عندما غرشتُ عن دفع الفواتير

ملاحظة : كُتب هذا المقال ذات قطعة كهرباء وليس الآن:- ما إن شرعتُ بفتح الصفحة لأكتب المقال لكم ..حتى هوت كل الأشياء الشغالة على الكهرباء في بيتي ..اعتقد أهل الدار أن قطع الكهرباء على الجميع ..لكنني ضحكت وقلت لهم : بل القطع علينا فقط ..فنحن لم ندفع منذ أربعة أشهر ..

وأكتب لكم الآن بما تبقّى من شحن في اللاب توب ..وهذه نعمة يجب ألا أنساها وسط عذاب قطع الكهرباء ..

يحق لشركة الكهرباء أن تقطع عنّي وعن غيري ..لا اعتراض ..فأنا «زلمة مش مليح»؛ لا أقوم بواجبي بدفع الفواتير ..فلو حرمتُ أولادي من مصروفهم المدرسي شهراً كاملاً فسأدفع فاتورة من الفواتير الأربع ..! ولو أكلتُ وجبة ونصفاً في اليوم أنا وعائلتي طوال شهر آخر لكنتُ وفّرتُ الفاتورة الثانية ...بس أنا لا عقل لي ..! ولو استغنيتُ عن أدوية السكري والضغط لشهر واحد فقط لكنتُ وفّرت الفاتورة الثالثة؛ ولكنني ربّ أسرة فاشل.. وأنانيتي جعلتني افضّل الدواء على فاتورة الكهرباء ..! ولو أنني لم أقم بزيارة أمّي وأبي في الغور طوال شهر كامل لكنتُ وفرتُ الفاتورة الرابعة .. ولكنني اتبعتُ نداء قلبي ولم أصغِ لنداء شركة الكهرباء ..! أرأيتم كم من الفشل أحمل بين جناحيّ ..؟! أرأيتم كم أنا لا أستحقُ نعمةَ الكهرباء وفرّطتُ فيها دون حساب ..؟! كم أعضُّ الآن على أصابعي ندماً؛ لأنني لم أتصرف كما يجب ..لأنني ظننتُ أن الشركة ( ستغرش ) عنّي قليلاً .. ومن الممكن أنها (غرشتْ ) وأنا لم أقدّر (غرشها ) عليّ ..!!.

شركة الكهرباء قامت بواجبها ..وأنا لا حيلة لي ..لا خطط لدي ..يا جماعة : أنا مش استراتيجي ..لذا أستحق أن تقطع عني الكهرباء ..وأن تقطع عنقي أيضاً .. وليس بالكهرباء وحدها يحيا الأردني ..!!.
اعتذر منكم أولادي، فأنا أبٌ فاشلٌ تماماً ..