الأحد 2024-12-15 05:13 ص
 

سامر وأهله!

07:54 ص

.. هذه هي المبادرة الشبابية، وهذه ميزة العمل الصحفي!!. فبعد أن تقرأ قصة «سامر وأهله» كما اوصلتنا بها «الرأي»، وتعرف حجم الصدفة التي تكشّفت بها معاناة سامر المقعد، ووالديه العجوزين، وبيتهم المتهافت.. وما انتهت إليه القصة.. تعرف أننا نعيش في بلد الخير والحياة الحرّة الكريمة، فالمبادرات الشبابية تدلنا على بيوت الفقر، وتقوم بالواجب، والصحفي الأصيل يعرف مهمته الحقيقية.. وهي غير اللطم وجلد الذات على الفقر والبطالة!!.اضافة اعلان

اهتمت الشابة ملكيان – وهو لمعلومات داعش واخواتها اسم ارمني مسيحي -.. اهتمت بالعائلة بينما كانت وزملاؤها يوزعون حقائب مدرسية في احدى قرى الكرك. فقررت مع فريقها العظيم الذي يضم شباباً من الجامعة، اصلاح بيت سامر المهترئ، وجعله بيتاً قابلاً للحياة الإنسانية، ومدّ الكهرباء والماء إليه، وتزويده بالفرش والغاز والثلاجة والمواد التموينية.. والحرامات الدافئة وكرسي متحرك لسامر.. وكل شيء. فالوالد العجوز يعمل مزارعاً، لكن مهنته لم تقدم إليه غير.. المسغبة!!.
كانت المبادرة الشبابية توزع الحقائب المدرسية، لكنها الصدفة وضعت الجميع أمام حالة لا يمكن قبولها في الأردن، وتداعى أهل الخير.. فقدموا لعائلة سامر كل ما تحتاجه بصمت ككل عمل الخير.. ونشرت «الرأي» القصة في جزئها الأول، ثم بالثاني يوم امس، ويشرفني اليوم أن أتابع جهد الزميل بجهدي المتواضع.. فهناك «سامرون»كثيرون يحتاجون إلى روح المبادرة، والى المزيد من صويحبات العظيمة ملكيان، وإلى شباب جامعيين يحملون على ظهورهم الآلات الكهربائية.. والملح.. والغاز.. والزيت وإلى متطوعة القرية الذين يصلحون البيوت الخربة فهؤلاء هم الأردنيون في توادهم وتراحمهم يملأون الجرار بالزيت، والكوارير بالقمح، ويبلسمون جراح الجرحى، ويملأون القلوب النازفة بالسكينة والرحمة!!.
لقد جاء الوقت الذي نكف فيه عن ابتزاز أنفسنا، فقد سمعنا أن طلابنا الذين عادوا من اليمن.. قبل أيام يعدّون لاعتصام في مواجهة الدولة التي اهتمت بسلامتهم وارسلت الطائرات لاعادتهم وتنشغل وزارة التعليم العالي والجامعات كيف تستوعبهم.
- الاعتصام؟
- ترى لماذا نعتقد ان الابتزاز والتهديد هما اللغة الوحيدة التي نخاطب بها الدولة؟
- ماذا مثلا عن «شكرا كبيرة» لنقلنا من صنعاء الخطرة الى عمان الجميلة الحفية بالمجان؟ ماذا مثلا عن همَّ سفارة المملكة في عاصمة اليمن واهتمامها الحقيقي بكل طالب؟
- ماذا لو انتظرنا يومين لنرى نتائج سعي الوزارة والجامعات بدل التهديد بالقنابل النووية.. الاعتصامية؟
الاردن يهتم بسامر وعائلته، ويهتم بمليون ونصف مليون لاجئ سوري، وبكل ما يمثله الشر المحيط ببلدنا، ويهتم ايضا بالطلبة العائدين من اليمن!.

 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة