الوكيل - دع المعبد سالما على الأقلّ. قد يُبلور فيه نصّ آخر أقلّ نهما. لا تعد بنا لزمن الرّثاء وسكرات امرئ القيس. فلا أمر ولا خمر. لا الغد ولا اليوم. كلّ ما يذكّر بنا يحمّر لسانك الآن.
الآن وقد قسّمت لحومنا إلى لحوم ذئاب ولحوم نعاج فتدلّ إذن بين لغتهما سورا واصمت.
الآن وقد عمّت الارتعاشة جميع المغازات والمحطات والسّاحات والقلوب والمحافظ، اسحب لسانك قليلا إلى الداخل، اصمت قليلا ليعيش المرتعش رعبه كما ينبغي.
الآن وقد أثقل ارثنا بأوراق صفراء ممحوّة، لمّ شتات ريقك الذي سمّم الشجرة الكبرى فنحل جذعها.
الآن وقد أودعت شيخوختك فينا نهائيّا استلّ لسانك من موائدنا ولو قليلا ودع أيادينا تسترجع حاسّتها الوحيدة. دعها لعلّها تتصافح فوق رأس المائدة أو تحته.
دعنا نعد لعاهة نطقنا علّنا نسترجع قاموسا مشتركا ونضع أصابع متخالفة على ذات الكلمة!
دع لنا قطعة سماء نتمشى تحتها، كفّ عن لعب دور الغيمة الموعودة.
الآن وقد أغرقتنا فقاقيعك المتطايرة من خطبك، اترك لنا وهم القشّة على الأقل. الآن وقد نسينا نصيبنا من الكون، صادرت نصيبنا وسرقت الكون بأيّامه السبعة، استرح قليلا ككل قدير وخلّ لنا أرضا نستوعب فيها قصّة طردنا لفاكهة لم نقترف ولعورة لم تنبت!
الآن وقد وسّعت حجم القبر الجماعي اليوميّ وأرسلت ديدانك للحم ‘أيوب’ الذي فينا، فلتتركنا نتمّ قصّة الصبر ولتترك ‘ناعسة’ تبيع ضفيرتها الأخيرة بوجع أقلّ.
أين خبّأت ألواننا لنزر المرآة مرّة في السنة لمن استطاع إليه سبيلا؟
هل كانت أسئلتنا الصّباحية رديئة؟ لم نكن نطمع في أكثر من صفة للطريق: أن تكون سالمة.
فموضة الطريق باتت قطّاعها اليوم. وبات لونها كيفما مال لسانك. كنّا نسألك عن الحظّ إذ الحظّ ما فسد من دم وسكن بعروقنا نهائيّا… وكنّا نسألك عن الشيخوخة المبكّرة التي تقاسمنا الطريق والمخدّة. ولم نسألك عن الموت مادام محايدا، لا كافرا ولا مسلما، إنّه فقط حزين وهو يقطف ثمارا لم تنضج بعد.
سألناك إن كان ممكنا أن نقحم مسألة الوطنية الصّافية في أيّ مسودّة. بيد أنه تربّع على كلّ المسودّات نعيق ونجوم وخنافس سود ولهاث منبعث من أذهان جنسيّة.
كنا نطرحها ـ أسئلتنا ـ ونصمت كخرق خرقى!
فضع أيها اللسان السياسيّ ‘لا’ أو ‘نعم’ خلف كلّ وجه يقف في أوّل طريقه الصباحيّة.
أ لا ترى كلماتك التي سرعان ما تركض في الأزقة ككوكبة من المجانين؟. كلماتك التي بلا شكل وكيف ـ رغم ذلك ـ تصيب الشكل روحا وجسما؟.
أ لا ترى لسانك الذي كمنجل لا مرئي راح يقطف الرؤوس سواء أينعت أم لم تينع؟.
كلماتك العمياء، الصمّاء، ذات الأنياب، ذات الوجوه، ذات السموم…
كلماتك المتسربة حبالا هنا وهناك…
كلماتك التي تتدلّى مشانق فوق رقابنا.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو