الإدارة الأردنية لملف التجاوزات الصهيونية في القدس وما تضمنته من إستهداف للحق الأردني في الوصاية على المقدسات هناك تجعلنا جميعاً مطالبين بأن نكون أكثر إنصافاً لأنفسنا وأن نكون أردنيين ونحن نقيم هذه المعركة السياسية التي تسجل للأردن وقيادته.
نقول هذا ونحن ندرك أن طرفاً مثل كيان الإحتلال له سجل أسود في عدم الإلتزام بالإتفاقيات مع الجانب الفلسطيني، لكنه طرف له مصالح يريد حمايتها إذا ما تعرضت للمساس.
الأردن لم يمارس الاستعراض السياسي مثلما يفعل آخرون ولم نسمع تصريحات غير واقعية أو بطولات وهمية ولم يعلن أنه سيفعل ما لا يستطيع، فالهدف كان واضحاً ومتعلقاً بالحق الأردني في الوصاية على المقدسات والمطلوب كان أن تتوقف كل الإجراءات الصهيونية بحق المقدسات وأن لا يتم المس بالوضع القائم هناك، لأننا ندرك أن القدس كملف سياسي جزء من أجندة التفاوض بين الفلسطينيين والإحتلال.
الهدف كان واضحاً، والسلاح الأردني كان سياسياً دبلوماسياً، فالأردن لم يمارس تضليل الأمة كما شهدنا في حكايات نسجتها دول أخرى في مراحل سابقة حيث كانت المعركة أداتها صورة لزعيم تلك الدولة، صورة لم يتبعها قطع علاقات ولا وقف للتعاون العسكري ولا المناورات المشتركة.
وحتى لا ننسى فالأردن أستدعى سفيره للتشاور فقط وهي خطوة أولى لكنها كانت مصحوبة بحزم واضح بأن عدم الاستجابة من الطرف الصهيوني ستفتح الباب لخطوات أخرى، ورافق هذه الخطوة ضغط من خلال علاقات الأردن الدولية، وكان هناك محاولات من الطرف الإسرائيلي للتفاهم دون التزامات واضحة، لكن لأن الأردن يخوض المعركة السياسية بأدوات سياسية دون أوهام فقد كان التواصل بين جلالة الملك ونتنياهو وكان الإلتزام الإسرائيلي لكن الأمر كان يحتاج إلى ضمانات أكبر من الجانب الأمريكي الذي يدرك معنى أن يتخذ الأردن إجراءات سياسية على حساب معاهدة السلام، والأردن هو الدولة الأكثر مصداقية في التعامل مع ملف السلام والإرهاب.
وبعد اللقاء الثلاثي كان الإجراء الصهيوني بفتح أبواب القدس والمسجد الأقصى أمام كل المصلين وهو إجراء كان مطلوباً لإثبات حسن النوايا ومع ذلك رفض الأردن إعادة سفيره حتى يتأكد من جدية نتنياهو وحكومته.
ندرك جميعاً طبيعة هذا الكيان ومراوغته وتاريخه السلبي مع الفلسطينيين على صعيد الاتفاقات، لكن ما أراده الأردن تحقق في ملف يعنيه ويعني كل الأمة، واستطاع أن يحقق بأدواته السياسية ما يريد دون ضجيج أو صناعة أوهام أو بطولات وهمية، وخاض هذه المعركة السياسية وحده فالآخرون كلهم صامتون حتى محترفي بطولات الفضائيات.
ما نحتاجه دائماً أن نكون أردنيين وأن ننصف أنفسنا وأن نمارس بحق أنفسنا ما نفعله بحق آخرين لم يفعلوا شيئاً لكنهم في نظر البعض أصحاب بطولات.
لنكن أردنيين فمعاركنا طويلة وكلما كنّا أكثر إنصافاً لأنفسنا كلما زادت قدرتنا على الإنجاز، وقيادتنا واقعية قوية تخوض معاركنا ومعارك الأمة بهدوء ولا تتقن لغة الاستعراض وتضليل الناس.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو