لم يكن مشروع الباص السريع مختلفاً عن كل مشروعاتنا «الكبرى. فقد بقينا نؤجل في نقل مياه الديسة الى المنطقة الوسطى حتى وصلت الكلفة الى المليار دينار. وصار لنا «ندرس» وصلة سكة الحديد من الزرقاء الى عمان سنوات نافت على العشر. ولعل اطول حالة تأجيل في تاريخ الاردن والعالم كان مشروع البوتاس, الذي ابتدأ عربياً برأسمال قدره 5 ملايين دينار.. وأمتد من الخمسينات الى مشارق التسعينات من القرن الماضي. ولولا ان علي الخصاونة لم يشمر عن ذراعيه.. ويهجم لبقينا نؤجل, ونبحث عن اسباب كثيرة لمزيد من التأجيل!
والقصة ليست في خسارة الوقت.. وانما في خسارة المليارات, لأن الكلفة قبل نصف قرن غير الكلفة الان, والكلفة قبل خمس سنوات قد تكون ضعف الكلفة الان!!
بدأت قصة الباص السريع عام 2009 بقرض فرنسي ميسر قدره 117 مليون دينار بسماح خمس سنوات وبتقسيط مدته عشرون عاماً وبفائدة رخيصة!!
عام 2011 توقف المشروع في «سحجة الفساد» وتولى مجلس النواب «التحقيق» في فساد تقرر قبل التحقيق ان.. :»هناك فساد» وكنا نتابع «التحقيقات» التي لم تكن اكثر من اتهامات عشوائية, ولم يحاول احد اقناع اللجنة البرلمانية باحالة «المستمسكات» الى المدعي العام لأن الخامس الابتدائي قد علل القدرة على الاتهام الكلامي لكنه غير قادر على تقديم قضية لمجلس النواب!
المهم, وصل الجميع الى القناعة أن لا احد يسرق الملايين لأن الانفاق على المشروع وصل الى مليون واحد فقط. وها نحن نعود الى ما كنا وصلنا اليه عام 2009. ونتفاوض مع ممول المشروع الفرنسي لجدولة القرض لأن خمس سنوات مرت على توقيعه.. وهي فترة السماح, ولأن هناك معطيات جديدة طرأت على النقل في العاصمة.
- ماذا خسرنا في التأجيل والتحقيق, والاتهامات.
- خسرنا الكثير ويكفي أن نعرف أن سبعين الف سيارة دخلت البلد في العام الماضي.. وأن صعوبة التنفس في شوارع العاصمة ناتجة عن فشل الدولة في ايجاد نقل عام ميسر للمواطن بدل حل المشكلة بشراء سيارة, أو حل المشكلة بالتذمر من ارتفاع اسعار البنزين, وعن عدم وجود مواقف, ومن كارثة الفوضى في الشوارع!
بلعبة الديمقراطية وتحقيقاتها, والفساد الذي لم نجده في المشروع خسرنا الملايين وسنخسر اكثر اذا لم يتم انجاز المشروع في وقته.. فالآن نسمع أن المباشرة بالتنفيذ ربما ستكون في ايلول القادم اذا انتهينا من التفاوض مع الفرنسيين, واذا تم تعديل التصميمات الفنية المستجدة!
شيء واحد نتمنى على امين عمان اضافته الى المشروع هو تحويل محركات الباص من الديزل او البنزين الى الكهرباء.. وهذه هي الباصات السريعة التي نتنقل بها في عواصم اوروبا. فالديزل هو اكبر ملوث للبيئة, وهو اسوأ المنتج من مصفاتنا.. وهو اعلى كثيراً من.. الكهرباء!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو