الأحد 2024-12-15 12:44 م
 

«عمــان»: شــمال ملــتهب ..

01:15 ص

الوكيل - لم تنته قصة التهديدات الحدودية الاردنية عندما يسمعها الاردني اليوم في سياق حدوده الشرقية (التهديد العراقي)، أو حتى الشمالية (السورية)، بل عاد ليشمل حدوده الغربية التي ما فتئ الكيان المعتدي على الأراضي الفلسطينية يطالب بضم أجزاء منها إلى 'أراضيه'.اضافة اعلان


الجهة الشمالية اليوم، تم تنظيمها بشكل أو بآخر مع كل ما 'حملته' الدولة على أكتافها من عبء لجوء، ومتشددين 'عائدين' من سورية، وبرغم أن جرح الأردن الشمالي لم يبرأ بعد، وبرغم نزف الموارد الحاد، والخوف من التداعيات الأمنية المحتملة على الأردن، إلا أن أحدا ما عاد يستمع لمخاوف من الجهة السورية، 'فالقادم أهم'.

الخوف القادم من الشرق !

الأزمة العراقية طغت على المشهد في الأسبوع الأخير، فما عاد يشغل بال الأردنيين شيئ أكثر من تداعياتها وتأثيراتها على حدودهم، خاصة في ضوء المدّ المتشدد المتمثل بالتنظيم القاعدي المنشق 'داعش'.

وجود المنتمين لـ'الدولة الاسلامية في العراق والشام' في العراق وسورية اليوم، بات يوحي بالكثير من القوة للجماعة، ما يجعل الداخل الأردني مرتابا من وجوده، خصوصا في ضوء 'سوء فهم' للحالة العراقية كما يقول لـ'العرب اليوم' عضو لجنة الشؤون الخارجية النيابية عاطف قعوار.

قعوار أكد أن الدلالات والشواهد القادمة من الشرق تحسم الحالة العراقية، وتؤكد ان الازمة الاخيرة ما هي إلا 'ثورة على الظلم والطائفية والاقصاء'، موضحا ان عدم وجود تدمير لملكيات خاصة، والقيام بعمليات مدروسة، يدلل على بعد أي عنصر 'تخريبي' عن الثورة.

النائب الدكتور عبد المجيد الاقطش، توافق مع قعوار في ما سبق، بيد أن الأخير أسهب في الحديث عن وقائع تؤكد أن 'داعش'- حتى اليوم- ليست الضالعة بالقصة، فذكر عدم سفك الدماء، وتحدث عن بعد الاهداف التي يصبو اليها 'الثائرون' عن الأهداف الطائفية والمذهبية، قدر ما هي اهداف 'مدروسة' كرموز طائفية.

كل ما سبق، يجمعه قعوار بحقيقة جغرافية تتحدث عن كون اقرب تجمع سكاني عراقي شرقا، لنظيره الأردني في الغرب يبعد أكثر من 600 كم، ما يقلل من احتمالية الاعتداء على الاردنيين من هناك، كما تبعد قرية الرطبة العراقية (والتي هي اقرب منطقة مأهولة على الأردن) نحو 500 كم.

الحقائق السابقة، لا تجعل من الأزمة العراقية 'بردا وسلاما' على الأردن، اذ تحدث قعوار عن خصوبة الفوضى الموجودة في العراق لانتاج 'منتهزين ومتسلقين' على الثورة، قد يعمدون للاضرار في الاردن، ما يستوجب أعلى درجات الحيطة والحذر. الأمر الذي تحدث عنه وزير الداخلية قبل يومين حسين المجالي، بكون الاردن 'محتاط' جيدا للخطر القادم من حدوده الشرقية، وهو ما أكده رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن في الأيام القليلة الماضية، بقوله 'من يعتقد أن دولته صغيرة، لا يعرف الأردن وجيشه، ولم يقرأ تاريخ الأردنيين'.

تصريحات الزبن إلى جانب ما قاله وزير الداخلية الأردني، عن تأهب الحدود الأردنية لصد أي عدوان، وما تسربه الدولة يوميا من أخبار عن 'القبض على متسللين عبر الحدود'، كلها تشير إلى أن عمان أعطت الملف العسكري في الموضوع العراقي 'الأولوية'.

الكيان الصهيوني

على نيران الاقليم الشمالية والشرقية، بدأت دولة الاحتلال الصهيوني غرب المملكة تعزف على وتر ضم غور الأردن لأراضيها مجددا، الأمر الذي تحدث عنه عضو لجنة فلسطين النيابية لـ'العرب اليوم' بكونه 'هيجان اسرائيلي' ربطه بحادثة اختطاف الشبان الثلاثة التي حدثت في الضفة الغربية قبل ايام.

دولة الاحتلال، ناقشت في الكنيست قبل ايام 'ضم غور الاردن ' لاراضيها، الامر الذي استنكره الاردن، ولكن هذا لم يثنِ وزير الداخلية الإسرائيلي جدعون ساعر، عن تكرار الدعوة إلى ضم منطقة غور الأردن لحدود كيانه، بوصفها 'أهم عمق استراتيجي'.

وقال ساعر، خلال زيارته لمستوطنات غور الأردن الاستعمارية: 'في ضوء تدهور الأوضاع، لا بد من اتخاذ خطوة احتياطية مناسبة. فهذه المنطقة تشكل حزاما أمنيا لدولة إسرائيل، ومن دونه ستبقى إسرائيل من دون عمق استراتيجي'. وأَضاف ان التطورات في الشرق الأوسط، وخاصة في دول الجبهة الشرقية 'سورية والسلطة الفلسطينية والعراق'، تزيد من أهمية غور الأردن لأمن إسرائيل. وأشار ساعر، وهو من وزراء حزب الليكود الحاكم، إلى أنه دعم في الماضي ويدعم اليوم فرض السيادة الإسرائيلية على الغور فورا.

كل هذه التصريحات، قرأها النائب الدكتور عبد المجيد الأقطش لـ'العرب اليوم' بكون الاسرائيليين باتوا كـ'الثور الهائج'، معيدا ذلك لثلاثة اسباب اولها خطف المستوطنين، ثم حديث عضو كنيست عربية عن كون الاسرائيليين ارهابيين، ومحتلين، ورفضها لاطلاق صفة الارهاب على مختطفي المستوطنين؛ مضيفا (أي الأقطش) إلى ما سبق ما سماه 'الانتهازية الاسرائيلية' لكل المواقف لمصلحتها. واعتبر النائب أن الكيان العدو يحاول جاهدا تفتيت الدول العربية وتقليص اهميتها وقوتها، لخدمة مصالحه، واخفاء مخاوفه، مشيرا الى اهمية 'عدم الانشغال' بالحدود الشرقية عن الغربية، خصوصا في ضوء 'مجاهرة' اسرائيلية بالنوايا السيئة المبيّتة للمملكة.

عضو لجنة فلسطين الأقطش، رفض الانشغال بأي شيء عن غربي نهر الاردن، معتبرا أن الاسرائيليين بدأوا شنّ هجوما ممنهجا على الفلسطينيين مستغلين بذلك 'ظهور العرب ' المدارة لهم، ومحذّرا من نتائج ذلك على الحدود الاردنية الغربية.

العرب اليوم


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة