الجمعة 2024-12-13 03:06 م
 

شوربة العدس

03:08 م

بقلم ... رامي العطيات



في الماضي كانت ربة الأسرة تقوم بإعداد شوربة العدس باستمرار وذلك من قلة الحيلة والحاجة , ولأنه متوفر بجميع بيوت الأردنيين ولا يوجد سوى العدس داخل البيت . اضافة اعلان


فتبدأ ربة الأسرة ومنذ الصباح الباكر بإحضار العدس لإعداده وذلك بعد جهد من عملية التنقيب وإزالة الحصى والشوائب المتواجدة فيه .

عند عودة الأب من عمله والأطفال من مدرستهم تقوم الأم بوضع الطبخة التي هي بالنسبة للأطفال غير مرغوبة لتكرارها على مدى الأسبوع , فتبدأ الأم وبالتعاون مع زوجها إطلاق فوائد العدس على مسمع الأبناء , وانه هو لحمة الفقراء وهو غني بالفيتامينات وانه جيد للجسم وكثيرة هي الفوائد التي لم تعد تؤثر بالأطفال , فينتهي ذلك اليوم وقد أكل الأب والأم الطبخة أم أبناؤهم فربما يأكلون بعد التوبيخ أو قد تتطور الأمور في بعض الأحيان إلى الضرب بحيث أن لا يبقو جياع .

تطور المشهد على صعيد الأسرة الأردنية وتحديدا على طاولة الأكل , إذ أصبحت ربة المنزل لا تقوم بإعداد طبختها إلا بعد مشورة جميع أفراد الأسرة ولكي لا تبقى الأكلة وحيدة كالعدس .

الحكومات وسياستها بالتعامل مع القضايا لا تزال تمارس هيمنة العدس على الشعوب , فإذا لم تكن تريد سوف تأكل ولو بالغصب , فمهما طالب الشعب أو اعتصم أو تظاهر حول قضية معينة كقانون الانتخاب أو رفع الأسعار فان الذي سيحصل هو الذي تريده الحكومة بالنهاية , تمام كما كانت تفعل ربة الأسرة مع أطفالها وهو انه لا يوجد غير العدس في البيت فإذا كنت تريد الأكل أم لا هذا هو الموجود .

السؤال الذي يطرح وهو إلى متى يتم التعامل بهذه الطريقة مع شعوب اعتقد أن تطور النضج السياسي لها في بعضة أشهر لهذه اللحظة قد فاق سنين عيشها , أم الحكومات فإنها لم تقم بتطوير براهينها للمواطن .


نشتاق لتلك الأيام الجميلة الهادئة التي لم نكن نعرف فيها سوى المدرسة والحي وشوربة العدس , ولا نريد أيتها الحكومة بنهج سياستك أن يأتي يوم علينا نتمنى فيه أن نأكل العدس .
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة