صار بدها شكحة بطّيخ

علاقتي بالبطّيخ قائمة على «الإحترام المتبادل» و»الود الشديد». ومنذ بدأ مهرجان جرش وأنا أرنو بعينيّ الى «تلال البطيخ على امتداد الطريق من عمّان الى جرش. وكل مرة أقول في سرّي: بدي بس أروّح أشكح بطيخة وأترنّم عليها!اضافة اعلان

وتمضي الأيام والليالي، وأنا أردد ذات الكلام، وكنتُ في السابق (الواقع كنا: رسمي محاسنة وانا) في بدايات مهرجان جرش، نباغت الزملاء (في التلفزيون الاردني) في «سيارة النقل» وهم «يشكحون بطّيخة»، في عزّ الشُّغل في موقع المهرجان. وطبعا كانوا يدعوننا وكنا نلبي على الفور. وكناـ سقا الله على تلك الأيام ـ ، نلتهم البطيخ مع الخبز، وترانا من الجوع، «نغبُّ» في لُبّ البطيخ والمياه الحمراء تشرشر حتى أكواعنا.
هذا العام،تواصل المهرجان في المركز الثقافي الملكي، وكنا نعود منتصف الليل،ونتردد :نشتري بطيخة ونوكلها الآن ، والا نخليها للسحور؟
وانتهى المهرجان ومرت لياليه الممتعة رغم الظروف الصعبة التي أحاطت به، وأصبح لزاما علينا التفكير بالبطيخ بشكل جدّي والتعاطي معه بشكل حازم ـ مش حازم الخالدي ـ،حتى لا يعتقد حضرة» البطّيخ « أننا نخونه مع أية فاكهة أُخرى. وطبعا «الضرّة مُرّة».
أمس، وما أن أُعلن ختام الحفلات» الجرشية»، سارعتُ الى أقرب»بطّيخة» ونزلت فيها عناقا حتى التهمتها مع البزر. وهذا ذكّرني بإحدى «الحجّات» من جيراننا، التي كانت «تقضي» على البطيخة بكاملها. فكانت تأكل اللب الأحمر وتفصفص البزر الأسود، وتُطعم القشر « الأخضر» للجحش الذي كانت تمتلكه وكانت تربطه أمام باب بيتها. وصار»سلوك الحجّة» مثلا. لمن يقضي على البطّيخة كلها.
طبعا لا داعي للحديث عن الدراسات التي تثبت فوائد البطيخ للكائن الحيْ.حيث أنه»يروي البطيخ يروي العطش ويخفف من شدة الامراض خصوصا فيما يتعلق بسلامة الأمعاء والكلي. فقد أظهرت الدراسات ان البطيخ لا يطفئ العطش ويرطب الجلد وينعش الجسم فحسب بل قد يفيد كمليّن قوي للامعاء ومادة تساعد على الهضم ومقوّ للدم ومفتت لحصوات الكلى».
طيب ، قليلة هذه الفوائد؟
إذن ، شو رايكم، مش صار بدها شكحة بطيخ؟!