.. منذ أيام الاستعمار والانتداب والحماية، نشأت في وطننا العربي قناعة بأن الوصول إلى حقوقنا وحريتنا وكرامة وطننا إنما ننالها بالوقوف إلى جانب المعادين لهذا الاستعمار من القوى الأخرى.. في صراعاتها الكبرى!!.
في عزِّ المد القومي، وصلنا إلى القناعة بأن الاتحاد السوفياتي هو قوة الخلاص.. وأثناء الحرب الثانية صار هتلر أبا علي، وحمل الحاج أمين الحسيني قضية فلسطين إلى برلين.. وكان التصوّر أنه من هناك سيعود إلى فلسطين على حصان أبيض.. فالنازي كفيل بطرد الإنجليز، ومعتقلات الإبادة هي نهاية الحلم الصهيوني!!. وأخيراً تصوّرنا أن أردوغان وحزبه هم قوة الحق ضد إسرائيل، وهم خلاص السنّة من المد الشيعي. وكنا قبلها نتقافز تأييداً للإمام الخميني.. وحين بدأت الحرب العراقية – الإيرانية كان هناك الكثيرون الذين وقفوا «ضد الديكتاتور» صدام حسين .. حتى لو كان ذلك في جنازة أبي سلمى عبدالكريم الكرمي!!.
.. وحين رفع حزب الله أعلامه الصفر في لبنان، وصلنا إلى قناعة مطلقة بانتصاره على إسرائيل.. وكنا لا نحب رؤية اختلال التوازن الاجتماعي لنمو قوة عسكرية تقتصر على طائفة واحدة من سبع عشرة طائفة في لبنان.. حتى افقنا على كابوس الصراع السني – الشيعي في سوريا، ولبنان بعد أن استوطن الكابوس في العراق!!. وجدنا السراب الذي يحسبه الظمآن ماء!!.
لماذا يجب أن تكون الوحدة والحرية في وطننا صناعة قوة كبرى أو قوة إقليمية؟. لماذا تكون ألمانيا النازية أو الاتحاد السوفياتي أو إيران الخميني أو تركيا أردوغان؟
لماذا كل الناس ما عدانا؟؟.
صحيح أن الاستعمار جزأ وطننا، وخلق كيانات «مستقلة» فيه. لكن ألمانيا تركها نابليون 180 مملكة ودوقية وجمهورية. ثم أصبحت امبراطورية واحدة.. وها هي الآن جمهورية اتحادية رغم خسارتها لحربين مدمرتين!!! وتم ذلك بيد ابنائها. وكذلك إيطاليا ويوغسلافيا وروسيا!.
نحن فشلنا في إقامة وحدة حتى بين كيانات شمال إفريقيا، ووادي النيل، وبلاد الشام والعراق. مع أن النضال العظيم هزم الاستعمار!!. ونحن مع مرور أكثر من نصف قرن ما نزال نقول ونعيد ان الاستعمار ومؤامراته هما السبب الامر الذي يجعلنا نطرح السؤال: ولماذا هما الاستعمار ومؤامراته؟ وماذا نفعل نحن؟!.
لقد خلق اذكياء الهروب من المسؤولية وهماً اسمه «عملاء الاستعمار» الذين يمنعون الشعوب من الوحدة والحرية!! ونحن نسأل هل من المعقول ان يكون مائة او الف عميل اقوى من مئات ملايين العرب؟! اذا كان العملاء اقوى من الشعوب، فلماذا لا نبحث عن الضعف والفشل عند هذه الشعوب؟
كان المغني المصري يصيح: يا مين يجيب ليّ حبيبي!! وكان العرب وما زالوا يصيحون يا من يوحد ويحرر ويبني وطننا؟ والجواب واحد: فاذا كان حبيبك جميل فسيأخذه لنفسه!! واذا كان بشعا تعيسا، فانه لن يشغل نفسه به، وكذلك وحدة العرب وتحررهم وبناء وطنهم!!
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو