الأحد 2024-12-15 08:02 ص
 

فقراء لا يعرفون العيد !!!

01:13 م

أ .د حسين الخزاعي - الفقر وما ادراك ما الفقر!!، وكيف يعيش الفقراء ويديرون شؤون حياتهم، وكيف ينامون ومتى يفرحون، هل اعيادهم مثل اعيادنا؟!، ومشاعرهم مثل مشاعرنا ومشاعر اطفالنا؟، هل امراض الفقراء مثل امراضنا ؟ وطعامهم وشرابهم مثل شرابنا ، وملابسهم مثل ملابسنا ، وسحنتهم مثل سحنتنا ؟! الحقيقة المؤكدة والمؤلمة والمثبته تقول - لا – والف – لا – ويوجد فرق وبون شاسع بيننا وبينهم ، فنحن نعيش في عصر الديجتال وهم يعيشون في القرون الوسطى ، ووفيات الاطفال الرضع والامهات تنتشر بينهم ، بالاضافة الى معاناتهم من امراض سوء التغذية والاسهال ونقص الفيتامينات والتوتر والاجهاد والامراض المعدية والامراض الاجتماعية والنفسية ، والمعلومات الصادمة تبين ان (20%) من سكان العالم يسيطرون على (80%) من ثرواته ، وان (90%) من شعوب الكرة الارضية فقراء ، و(10) اغنياء ، واعداد الفقراء في العالم في ازدياد؛ فالرقم تجاوز (1200) مليون فقير، وفي الوطن العربي تجاوز الـ ( 70 ) مليون يشكلون (20%) من سكانه بالرغم ان البنوك الغربية متخمة بالارصدة لشخصيات عربيه في مختلف انواع العملات والتي تكفي للقضاء على الفقر في كافة ارجاء المعمورة ، وفي الأردن ارقام الفقراء منذ عام 1986 بازدياد مستمر وخلال الاعوام (2006 – 2008 ) دخل الى خط الفقر (75) الف فقير ليصبح عدد الفقراء (781) الف فقير في (32) جيب فقر معترف بهم رسميا واحصائيا وانسانيا ، اما اعداد الفقراء في الاردن بعد عام 2010 لا يعرف احد عددهم وخصائصهم ، وخاصة ان هناك المئات من الاسر الفقيرة غير مسجلة في سجلات صندوق المعونة الوطنية . اضافة اعلان


سوف ابتعد عن التعريفات النظرية والاكاديمة والكلاسيكية والمقاييس الاحصائية لظاهرة الفقر ، فنحن نعيش في عصر البورصات ' بورصة للنفط ، وبورصة للذهب وبورصة للورد وبورصة للسكر وبورصه للحديد وبورصة للرز وبورصة للحوم والدجاج والسمك والاغذية المجمدة وبورصات للفلافل والشاورما والفول والحمص والبندورة ، في ظل عصر البورصات وارتفاع وانخفاض مؤشرات صرف العملات ، في ظل هذه الفوضى في الاسواق في ظل وجود بعض الفئات من التجار الجشعين مصاصي الدماء الذي يستغلون المناسبات والاعياد لرفع الاسعار والاحتكار والتحكم في المجتمع ، وفي ظل وتعدد الاصناف والاشكال والمنافسات الصناعية لا نستطيع ان نجزم ان الفقر المطلق او الفقر النسبي او الفقر المطقع او الفقر يصلح لها معيار او تعريف ، واجزم ان كل انواع الفقر لا تختلف عن بعضها البعض فكلها تتفق على ان الفقر حاجة وعوز، والفقراء اهل حاجة إلى ضروريات من الغذاء والدواء والمسكن والملبس، واشير الى قضيه مهمة جدا وهي الحاجة الى الفرح والمرح والاستقرار والمشاركة والاندماج في المجتمع في مختلف المناسبات الدينية والوطنية والاسرية ، فالفقراء يجب ان لا يهمشون ، ولا ينعزلون عن المجتمع ؛ ولكنهم اذا لم تكن لديهم القدرة على المشاركة الفعلية في الاعياد التي يفرح فيها المجتمع سوف ينعزلون عن المجتمع.

ونحن على مشارف عيد الفطر السعيد الذي تتحد فيها المشاعر الإنسانية في كافة ارجاء المعمورة ، وفيها تتحد الامنيات وتتشابه الكلمات والعادات والتقاليد والموروثات الاجتماعية النابعة من الاديان السماوية التي جعلت للاغلبية من الفقراء والمستضعفين والمحتاجين الحق في الرعاية المتنوعة من الدولة ومن مختلف شرائح المجتمع وخاصة الغنية والثرية والمتخمة بالاموال المجمدة في البنوك، نؤكد بنفس الوقت ان الاديان السماوية وعدت الاغنياء برضاء الله وثواب الآخره إذا اتبعوا تعاليم الدين وساروا على مبادئه، فالدين الاسلامي على سبيل المثال فرض الاحسان كجزء من العبادة بل جعل الزكاة ركن من اركان الدين ، وهذا يعد عاملاً من عوامل مساعدة الفقراء والمحتاجين يؤدي بدورة الى التعاطف والتساند والتكافل بانواعه بين الجميع حماية للفرد وحماية للمجتمع ودعم للاسر المحتجة ودمجها في الاعياد الدينية وخاصة اعياد الفطر السعيد والاضحى المبارك.

وبعد ،،، لقد نشطت خلال ايام شهر رمضان الفضيل العديد من الجمعيات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني وبعض السفارات مشكورة في تجهيز موائد الرحمن او توزيع الوجبات على الفقراء في مناطق جيوب الفقر وبعض الاحياء الفقيرة في مختلف مناطق المملكة، ونتمنى ان نجد جمعيات ومنظمات مجتمع مدني وسفارات تهتم ايضا بتقديم كسوة العيد للاطفال الفقراء وتقديم الحلويات التي تفرح الاسر في وجودها في بيوتهم ، فحاجة الانسان تتعدى وجبة الافطار في شهر رمضان ، وعمل الخير والمحبة والتعاون والتعاضد مع افراد المجتمع يتطلب المشاركة في مختلف مجالات الحياة ، وهل هناك اجمل واروع من رؤية الاطفال الفقراء يشاركون اطفال المجتمع فرحتهم في العيد ، ويندمجون معهم في المشاعر والمواقف السعيدة ونشركهم في فرحة العيد وفي متعته وحلاوته وسروره، حتى لا يطغى على الفقراء شعور بالكبت والحرمان والحزن ودرف الدموع وخاصة من قبل اهالي الاطفال الذين لا يستطيعون توفير الملابس لابنائهم فلذات اكبادهم ، ويا له من موقف مؤلم وبائس ان يقف الاب والام عاجزين عن شراء ملابس جديدة لابنائهم لارتدائها في العيد . ولا ننسى وجود فقراء في المجتمع مرضى وذوي احتياجات خاصة ومتسولين ومساجين وعائلات مستوره عفيفه لا يعرف عن فقرها وحاجتها إلا الله سبحانه وتعالى .

مسك الكلام: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاضدهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى . يا ليتنا نحول هذا الحديث النبوي الشريف الى سلوك عملي وليبدأ كل واحد باهله واقاربه وجيرانه ومعارفه ، فما أسعدَ المجتمعَ إذْ يتراحمُ أهلُه في المجالات كافة . كل عام وانتم وفقراء الوطن بخير .


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة