كيناياتا من الذاكرة!

قد لا يعني كيناياتا الشيء الكثير لأجيالنا الشابة، فيما عدا أنه اسم رئيس جمهورية كينيا الشجاع الذي وافق على المثول أمام محكمة جرائم الحرب بتهمة التسبب بموت عدد من مواطنيه في زمن سابق مع انه كان يستطيع كالرئيس السوداني ان يرفض المثول امام المحكمة، ويبقى يتحرك ضمن حدود عدد قليل من الدول التي لم توقع على معاهدة روما!!.اضافة اعلان

ونعود إلى الاسم وايحاءاته: فجومو كيناياتا كان قائد النضال التحرري الكيني في الخمسينيات من القرن الماضي، وعاد من بريطانيا ليقاتل استعمارها لبلده في اجواء من الولاء الذي منحته اياه قبيلته كيلويو.. ثم توسع هذا الولاء ليشمل القبائل والمدن، ولينتهي الصراع باستقلال البلد الجميل عن الحكم البريطاني، ومن طرائف تلك الفترة من تاريخ حركة تحرر إفريقيا - وكانت مصر عضدها وداعمها الرئيسي - ان صحف بريطانيا كانت تسمي ثوار كينيا باسم «الماوماو» على طريقة تسمية الاميركان لثوار فيتنام الجنوبية باسم الفياتكونغ. وهي اسماء لم يكن مناضلو كينيا أو فيتنام يقبلونها!!
على أي حال فإن اسم الماوماو علق في الاردن على تجمع نيابي يضم عدداً من السياسيين المحترمين منهم المرحومين احمد الطراونة ومصطفى خليفة بانحيازهم الى رئيس الوزراء ضد رئيس وزراء آخر.
وكان سياسيو الاردن في الخمسينات لهم وسائلهم في مداعبة اخصامهم بتسميات معينة لا نعرفها هذه الايام العابسة الغاضبة دون سبب. فقد كان هناك «حزب الارمن».. وهم ليسوا الارمن الاردنيين, لكن الدعابة اخذت من اسمائهم انتهاءها بـ «يان» كهارثونيان, وثوتونجيان. ومن هذا التجمع الوطني -حزب الارمن- المرحومون: محمد عودة القرعان, وابراهيم القطان, ومحمد طوقان.. ولاحظ معي نهاية الاسم.. بالارمني!!
بدأنا باسم رئيس كينيا الشجاع الذي قبل طائعاً المثول أمام المحكمة ليبرئ ساحته من تهمة جرائم الحرب.. ويبدو أن الرجل يكسب القضية لمجرد مثوله امام المحكمة.. وهو الرئيس الافريقي المحترم. وذكرنا الاسم باسم بأول رئيس جمهورية كيني جومو كيناياتا وقائد نضالها التحرري، وقد يكون ابناً له فقد كان متزوجاً من إنجليزية. وقد يكون أحد أبناء قبيلته، وقد وجدنا أن الموضوع يستحق التنويه!.