الجمعة 2024-12-13 08:47 م
 

"عبقرية" الأسد!

07:07 ص

تأك?د رئ?س الوزراء، د. عبدا? النسور، (في لقائھ مع الكتّاب أول من أمس) على عدم تغ??ر المقاربة ا?ردن?ة تجاه سور?ة، ?أتي فياضافة اعلان

س?اق عودة أصوات محسوبة على النخبة الس?اس?ة المحافظة القر?بة من خط الدولة، ومعھا الت?ار الموالي للنظام السوري في عمان،
تدعو إلى ضرورة ترم?م الع?قات مع نظام بشار ا?سد خ?ل الفترة المقبلة، بدعوى أنّ المؤشرات تشي بإمكان?ة نجاتھ واستمراره في
الحكم، ما ?عني أنّ مصلحة ا?ردن الوطن?ة تتمثل في ع?قات غ?ر متوترة معھ!
?سند ھذا 'الصوت' دعواه بتوظ?ف جملة من المتغ?رات ا?قل?م?ة والدول?ة ل?ستنتاج بأنّ ا?سد باقٍ؛ بعد أن أثبتت ا?دارة ا?م?رك?ة عدم
'جاھز?تھا' لتوج?ھ ضربة للنظام السوري، والمرونة التي أبداھا 'ھو' في موضوع ا?سلحة الك?ماو?ة، والصفقة المتوقعة ب?ن إ?ران
والو??ات المتحدة، وصعود الدور الروسي في المنطقة.
و?ض?ف ھذا الصوت بأنّ صعود 'القاعدة' ?مثّل خطراً إقل?م?اً، ?ھدد مصالح ا?ردن والمنطقة والغرب على السواء. كما أنّ س?نار?و
سقوط ا?سد ال?وم س?ؤدي إلى فوضى داخل?ة وحرب أھل?ة ? تخدم ا?ردن، مع وجود 'مراجعة' إقل?م?ة ودول?ة بشأن الموقف من
سور?ة، تجعل من خطر 'القاعدة' أولو?ةً على الصراع مع ا?سد، ما ?عني أنّ ا?خ?ر نجح في استدراج مفھوم 'الحرب على ا?رھاب'
إلى ب?ده، وإقناع المجتمع الدولي بأنّ البد?ل عن سقوطھ ھي 'مجموعات متطرفة' تمثّل خل?طاً ما ب?ن السلف??ن و'القاعدة'.
في الوقت نفسھ، تبدو المعارضة السور?ة في حالة مزر?ة؛ منقسمة ب?ن مساحات نفوذ دول?ة وإقل?م?ة، وما ب?ن معارضة س?اس?ة في
الخارج، وإس?م?ة داخل?ة مسلّحة بدأت تعلن في ا?ونة ا?خ?رة عن حقّھا في التمث?ل الس?اسي، وتشكّك في مدى 'شرع?ة' تمث?ل الخارج
لھا.
مثل ھذه الظروف والح?ث?ات ھي التي دعت أصدقاءنا المحافظ?ن، ومعھم الت?ار ال?م?ني، في عمّان، إلى المطالبة بـ'استدارة' رسم?ة تجاه
ما ?حدث في دمشق، بل وبدأت بنسج أخبار ? أساس لھا من الصحة، بوجود 'توجھات' لدى 'مطبخ القرار' تتمثل بدا?ة بتع??ن شخص?ة
س?اس?ة تصفّي ا?جواء مع النظام السوري، بعد أن تجاوز حافة الھاو?ة!
من سوء حظ ھذه الفرض?ات أنّھا تزامنت مع إع?ن أصدقاء سور?ة، وا?ردن منھم، بصر?ح العبارة أنّھ ? دور ل?سد في رسم مستقبل
سور?ة. واشترطت المعارضة السور?ة لحضور مؤتمر 'جن?ف2'، في حال عقده، أن ?كون ھدفھ إنھاء حكم ا?سد، وھو 'شرط' ?مثّل،
كما تعرفون، 'المعضلة' الرئ?سة في المؤتمر، وفي الحوار ا?م?ركي-الروسي حول مستقبل سور?ة.
التوجھ نحو حلّ س?اسي ? ?عني بالضرورة بقاء ا?سد؛ بل الصفقة الدول?ة وا?قل?م?ة ستكون على ا?غلب مرتبطة بتقر?ر المرحلة
ا?نتقال?ة مع إخراج ا?سد من اللعبة، سواء بصورة مباشرة أو غ?ر مباشرة عبر نزع ص?ح?اتھ وسلطاتھ.
أمّا رھان ا?صدقاء على إعادة تأھ?ل ا?سد دول?اً وإقل?م?اً ل?كون 'شر?كاً في الحرب على ا?رھاب'، بد?ً من القضاء عل?ھ، فھو س?نار?و
خ?الي. ففي الوقت الذي ساعدت ف?ھ 'داعش' (قاعدة سور?ة) ا?سد كث?راً في إرباك ا?جندة الدول?ة، إ?ّ أنّ رأسھ ما ?زال شرطاً للحل
الس?اسي الدولي التوافقي، وھي صفقة أكثر واقع?ة حتى لدى حلفائھ؛ إص?ح?و إ?ران أو الروس، إذا ضمنوا حصتھم من الكعكة!
ذلك س?اس?اً. أما عسكر?اً، فإنّ قدرة أحد ا?طراف على الحسم م?دان?اً ھي بمثابة وھم كب?ر؛ فإما حل س?اسي من شروطھ إسقاط ا?سد،
ومرحلة انتقال?ة معقدة، وإما استمرار لصراع عسكري، مع ما ?حملھ من تداع?ات أخطر؛ مثل تقس?م سور?ة والفوضى والحرب ا?ھل?ة.
وفي كل الحا?ت ? أظن أن ھذا انتصاراً ل?سد، وإذا كان ?عبّر عن نوع من العبقر?ة فھي كارث?ة عدم?ة، عنوانھا الوح?د 'ا?سد أو
نحرق البلد'!


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة