كما أن غزو الإتحاد السوفياتي (روسيا) لأفغانستان قد جعل حربها، لا بل حروبها، بلا نهاية فإن الواضح أن «الإحتلال الروسي» لسوريا سيجعل حربها بلا نهاية أيضاً فكل هذا الوجود الأجنبي في هذه الدولة العربية قد حولها إلى ساحة صراع كوني وحول نظامها البائس إلى مجرد «شاهد ما شافش حاجة» ولعل الأسوأ هو أن كل إرهابي العالم كما أصبحت الأراضي الأفغانية قواعد ثابتة ومتنقلة له فإن الأراضي السورية غدت معسكرات
ليس لـ»القاعدة» و»النصرة» و»داعش» فقط وإنما لكل شذاذ الآفاق والقتلة في الكرة الأرضية بأسرها
فمن هو المسؤول يا ترى هنا وهناك؟!.
إن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على رئيس هذا النظام الطائفي، وليس نظام الطائفة، الذي لأنه كان ولا يزال وفياًّ لوصايا والده حافظ الأسد، الذي كان إرتكب تلك الفضائع التي إرتكبها في «حماه» و»حلب» و»حمص»، الذي كان قد قال لإبنه في خطاب الوداع :»إن هذا الشعب يخاف ولا يستحي» وإنَّ عليك أن لا تحاوره إلا بالرصاص والمدافع والصواريخ وهذا هو ما حصل عام 2011 عندما «تظاهر» أطفال درعا الصغار وكتبوا على جدران مدرستهم، تأثراً ببدايات الربيع العربي في تونس، «الشعب يريد إسقاط النظام».
كان هذا الشيء قد حصل في أفغانستان فنظامها في عهد حفيظ االله أمين وأيضا في عهد بابراك كارمال وفي عهد نور طرقي قد واجه تذمر الشعب الأفغاني بالحديد والنار ثم وعندما لم ينفع البطش في إخماد إنتفاضة الشعب الأفغاني بادر إلى الإستنجاد بالإتحاد السوفياتي وبجيشه الأحمر وبمخابراته الـ «كي.جي.بي» مما فتح أبواب البلاد للعديد من التنظيمات الإرهابية «المعممة» وغير المعممة التي أنجبت «القاعدة» بقيادة أسامه بن لادن وهذا هو ما حصل مع بشار الأسد الذي كان مخلصا ووفيا لوصية والده ولا يزال فكان هذا التدخل العسكري الروسي وكانت كل هذه القواعد العسكرية الروسية كما كان هناك كل هذا الإرهاب الذي نبت في كل الأراضي السورية .
منذ أن بدأ الجنرال الدابي وساطته الفاشلة في عام 2011 والأمور في سوريا تتصاعد من سيئٍّ إلى أسوأ وكل هذا بينما تواصلت الوساطات الفاشلة إلى أن تم تسليم هذه المهمة العسيرة والصعبة إلى دي ميستورا الذي بقي يتنقل بين العواصم وبين جنيف و»آستانه» وأيضا سوتشي وموسكو في حين أن نيران هذا البلد العربي بقيت متوهجة وفي حين أن الأراضي السورية غدت مطرزة بالمعسكرات والقواعد الإرهابية .
وعليه فإن الواضح أن الإستقرار سيبقى بعيداً عن سورية كما بقي بعيداً عن أفغانستان وأن الروس الذين حققوا عودة مُكتسحة للمعادلة الدولية لا يريدون هدوءاً في هذا البلد الذي كانوا دخلوه في عهد الإتحاد السوفياتي في عام 1949 لأن عدم الإستقرار ولأن هذا الصراع ومعه كل هذا التواجد الإرهابي يضمن بقاءً طويلاً وربما بلا
نهاية لهم في هذا الموقع الإستراتيجي وعلى شواطىء المتوسط حيث مصادر الطاقة الجديدة التي إستدرجت إلى هذه المنطقة غزاة كثر ودولاً كثيرة .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو