الأحد 2024-12-15 04:11 ص
 

سهول مادبا تفيض بسنابل تستدعي ذاكرة الغياب

01:12 م

الوكيل- تستدعي سهول مادبا بقمحها الوفير ذاكرة الغياب لاجيال عديدة من ابناء المدينة حيث مشاهد سنابل القمح المنتصبة والممتدة , والتي هي اشبه بمجاميع من اصطفافات الحرس وهم على أهبة مسير .اضافة اعلان


يتسنم القادم الى مادبا رحيق عبق القمح حيث تفوح من مروج تتدرج فيها تحولات لون السنابل وهي تفترش بالوانها الذهبية مشكلة مع الماشية وناي الراعي لوحة فنية تزيدها رونقا , وجماليات الات الحصاد التي تخيم على المكان ذهابا وايابا وهي تقطف حبات الخير التي لا غنى عنها في كل مائدة .

وتتجلى هذه الصورة ايضا حينما تتمايل سنابل القمح مع هبوب رياح الغرب , وكأنها في الأفق تعانق مآذن وكنائس المدينة , والتي ما ان تُحصد حتى تمتلئ البيوت و(الحواني) بالطحين والفريكة وخبز الشراك الذي يصنع من طحين القمح الخالص وتتميز به مادبا عن غيرها.

سابقا وفي كتب التاريخ ذكر ان سهول القمح في محافظة مادبا كانت تكفي ما تحتاجه الدولة العثمانية من القمح , كما ذكر ايضا ان سهول جنوب عمان ومادبا كانت سلة قمح الاردن وفلسطين لقرون خلت , ومن هنا , فالصورة التي نشاهد بها اليوم هذه السهول ذات الخير الوفير تؤكد على اسم مأدبا الذي يعني (الارض الخصبة) .

صباحا هناك حركة تعم ( البابور - مطحنة الصناع ) التي تُعدّ واحدة من أقدم معالم المدينة ، والقابعة في احد شوارعها القديمة ، تروي لنا تاريخ هذه المنطقة بتفاصيلها العتيقة، ومطحنة القمح هذه هي الوحيدة سابقا وحاليا التي تقدم خدماتها لأهالي المدينة ، والقرى المحيطة بها.

انشئت هذه المطحنة في العهد العثماني العام 1865 وتم تحديثها العام 1942 من خلال ادوات تم جلبها من مدينة حيفا الفلسطينية , وتعد شاهدا حقيقيا على مقولة الاجداد بان ' مادبا ارض الحبوب' .

وعند دخول الزائر للمطحنة يشتّم رائحة القمح المطحون عبر آلتين قديمتين فضيتي اللون ، ترتفعان إلى ثلاثة أمتار، يصل عمرهما إلى نحو 80 عاما، محاطتين بسلم يتضمن ثماني درجات تعيد زوارها إلى ذاك الماضي العريق ، بعيدا عن استخدام التكنولوجيا الحديثة.

كما تروي المطحنة باروقتها وجدرانها المبنيّة من الأحجار القديمة ، حكايات أجيال تعاقبت عليها لطحن القمح بانواع مختلفة , او لشراء الطحين ومنتجات القمح ، ويزيّن المطحنة باب أزرق كبير يتجاوز ارتفاعه ثلاثة أمتار.

مدير زراعة محافظة مادبا المهندس عبدالله الشمايلة قال ان التقديرات الاولية لهذا الموسم تشير الى ان انتاج محافظة مادبا من الحبوب يزيد عن اربعة الاف و500 طن من القمح , واربعة الاف طن من الشعير , وهذه كمية جيدة جدا ورافدا ممتازا لحاجيات المملكة من الحبوب .

واضاف ان سهول المحافظة اذا ما كان الموسم المطري ممتازا فانها تقدم كميات كبيرة من القمح لما تمتاز به من خصوبة , وكذلك ملاءمتها لهذا النوع من الحبوب , اضافة الى ملاءمتها لزراعة الحمص والعدس وايضا الزراعات الصيفية والبعلية وغيرها المنتشرة حاليا في هذه السهول .

واوضح ان اهتمام المزارعين بالتركيز على زراعة مادتي القمح والشعير هو لأن شريحة كبيرة منهم تعمل في تربية الثروة الحيوانية , لهذا فالمحافظة تعتبر مصدرا مهما للثروة الحيوانية في المملكة .

وفي مجال حفر الآبار في هذه السهول وزيادة الاستفادة منها في الزراعات المتنوعة قال المهندس الشمايلة اننا بحاجة حاليا لمزيد من الاسواق , خاصة الخارجية منها , قبل العمل على حفر الآبار وتوسعة عملية زراعة الخضروات ذلك لأن اسعار الخضار في المملكة تشهد حاليا انخفاضا ملموسا .

ودعا المزارعين في محافظة مادبا الى بيع انتاجهم من الحبوب للجنة المركزية في صوامع الجويدة التابعة لوزارة الصناعة والتجارة والتموين , إذ انها تشتري الحبوب باسعار افضل من سعر السوق , كما دعا ايضا الى حراثة الارض وتهيئتها للموسم المقبل .(بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة