهدف الإرهاب مجموعة من الإعلاميين في التلفزيون الجزائري ...وقد روت أيضا , الطرق البشعة التي إغتيلوا فيها , وكيف قررت بعدها الرحيل والإلتحاق بالإذاعة السويسرية ....كانت تروي المأساة والدمع يتقاطر في عيونها مثل الذكريات تماما .
في تلك اللحظة تذكرت مذيعة أردنية إستضافت عبر برنامجها الصباحي الفنان العراقي (إلهام مدفعي) قبل سنوات...وسألته السؤال التالي :- كم إلك ما دخلت العراق ؟ ..كان السؤال صادما ومؤلما , والعراق كان تحت الإحتلال , صمت إلهام المدفعي قليلا ولم يتمالك نفسه من الحزن وإنهارت دموعه ...أرادت المذيعة العبقرية تدارك الموقف فقالت لهذا العملاق, بعد أن مسح دمع القيثار ودمع العين :-(أستازنا أنا بعرف إنك حزين بس بدنا نطلع من جو الحزن ..بدنا نفرح هيك غنيلنا شي في زيطه وزمبليطا) ...فما كان من الأستاذ إلهام المدفعي إلا أن استفز فورا وقال لتلك المذيعة :- ( عفوا شنو زيطه وزمبليطة ) ؟
بين روايات خديجة بن قنه , وإستهدافها بالقتل ..ورحيلها لباريس ..بين رواياتها عن والدها الذي كان شاعرا وقوميا , وعن نشأتها ..وتعليمها , وبين (الزيطة والزمبليطة) التي تتحلى فيها مذيعتنا العبقرية ...تكمن الحسرة وتسقط الأقنعة ..
كان هم خديجة في الحلقة التي بثت عنها , أن تدافع عن موقفها السياسي في حوارات الجزيرة وأن تؤكد أن اسئلتها ليست موجهة وهي وليدة اللحظة ...ونحن للأسف هم بعض مذيعاتنا الفيس بوك ..والصور ..والأزياء , ناهيك عن (الزيطة والزمبليطة) ..
المحطة المستقلة التي يراد بناؤها هي مشروع محترم ...ولكن السؤال هل نحن قادرون فعلا على إنتاج إعلامية أردنية بحجم (خديجة بن قنه) أم أن مشاريع (الزيطة والزمبليطة) ستبقى مستمرة في الإعلام المرئي والمسموع .. ولنفترض أننا أنتجنا أهم المحطات تقنيا ..ولكن ما هي قيمتها إن لم تسلح بكوادر تملك المعرفة ... قبل الشكل , قبل الزي والمكياج , قبل ضحالة الثقافة والفكر ..
لقد شعرت بالغيرة أمس وأنا أتابع سيرة حياة (خديجة بنت قنه) وتمنيت لو أننا ننتج ولو نصف خديجة أو ربعها ... ولكن للأسف هذا الزمن (الزيطة والزمبليطة) .
بالطبع أنا لا أعمم ..وأجزم أن لدينا نماذج محترمة من المذيعات ..فالزميلة عبير الزبن لو أتيح لها منبر عربي , لكانت حالة تستحق التوقف عندها ونموذجاً يبنى عليه
على كل حال كلما التقيت (إلهام المدفعي) سألته مداعبا :- هل ما زلت تغني (زيطة وزمبليطة)....؟ يضحك وأنا اضحك معه , وما زلنا نبحث نحن الاثنان..عن معنى تلك الجملة ...ولكن لنعترف أنه زمن (الزيطة والزمبليطة).
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو