لماذا نحلق شعرنا !

عبارات بسيطة سمعتها نقلا عن مواقع التواصل الاجتماعي لشاب صغير ذكي في الصف التاسع ا?ساسي اسمه عصام يقول فيها انهم سألوه لماذا حلق شعره فاجاب ?نه طويل ..وختم بالقول وهل تنتظرون حكمة من حلاقة شعري .اضافة اعلان

العبارات عادية لكنها تذكرنا بتعاملنا مع كثير من القضايا وا?شياء في حياتنا الخاصة والعامة وحتى مسارات الدول الصغيرة والكبيرة ، فليس كل مانراه او نسمع عنه في حياتنا وراءه حكمة او يمكن استخلاص دروس مستفادة منه .فالعديد مما يجري في هذا العالم قد ?يعبر عن حكمة و?يمكن استنتاج حكمة من ورائه .
لهذا فكثير مما نعايشه او نسمع عنه ونرى حوله ضجة او تطبيلا او ترحيبا اوحتى رفضا او نقدا نكتشف بعد حين انه ليس اكثر من اجتهاد جلب ضررا اكثر من منافعه او كان صائبا وكثير من ا?شياء التي حظيت بالتسويق في مراحل وتم الحديث عن حكمتها سمعنا بعد حين وصفا لسلبياتها واضرارها .
من الحكمة ان نتجنب ا?نفعال في كثير مما يجري حولنا فليس وراء كل امر حكمة .وليس كل حدث يمكن تحليله واستنتاج الدروس والعبر منه .?ننا تربينا في المدارس وبخاصة في مناهج التاريخ واللغة العربية والدين ان كثيرا من الدروس في نهايتها دروس مستفادة .فمازلنا نذكر درس معركة احد التي تعرض فيها المسلمون الى انتكاسة بان اخر الدرس فيه الدروس المستفادة واهمها نزول الرماة عن الجبل سعيا للغنائم .لكن ليس لكل حدث جبل ورماة .وليس لكل مانراه من قرارات في هذه الدنيا سواء كانت ?فراد او دول او تنظيمات حكمة او غاية عظيمة او مبررات كبيرة .ولو كان ا?مر كذلك لما تناثر الفشل في كل محيط .ولما كانت الحروب و? القتل ولا الجوع وحروب الطوائف والمذاهب و? الضحايا الذين يذهبون ضحية قرار سياسي او ضعف قائد ، او مراهقة من أي طرف .
لو كانت الشعارات التي كنا نراها في عالمنا العربي عن القائد الملهم وغيرها من ا?وصاف .لو كانت حقيقية وكان لقرارات هؤ?ء حكمة ومن خلفها دروس مستفادة لما راينا دو? تنهار واخرى تتفكك واخرى تموت جوعا .واخرين يعانون الفقر رغم الموارد العظيمة .
ربما على الشعوب ان ?تتعب نفسها في البحث عن حكمة وراء كل امر .و? ان تنفعل في اختراع الدروس المستفادة من وراء كل خطوة سواء كانت لحكومات او تنظيمات او حتى افراد .فنحن نحلق ما لدينا من شعر فقط ?نه طويل .وليس هناك اي حكمة او دروس مستفادة .