الوكيل - كانت العشرينية غادة فقدت الأمل تماماً بأن تنال إعجاب شاب بها مثل باقي زميلاتها، بسبب ما تصف به نفسها بأنها 'ممتلئة جدا وغير جذابة على الإطلاق'.
إلا أن الأمل عاد إليها مجدداً بعد أن أبدى زميلها في الجامعة إعجابه بها، وهو المعروف بوسامته وشخصيته المميزة. مشاعر الفرحة رغم عدم التصديق للوهلة الأولى، إحساس سيطر على غادة، مع شعورها أن الله قد عوضها خيرا.
لكن لم يكن يخطر ببالها على الإطلاق أن إعجابه بها هو مجرد طريقة لاستغلالها، وتغطية نفقاته الجامعية، بإيهامها بالحب الكبير الذي يكنّه لها.
تقول غادة: 'كنت أدرس في كلية الطب وكان يصغرني سناً وبحكم وجودي للدراسة وحدي، حيث يسكن أهلي في بلد خليجي كانوا يبعثون لي مصروفي الشهري مضاعفا، حتى لا ينقصني أي شيء، ولم أكن أتخيل أنه سيعجب بي أي شاب على الاطلاق بسبب حجمي وشكلي، خصوصاً شاب مثله معروف لدى معظم الفتيات، الا أنني في كل مرة كانت تنتابني الشكوك في الامر، كان يخبرني بأنه سئم من الفتيات الجميلات ومن المظاهر وبأنه يبحث عن جوهر الفتاة'.
مع مرور الأيام، تضيف غادة، بات يخبرها بأنه محتاج ماديا، وغير قادر على دفع قسط الجامعة لأزمة مالية لدى عائلته، فبدأت تدفع له الأقساط، وما يلحقه من غرامات ومواد حرم منها، عدا عن مصروفه اليومي، ووجبات طاعم جاهز، وأحياناً له ولأصدقائه فتحاسب عليها وترسلها مع خدمة التوصيل الى سكنه، والملابس والعطور وكل ما يتعلق به.
لم تستمع غادة إلى نصائح زميلاتها اللواتي أخبرنها أنه كاذب ويخونها مع فتيات كثيرات، إلا أنها كانت ترفض تصديق الأمر حتى استمرا في علاقتهما عامين ونصف العام، ثم انتهت دراستهما الجامعية، ووعدها أن يأتي إلى خطبتها، وإلى الآن لا تعرف عنه شيئا منذ 3 أعوام.
كثيرة هي القصص التي تحدث في المجتمع وتتلخص باستغلال الشباب ماديا للفتيات والاحتيال عليهن عبر وعدهن بالزواج، ومؤخرا ألقى البحث الجنائي، القبض على مشتبه به بالاحتيال على فتيات؛ يطلق عليه 'العريس اللقطة'، وهو متخصص بالاحتيال على عدد من العوانس، وتكبيدهن أموالا. ويتسم هذا الرجل بالوسامة والأناقة واللباقة، ويتمتع بشخصية تسهل عليه خداع الفتيات، بعد أن يقدم نفسه على اعتبار أنه رجل أعمال، أو نجل شخصية مرموقة في المجتمع، مستخدما اسما مستعارا، او اسما لشخصية خارج البلاد.
ولأن الشباب من هذا النوع يهدفون إلى تحقيق مصلحة معينة، وفق الاختصاصي الاجتماعي د. حسين الخزاعي، فإنه يجب على الفتيات أن يكنّ على وعي وحذر من إقامة العلاقات السريعة وغير المفهومة والبعد عنها تماما.
ويشدد الخزاعي أن العلاقات يجب أن تكون واضحة، كون الشاب يدرك تماما أن الفتاة لديها نقطة ضعف معينة، ويختارها على هذا الأساس لتيقنه أنها ستقبل عليه، مشيرا إلى أن الفتيات غير جاهلات، لكنهن يبحثن عن تحقيق أحلامهن، وهو ما يسبب لهن معاناة كبيرة بعد ذلك.
ربا أسعد (29 عاما) عاشت قصة بكاملها مبنية على الكذب والأوهام والمظاهر التي تبين أنها كلها 'تمثيل في تمثيل'.
ربا واحدة من الفتيات التي أضافها أحد الشباب على موقع 'فيسبوك'، فأعجبت بصورته ومعلوماته، وقبلت الدعوة، ليبدأ الحديث بينهم افتراضيا، وكانت ربا من خلال حديثه المهذب تلتقط معلومات عنه، وبأنه شخص يبحث عن فتاة مناسبة، وأنه 'كامل الأوصاف' لا ينقصه شيء.
وتقول:'غرني مظهره ولباقته بالحديث وصوره التي كان يضعها في بلدان مختلفة من العالم، وفي كل مرة كنت أكلمه كان يخبرني بأنه إما في مزرعته أو في مسبح المنزل أو في الصالة الرياضية، عدا عن تغيير سياراته..؛ كلها أمور غرتني به وشعرت أنه بالفعل كامل الأوصاف'.
وبعد أن بدآ يخططان للخطبة والزواج، باتت تشعر بوجود بعض التناقضات في كلامه، وعدم مطابقته لبعضه بعضا، فضلا عن التصرفات الغريبة، كالخروج معه إلى المطاعم وعند قدوم الحساب يذهب للحمام، أو إخبارها بأنه قد أحضر لها هدية قيمة وعند حضورها يخبرها أنه نسيها آخر لحظة، وأحيانا أخرى نسي محفظته حتى تحاسب هي أو أنه في ضيقة مادية بسيطة بسبب خلل في حسابه وأنه بحاجة إلى مبلغ فتعطيه اياه.
وبعد استمرار تلك التصرفات والدفع عنه مرات كثيرة أثار الشكوك في نفسها، فقررت السؤال عنه، ليتبين لها أنه موظف بسيط لا يملك حتى سيارة خاصة، إلا أنه يتبع طرقا احتيالية مع الفتيات لمحاولة الكسب المادي منهن. وتقول ربا:'أصبت بصدمة كبيرة خصوصا أنني قد قررت تعريفه على أهلي استعدادا للخطبة'.
أما عليا فتعرفت على شاب وعدها بالخطبة والزواج، ففرحت كثيرا، وأبدت كل استعدادها للوقوف إلى جانبه، وبعد فترة من الزمن أخبرها أن وضعه المادي السيئ لا يسمح له بخطبتها الآن، وأن مشكلتهما لن تحل إلا إذا حصل على مبلغ من المال، وسافر لإحضار بضاعة من الصين ويتاجر بها.
وتضيف أنه بعد تفكير طويل قررت أن تعطيه المبلغ حتى لا يعوقهما شيء عن إتمام الخطبة، وبعد إلحاح طويل منها لكي يأخذ المال، قبِلَ وأخذه، ثم سافر دون رجعة، لتعلم بعد مدة من الزمن أنه لم يفكر بخطبتها، وأنها كانت مجرد وسيلة ليحصل على المال الذي يحتاجه.
شاب فضل عدم الكشف عن اسمه، يقر أنه اتبع ذلك الأسلوب مع زميلته في الجامعة، حيث إنها كانت غنية جدا، ومعجبة به كثيرا، إلا أنه كان يحب فتاة أخرى، وبعد إلحاح منها قرر البقاء معها كونها كانت تغدق عليه مادياً، رغم أنه كان يقضي معظم وقته مع الفتاة التي يحبها، وكل شيء جميل يتركه لها.
ويقول:'هي من أصرت علي وكانت مستعدة لعمل وتحقيق لي أي شيء أريده أي أنني لم أرغمها على شيء حتى إنني أحياناً كنت آخذ منها لأشتري هدية لحبيبتي، وهي لا بد أنها كانت تشعر أنني لا أحبها فأنا لم أكن اشعر نحوها بشيء على الاطلاق الا أنها هي من اختارت'.
ويرى الاختصاصي النفسي د. أحمد الشيخ أن دخول علاقة ما بين شاب وفتاة وهناك أدنى نية عند أحد الطرفين لاستغلال العلاقة، فإن ذلك يعد مؤشرا على أنها علاقة غير سوية، مبيناً انه عندما تبدأ الفتاة بالتمسك بهذه العلاقة على الرغم من وجود مؤشرات سلبية لديها، فإن ذلك يدل على وجود تناقض عندها.
ويشير إلى أنه من الأفضل للفتاة إدراك الأمور من الناحية المنطقية والعقلية، وأن تحكم على العلاقة ليس عاطفيا إنما عقلانيا، كون غير ذلك سيخسرها كثيرا من النواحي المادية والعاطفية والنفسية وغيرها.
الغد
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو