الخميس 2024-12-12 12:29 م
 

لماذا تراجعت "الموك" عن دعم العاصفة؟

09:59 ص

من النادر أن تتفق وسائل الإعلام المؤيدة للنظام السوري، وتلك الداعمة للمعارضة، على رواية واحدة للأحداث الجارية على الأرض. غير أن صحيفتي 'الأخبار' اللبنانية (نظام) و'العربي الجديد' القطرية (معارضة)، خلصتا إلى نتيجة واحدة بشأن 'عاصفة الجنوب' التي شنتها فصائل مسلحة للسيطرة على مدينة درعا، ومفادها أن العاصفة فشلت في أيامها الأولى. وأقر قيادي عسكري بارز في المعارضة بارتكاب أخطاء كبيرة، أدت إلى هذه النتيجة. فيما عزت مصادر النظام السوري الموقف إلى بسالة الجيش السوري في الدفاع عن المدينة.اضافة اعلان

لكن في تفاصيل المشهد، وتصريحات قيادات المعارضة العسكرية، يحضر الأردن بقوة، عبر ما يعرف بغرفة العمليات المشتركة 'الموك' التي تدير الجبهة الجنوبية، وتشرف على نشاط فصائل مسلحة محسوبة على المعارضة المعتدلة.
في عمان، لا تجد من المسؤولين من يعلق بشكل صريح ومباشر على هذا الموضوع الحساس، حتى بعد الشكوى بحق الأردن التي تقدم بها مندوب سورية لمجلس الأمن. لكن قيادات المعارضة المحسوبة على الأردن تتكفل بكشف أدق التفاصيل لوسائل الإعلام الخليجية.
واستنادا لروايات هؤلاء، يتضح أن 'الموك' دعمت في البداية خطط الفصائل الحليفة للسيطرة على درعا البلد، لكنها تحفظت، وبشدة، على مشاركة 'جبهة النصرة' ومقاتلي جماعة 'أحرار الشام' في العاصفة، بوصفهما منظمتين إرهابيتين في التعريف الأردني والأميركي.
ولهذا السبب، تدخل قادة فصائل محسوبة على الأردن، وبالقوة، لمنع هكذا سيناريو. وتداول نشطاء المعارضة شريط فيديو يظهر فيه مسلحون من أحد الألوية وهم يقتحمون اجتماعا للقادة العسكريين، ليبلغوهم رفضهم مشاركة 'النصرة' و'أحرار الشام' في العمليات القتالية إلى جانب فصائل المعارضة الأخرى.
بهذا المعنى، فإن موقف غرفة الدعم 'الموك' غير مجرى الأحداث، و'اعترض' العاصفة في درعا على حد قول صحيفة 'العربي الجديد'.
وثمة اعتقاد لدى أوساط الفصائل المسلحة أيضا، بأن الأردن والولايات المتحدة لا يبديان حماسا كبيرا لحسم المعركة في درعا، تحسبا من تقدم قوات المعارضة نحو دمشق، وإسقاط النظام، في وقت لم تتوافق فيه القوى الإقليمية والدولية بعد على بديل له، مما يفتح الباب أمام 'داعش' و'النصرة' لجني مكاسب كبيرة، خلافا لرغبة الكثيرين في المنطقة والعالم.
يعرف الأردن القيمة الاستراتيجية لمحافظة درعا، ولن يغامر في التصرف بهذه الورقة المهمة من دون تصور شامل لليوم التالي لسقوطها في يد الفصائل المسلحة. والمؤكد أن الولايات المتحدة؛ اللاعب الرئيس في غرفة 'الموك'، تشاطر الأردن قناعاته بخصوص أهمية درعا، كمفتاح لدمشق.
لكن 'الموك' لا تعمل بمعزل عن الغرف الدبلوماسية النشطة حاليا في موسكو وواشنطن وجنيف، حيث تجري المفاوضات الصعبة بين إيران وأميركا حول الاتفاق النووي بصيغته النهائية.
وإلى أن تتبلور بشكل واضح معالم الصفقة حول سورية، والتي يرى دبلوماسيون أنها باتت قريبة، ستبقى الأوضاع في سورية تراوح مكانها، وعلى الجبهات كافة.
أما 'عاصفة الجنوب' التي وعدت المعارضة باستئنافها أمس، وبزخم أكبر، فمن غير المرجح أن تتخطى مكاسبها ما حققته 'عاصفة الحزم' في اليمن.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة