الجمعة 2024-12-13 03:17 م
 

كرنفال للحمير في لبنان

11:04 م

الوكيل - تصدّرت الحمير بصورها في الآونة الأخيرة صفحات المواقع الخاصة ببعض الشباب اللبناني، مرفقة بتعليقات لا تخلو من السخرية والطرافة، على سبيل المثال لا الحصر: «مش رح تعرفو قيمتي إلا بس تصير تنكة البنزين بـ50000 ليرة» و«الحمار يستعيد مجده»، وغيرها من التعليقات الطريفة، وذلك بعدما استحكمت أزمة الوقود.اضافة اعلان


ومن يجول في بعض القرى النائية، في الشمال والبقاع والجنوب، يلاحظ عودة لافتة الى الحمير في مجال النقل والانتقال، فذلك الحيوان الصبور لا يحتاج الى بنزين أو مازوت، ولا تغيير زيت، ولا تصليحات ولا زيارات الى الميكانيكي أو اختصاصي الكهرباء، بل يكتفي بالتبن والحشيش، والشعير لـ «الفخفخة»، على أساس أن سعره أيضاً تعرّض لزيادات كبيرة مثل سائر الحبوب.

وفي بلدات جنوبية، مثل «روم» و«عيثرون»، لاتزال تجري في شهر سبتمبر من كل عام مباريات بين حمير، لا رغبة لها بالسباق، ولا حتى بالتنافس.. بل «تُجبر» مرة كل عام على أن «تنسى» واقعها، لتستحيل تحفةً وزينة وكرنفالاً، وتتسابق على مرأى من أهالي البلدات، وتستقطب عدسات مغتربيها وأبنائها الذين لا يعلمون عن الحمار سوى صفات مُنكرة: هنا حمار «جذّاب»، جهد أصحابه لتزيينه للمناسبة..

وهناك حمار احتفالي ببالونات ملوّنة، وآخر بورود حمراء.. وما بينهم آخر بشعر أشقر اللون! أما أسماؤها، فتدلّ على قيمتها عند أصحابها: «الغضنفر» يركض تحت تأثير تلقّيه أول عصا.. و«الغندورة» تتمايز بحركتها اللافتة.. أما «الديك»، فهو لا ينهق إلا في الوقت الملائم.. «الأكحل»، يا عيني، «ملك الحمير».. وفي المحصّلة، تنفرد الحمير المدرّبة بمهارات وخواص تؤهّل أصحابها لنيل أكبر حصّة من الشعير، كمكافأة على المشقّة التي يتكبّدونها مع الحمير «البطيئة الفهم».


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة