الأحد 2024-12-15 06:23 م
 

"صور" قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات واقع وطموحات

11:05 م

الوكيل الاخباري - ممدوح النعيم: يشكل انعقاد قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات للعام 2016 في عمان والذي يحتضنه مجلس النواب الأردني نقلة نوعية على واقع الدبلوماسية البرلمانية الأردنية التي تمكنت من لم شمل القيادات النسوية العالمية , للقاء في عمان يعد اللقاء الأول من نوعه على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

اضافة اعلان

القمة التي تشارك بها القيادات النسائية العالمية من رئيسات الدول والحكومات إضافة الى المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات , الى مشاركات من دول وصل عددها الى 280 دولة, كل هذا يعزز الثقة بان الأردن تمكن من كسر جدران العزلة بين المرأة العربية والمرأة في بلدان العالم المختلفة .


الحضور العالمي للنساء في عمان جمع أيضا كافة أطياف التوجهات السياسية من اليسار الى اليمين الى الوسط , كما جمع اعرق الدول التي تمتلك تراكمات بالعمل الديمقراطي, وتجارب تستفيد منها المرأة العربية خاصة في مجال الرفاه الاجتماعي وحقوق الطفل والاندماج بالأحزاب السياسية التي على أساسها يجب ان تكون المشاركة بصنع القرار .


الأردن حاز على شاهدة تقدير المنتدى وهذا التقدير يشكل اعترافا عالميا بان الأردن تمكن من سد الفجوة الكبيرة التي كانت تحول دون مشاركة المرأة بالعمل السياسي فأصبحت اليوم شريكا أساسيا كما تقول منسقة ملتقى البرلمانيات الأردنيات النائب آمنه الغراغير ' حضور المرأة الأردنية بالمحافل الدولية وطرحها للقضايا التي تمس حقوق الإنسان وتعزيز التشريعات التي تحمي وتعزز الحقوق العامة للإنسان تدل على إيمان المرأة الأردنية بقضيتها وبدورها الإنساني اتجاه قضية المرأة بشكل عام'


الجلسات العامة التي يشهدها المؤتمر والحوارات التي جرت فيها أكدت على ان المشاركة النسوية في الحياة السياسية تشكل حجر الأساس في الحوكمة الديمقراطية وهذا يتطلب قيادات اجتماعية متوازنة , تعزز تكافؤ الفرص بين أفراد المجتمع خاصة بين الرجال والنساء من خلال تعزيز مشاركتهن السياسية وبالتالي وصولهن الى قمة مؤسسة القرار في البرلمانات او الوزارة او القضاء او في مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص .


المرأة في الأردن حظيت بدعم كبير من لدن جلالة الملك عبدالله وهو دعم قائم عن قناعة تامة بدور المرأة وحقها, وليس مجاراة لأي وجهة نظر أو مجاملة لأحد, ومقارنة واقع المرأة الأردنية مع مثيلاتها في دول اخرى تكون المقارنة لصالح المرأة الأردنية ذلك لكونها نالت حقوقها وفق بيئة إصلاحية اعتمدت على التشريعات والمؤسسات الوطنية والاهم أنها توافقت مع القيم والأعراف المجتمعية فكان قبولها بمواقع المسؤولية المختلفة من قبل المجتمع الأردني أمر طبيعيا لأنه نتاج واقع طبيعي .


بينما يشهد واقع المرأة في الدول التي عاشت ما يسمى بالربيع العربي صراع قيمي استند إلى أفكاروقيم تقليدية نتيجة التوجه العام الذي وضع يده دون حق على الحركات الإصلاحية التي عرفت بالربيع العربي , فتم وضع العديد من العقبات أمام أية حركة نسائية للتعبير او المطالبة بحقوق المرأة على اعتبار ان ذلك مؤامرة غربيه او امبريالية او يتعارض مع الايدولوجية ألظلامية لبعض القوى الرجعية.

إن وجود المرأة المتمكنة اقتصاديا يعني وجود مجتمع قوي اقتصاديا وهذا يتطلب تفعيل وإصدار التشريعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تضمن الرفاه الاجتماعي والحقوق العمالية والسياسية عبر دفع الأحزاب السياسية بان تكون الحاضنة للمرأة والداعم الرئيسي لها وليس مجرد ديكور في ملفاتها .


وعودة إلى اتجاهات المؤتمر خاصة في تعزيز قيم السلام بين الشعوب فان المرأة بالعادة تكون أول ضحايا الحروب وإعمال العنف المختلفة , ان السلام لا يصنعه إلا المؤمنين به والمرأة بطبعها تميل الى السلام والتعاون وهو ما يفرض ضرورة مهمة للعالم وهي ان تكون المرأة رسولة السلام عبر مساهمتها الفعلية في إدارة فض النزاع بين الدول او بين الحكومات والمعارضة .


ما يمكن ان نحققه في الأردن عبر هذا المؤتمر هو تعزيز النهج الديمقراطي ألتشاركي, وتعزيز التعاون والتواصل بين جميع مكونات الدولة وصولا الى تحقيق أفضل الأهداف التي توصلنا الى بناء الدولة المدنية الحديثة التي لا تقصي احد عن المشاركة لان الحكومات القادمة التي ستخرج من رحم مجلس النواب هي بالأساس قادمة من مكون مؤسسات المجتمع المدني التي تتشارك مع الحكومة في وضع البرامج والأهداف التي يجب تحقيقها من خلال التشريعات عبر مجلس النواب او من خلال السلطة التنفيذية بتطبيق القوانين الصارمة التي تصون الحريات والحقوق وتكافؤ الفرص وتحول دون أي طرح ان يساهم في إيجاد التمييز بين مكونات المجتمع الواحد وصولا الى دولة تحتكم مؤسساتها الى القانون ودولة تعزز من قيمة الفرص والمساواة بين جميع مواطنيها .


هذه ليست امنية هذا هدف تسعى اليه جميع مكونات الدولة ليكون لنا حضورنا المؤثر والمقبول على الساحة الدولية ,, العالم يتقدم وعلينا ان نغادر السرج ونلحق بالقطار.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة