السبت 2024-12-14 11:46 م
 

لاحاجة للفرص فالأزمات مستمرة

02:09 م

علينا ان نحضر عقولنا وأمورنا في الاْردن على ان الأزمات التي حولنا ستمتد سنوات وسنوات، وان بعض الأزمات او الملفات في الإقليم حتى لو وصلت الى حل ما فان هذا لايعني ان تعود الأمور الى طبيعتها، فقد سبق لمن كانوا أعداء للعراق ونظام صدام حسين ان بشروا العراقيين والعرب بان إسقاط نظام الحكم العراقي السابق سيفتح على العراق أبواب الجنة والديمقراطية، لكن ما حدث ان الشعب العراقي اصبح قادرًا ان يقول مايشاء وان يزور صناديق الانتخاب لكنه فقد الدولة والامان والحياة الطبيعية بعدما كان لايمكنه الحديث في السياسة لكن كان يعيش حياةطبيعية، وها هو العراق بعد 12 عاما لم يعد طبيعيا بل اصبح عنوانا للتطرف السني والشيعي ونموذجا للمحاصصة المذهبية، وأصبح العراق حديقه خلفية لإيران وغيرها.اضافة اعلان

هذا النموذج يمكن ان يتكرر في أزمات اخرى، فسوريا التي ليس هناك اي أفق لحل ملفها حتى لو وجدت هذا الحل فإنها ستحتاج عقودا طويلةقبل ان تمتلك نصف الوضع الطبيعي الذي كانت عليه، وقد تخرج الدولة بشكل جديد فالدولة التي كانت تقدم نفسها معقلا للفكر القومي تعتبرها ايران اليوم واحدة من مناطق نفوذها الفارسي، والنَّاس حتى لو عادوا لبلدهم فهم اليوم غير ما كانوا.
وهناك مصر ولبنان الذي تحول الى فدرالية سياسية تتقاسمه الطائفية حتى لو احتفظ بوحدته الجغرافية، وهناك فلسطين التي اصبح انقسامها بين سلطتين وتنظيمين حقيقة أقوى من حقيقة الاحتلال.
كل ماحولنا من أزمات وملفات مفتوحة سيحتاج سنوات حتى يصل الى حل حقيقي، وحتى لو جاءت بعض الحلول فان الأمور لن تعود كما كانت قبل الربيع والتفكيك، وربما تظهر أزمات جديدة، وقد تتفجر جغرافيا عربية جديدة باي نوع من انواع الأزمات.
ما يجب ان يستقر في اذهاننا نحن الأردنيين ان المنطقة ليست ذاهبة الى حلول لازمتها، وهذا يفرض علينا ان نرتب عقولنا وأمورنا وأولوياتنا الوطنية وحتى منهج إدارتنا لعلاقاتنا مع الاشقاء والاصدقاء وفق هذا الامر، بل على الدولة التي عرفت من هم الانتهازيون والمغامرون من داخلنا ان تتعامل معهم وفق ماكانوا خلال المرحلة الماضية وليس وفق الكلام الذي ظهر منهم بعد ان فقدوا أوراقهم ومحرضيهم في الداخل والخارج.
الليل طويل ويحتاج منا ان لانغفل عن الاولوية الكبرى وهي استقرار الدولة واستمرارها وأمنها واستقرارها.
ولعل من استحقاقات هذا الواقع التوقف عن إعطاء مزيد من الفرص لمن فقدوا القدرة على العطاء وخدمة الناس في المواقع المفصلية، وهم الذين استفادوا من استمرار الأزمات في الحصول على فرص لايستحقونها، فمادامت خارطة الأزمات مستمرة فلا ضرورة لأي صاحب موقع اصبح ثقلا على الدولة وصاحب القرار لكن استمراره كان فرصا ليس لكفاءته بل لظروف المنطقة والعالم.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة