الأحد 2024-12-15 04:37 ص
 

كيف الاوضاع

12:57 م

يضايقني هذا السؤال، الذي أتعرض له مثلكم عشرات المرات شهريا، وربما يتم تكراره عشرات المرات في اللقاء الواحد، مع شخص نسيت اسمه ونسي اسمك ، وكل منكما يستدرج الآخر ، لعله يقول شيئا، فيتذكره...نسيت أن اقول لكم ان السؤال هو ..كيف الأوضاع؟؟اضافة اعلان


ترنو بعينيك الى دائرة البروج في السماء، فترى النجوم بعيدة بعيدة لملايين السنوات الضوئية، فتدرك حسيّا بأن هذه النجوم كبيرة وعملاقة، وبعضها أكبر من أرضنا ومن شمسنا بملايين المرات، لكنها تبدو صغيرة ، لأنها بعيدة!!

تنظر الى العصا الممدودة داخل الماء الراكد، فتراها مكسورة ، فلا تصاب بالدهشة، ولا تعتقد بأن الماء كسرها بهذه السهولة، بل تدرك حسيا بأن الذي انكسر هو ظل العصا، لكن العصا ما تزال مستقيمة كما هي !!

تبحلق من موقعك في شباك القطار الى أعمدة الهاتف والكهرباء والأشجار، فتراها تتحرك، فلا تصاب بالخيبة الفيزيائية، لكنك تدرك حسيا، بأنك أنت الذي تنطلق بهذه السرعة مع القطار بينما المناظر حولك ثابتة .

تشاهد المسؤول الأردني مكتمل الهيبة والوقار، ترى سياراته الحكومية الفخمة تحيطة من كل مكان ، وترى طاقم من سيارت حكومية اخرى يرافقه لكأنه امبراطور، وتلمح الثقة المطقلة تنقط من حاجبيه، والحقيقة الثابتة تتبعه كالكلب الأليف ..ترى الذكاء والغيرة على الوطن تنزّان من بين مساماته...... ترنو وتنظر وتبحلق وتشاهد وترى ،وحينما تراجع الإنجازات في كل المجالات فتراها في تراجع مخيف ، ولو وضعوا دبشة مكان هذا المسؤول ، لكانه وفروا رواتبه ومكافآته ، وثبتت الأوضاع كما هي على الأقل ، ولم تتردى كثيرا. ترى وتعي وتشاهد وتحس فتعرف أن الأوضاع في منتهى البؤس ....


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة