سامحوني

سامحوني لأن أفكاري وعقلي الباطني يصوّر لي أعمال وتصرفات عنيفة أقوم بها (كنت أعتقد أني غير قادرة على فعلها).

سامحوني لأني في بعض الأحيان،، عندما يحدث معي موقف معين أو أسمع آراء هدامة سلبية معينة.. أتمنى أن أمسك الشخص وأضربه أو أغرقه في بئر عميق.. والذي أستغربه أكثر الاستغراب أني لم أكن عنيفة في يوم من اللأيام. لماذا تغيرت نفسي المسالمة؟؟ لماذا أرى وأتخيل هذه الصور ؟؟ أنا مدهوشةومتضايقة جداً.. أبحث في نفسي فلا أجد جواب سوي أنني أشعربضيق شديد لما أرى وأسمع من بعض الناس من أفكار هدّامة ومواقف مدمرة .. المأساة أن هذه اللأفكار والمواقف موجهة تجاه بلدنا الأردن.. وأحسّ أننا نحاول أن نبني لبنة .. ولكنهم يهدمون 10 لبنات ... فيتركونا دائماً في الحضيض.

الفئة الإيجابية الموجودة في الأردن تبني شبراً.. والفئة السلبية تهدّ شبراً. فنبقي في الحضيض...
مما ولّدّ لدي شعور غامض غير مفهوم لدي.. يريدني أن أمدّ يدي لأضرب وأبطش.. يريد لساني أن يصبح سليط ويتلفظ بألفاظ لا تليق...

ما الحل ؟؟ أنا غاضبة على عقلي ويدي ولساني ... ولكني غاضبة أكثر على بعض الناس اللذين (اسمحوا لي) نسمح لهم أن يهدموا ويخرّبواما هو عزيز على قلبي (الأردن والأردنيون).
لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا؟
لماذا لا نضع جميعنا أيدينا بأيدي بعض؟؟ لماذالا نعلّم الجيل الصاعد على التعاون والمحبة والعمل الجماعي ؟؟(صفات الشعب الأردني في الماضي الفريب).

لماذا هذه الفئة دائما' حانقة ؟؟ غاضبة؟ ألا يدرون أن الله هو الرازق ؟؟ ألا يؤمنون أن الله هو القادر ؟؟ الواهب ؟ المعّز ؟ المذل ؟ ألا يدرون أن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم؟؟لماذا لا يريدوننا أن ننظر للأعلى المنير والأمام المشرق؟؟ لماذا يريدوننا أن ننزل إلى حفرة مظلمة؟؟ أنا أرفض رغبتهم أن ينزلونني... !!!!

الآن عرفت لماذا يتصرف عقلي ويدي ولساني غصبً عني ... وبدون إرادتي لأنه يرفض هذه السلبيةغيرالمبررة ويرفض الحنق والحقد والتفكيرالهدّام.. لأنه يرفض الجهل والأحكام المسبقة الجائرة والظالمة.. فالناس في هذه الأيام مستعدين أن يعيبوا كل من حولهم .. ويعيبوا بأخلاق وأعراض وأعمال غيرهم بغير حق..

لماذا صرنا هكذا؟؟ ومتى صرنا هكذا؟؟ متى تخلينا عن أخلاقنا الرفيعة؟؟ ومبادءنا السامية ؟؟ وديننا الحنيف الذي يأمر بالستر ويحرّم الغيبة والنميمة وافشاء الفتنة؟؟
من نحن؟؟أنا شخصياً لم أعُد أعرف فئة كثيرة من الأردنيين

سيرين شحادة
[email protected]