السبت 2024-12-14 07:17 ص
 

سورية: هيمنة القاعدة على "النصرة" يضاعف متاعب الثورة

10:21 ص

الوكيل - بايعت 'جبهة النصرة' التي تقاتل النظام السوري، زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ونأت بنفسها عن فرع القاعدة العراقي، الامر الذي سيضاعف متاعب الانتفاضة المسلحة، في حين اعلن عن تنظيم اجتماع اصدقاء سورية في 20 نيسان (ابريل) باسطنبول.

اضافة اعلان


في غضون ذلك، التقى وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والبريطاني وليام هيغ ستة من قياديي المعارضة السورية في لندن، قبل اجتماع الخميس للدول الصناعية الثماني الكبرى يهيمن على جدول اعماله النزاع السوري والدعم الغربي للمعارضة.


وقال المسؤول العام لجبهة النصرة ابو محمد الجولاني في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية 'هذه بيعة من ابناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ ايمن الظواهري (...) فإننا نبايعه على السمع والطاعة'.


وقال بيتر هارلينغ المتخصص في الشؤون السورية في 'انترناشونال كرايزيس غروب' 'لقد حصدت (النصرة) دعما لا يستهان به اذ يمكنها ان تدعي تحقيق نتائج وخصوصا انها تجنبت عزل نفسها عن محيطها المباشر'، اي عن المدنيين.


واضاف ان 'اعلان المبايعة للقاعدة سيرتد عليها لأنها تنضم الى كيان غريب عن الثقافة السورية ويعتبر انه فشل في اماكن اخرى'.


واوضح كولي بونزل من جامعة برينستون في الولايات المتحدة ان هذه المبايعة توضح ايضا ان النصرة 'جزء من القاعدة'. واضاف ان 'جبهة النصرة .. لم تعد قادرة على إخفاء هذه الصلة'.
وبمبايعتها الظواهري، تتيح النصرة لنظام بشار الاسد ان يؤكد بمزيد من القوة انه يقاتل 'ارهابيين' يهدفون الى اقامة دولة اسلامية.


الا ان اعلان ابو محمد الجولاني لم يكن مفاجئا، فقد اضفى صفة رسمية على حالة كانت واشنطن تشتبه بها منذ بضعة اشهر.


وشدد الجولاني على ان الجبهة لم تستشر في اعلان 'دولة العراق الإسلامية' تبنيها وتوحيد رايتهما تحت اسم 'الدولة الاسلامية في العراق والشام'.


وقال 'دار حديث حول خطاب منسوب للشيخ ابي بكر البغدادي (زعيم دولة العراق الإسلامية) وذكر في الخطاب المنسوب للشيخ تبعية الجبهة لدولة العراق الإسلامية، ثم اعلن فيه الغاء اسم دولة العراق وجبهة النصرة، واستبدالهما باسم واحد'.


واضاف 'نحيط الناس علما ان قيادات الجبهة ومجلس شورتها (...) لم يكونوا على علم بهذا الاعلان سوى ما سمعوه من وسائل الاعلام'، مؤكدا 'اننا لم نستشر ولم نستأمر'.


وكان البغدادي قال الثلاثاء في رسالة صوتية ان جبهة النصرة هي 'امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها'، معلنا 'جمعهما تحت اسم واحد هو الدولة الإسلامية في العراق والشام'، مؤكدا ان هدفها اعلان دولة إسلامية في سورية.


وبدا الجولاني متحفظا على هذا الاعلان والطريقة التي تم بها، ملمحا الى انه لم يكن ضروريا وقد يؤثر على العلاقة بين الجبهة وسائر الكتائب المقاتلة في سورية.
ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري قبل عامين، وظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وأمنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية. وأدرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية.
ويؤكد خبراء وسوريون ان الجبهة تضم سوريين واجانب وانها شديدة التنظيم.
وكان لؤي مقداد، المنسق السياسي والاعلامي للجيش السوري الحر الذي يشكل مظلة لغالبية المقاتلين المعارضين، اكد لفرانس برس الثلاثاء ان لا قرار لقيادة هذا الجيش بالتنسيق مع الجبهة، وان السوريين هم الذين سيحددون شكل الدولة في صناديق الاقتراع، في حين تدعو النصرة لقيام دولة اسلامية.
من جهة أخرى، اعلن مندوب عن وزارة الخارجية الاميركية الاربعاء ان مجموعة 'اصدقاء سورية' التي تضم بلدانا عربية وغربية معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، ستجتمع في 20 نيسان (ابريل) في اسطنبول بحضور وزير الخارجية الاميركي جون كيري.


وصدر هذا الاعلان في لندن بعد لقاء بين كيري ومندوبين عن المعارضة السورية على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الثماني.

وترفض واشنطن حتى الآن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة خشية ان يسقط السلاح في ايدي المتطرفين لكنها تقدم لها مساعدات غير قتالية كبيرة.
وجدد رئيس حكومة المعارضة السورية غسان هيتو ونائبا رئيس الائتلاف الوطني السوري جورج صبرا وسهير الأتاسي الاربعاء طلب المعارضة السورية تزويدها بالأسلحة خلال لقائهما كيري.
ولكن كيري 'لم يعد بشيء'، وفق ما صرح مسؤول في الخارجية الاميركية.
وقال المسؤول 'ما زلنا ندرس عددا من الخيارات. سنواصل تقديم المساعدات للمعارضة، ونعمل معهم لمعرفة ما هي احتياجاتهم، وما يمكن تقديمه'.
وركزت مباحثات الاربعاء على سبل تغيير حسابات الأسد بشأن نتائج النزاع الذي دخل عامه الثالث وخلف سبعين الف قتيل وفق الامم المتحدة.
واضاف المسؤول الاميركي 'علينا مواصلة الحوار ولهذا سنعود الى اسطنبول'.
وقال ان غداء العمل مع ستة من مسؤولي المعارضة على مائدة وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ اتاح اجراء 'مباحثات جيدة ومهمة'.
وقال ان الجميع أكدوا على 'أهمية العمل معا، وأهمية أن يحسنوا تنظيم أنفسهم، الأمر الذي قالوا انهم بصدد القيام به'.
ميدانيا، سيطر مقاتلون من 'وحدات حماية الشعب الكردي' على حي الناصرة في مدينة الحسكة (شمال) بعد اشتباكات عنيفة دارت مع مسلحين موالين للنظام، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد ان الاشتباكات أدت الى مقتل مقاتل من وحدات الحماية الكردية التي تسيطر على غالبية المناطق ذات الغالبية الكردية في محافظة الحسكة، إضافة الى خمسة مسلحين موالين.
في محافظة درعا (جنوب) حيث حقق مقاتلو المعارضة تقدما في الفترة الأخيرة، أفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في بلدية الصنمين ترافقت مع قصف. وأدت أعمال العنف في البلدة الى مقتل 12 شخصا على الأقل أمس. في غضون ذلك، شن الطيران الحربي غارات على مناطق عدة في سورية، بينها محافظة حلب (شمال)، ومحيط دمشق، وحمص (وسط).
وأدت أعمال العنف الأربعاء الى مقتل 98 شخصا في حصيلة غير نهائية للمرصد.

(ا ف ب)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة