الوكيل - يعتبر الفنان التشكيلي محمد بوليس صاحب مسيرة ابداعية طويلة ومتمرسة في استنباط مفاهيم ومفردات دواخليات الذات الانسانية العميقة المضامين والبليغة الجماليات، وهو ما جعلها تلقي بظلالها على الحياة التشكيلية محليا وعربيا.
جالت لوحات بوليس عضو رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين المولود في اريحا العام 1950 بالكثير من المعارض العربية والأوروبية، اذ جمعت بين رؤى وتقنيات مستمدة من موضوعاتها المتعلقة بالهوية الثقافية داخل البيئة الأردنية والفلسطينية.
وساهمت جهوده في مجال الرسم والتصوير ومبادراته في اثراء الذائقة الفنية وتدريب الفنانين العرب الشباب، حيث اقام معارض فردية وجماعية في كل من اليمن وتونس والمغرب وسورية ومصر بالاضافة الى جملة من المعارض في بلجيكا والمانيا وهولندا واسبانيا وفرنسا وكراتشي.
وقال الفنان بوليس لوكالة الانباء الأردنية (بترا) ان توجهه الفني سلك مدارس عدة وركزت لوحاته القديمة على مفردة البورتريه لشخصيات من الذاكرة والتاريخ والاسطورة لتتطور مسيرته في تقديم رسومات فنية عن شخصيات باشكال متباينة وهي تمتلئ بنغمات حائرة غريبة عن الواقع وكأنها في تجوال مستمر داخل مساحات من الحلم تبغي تطوير عملية البحث في مشروعه الفني.
وبين ان سمة البساطة والوضوح تبقى ملاذه في الاشتغال على جماليات العمل الفني خصوصا ان ريشته تعمل على رسم وجوه في تكوينات وزوايا متباينة الاحجام وغالبيتها في تكرار يوحي بالعزلة والعذاب في توقها الى الانفلات والانعتاق والحرية ومواجهة التحديات الصعبة الاتية من ظروف خارجة عن ارادتها.
واشار بوليس الى انه يترك اللوحة في فضائها الرحب دون ان يزنرها بعوالم خاصة او مغلقة، لهذا ظل العديد من رسوماته يشكل جداريات كبيرة بل ودخل موسوعات عالمية في امتدادها عبر اثير الذات الانسانية واشواقها.
ينهض العديد من اشتغالات هذا الفنان على فنون النحت، منها ما هو موزع في شوارع وساحات ومداخل العاصمة كشواهد ومعالم على ارتباط هذه الابداعات بالهوية الانسانية والتاريخية للمنطقة العربية، لكن بوليس يوضح انه ارتأى لان يتحول الى البقاء في دائرة الرسم والتصوير بعد ان اتعبه العمر عن حمل المطرقة والازميل.
وقال ان ما يقدمه من رسومات هو هاجسه الابداعي الخاص ولئن كان يرى ان الرسم يظل أكثر صعوبة من النحت مفسرا ذلك بان سهولة النحت اتية كونها تجيء معبرة عن اربعة ابعاد بعكس اللوحة التي يقتضي على الرسام ان يبين ملامح شخصيته في بعد واحد بحيث يتوجب مراعاة تدرجات الظل والنور في تقنية مدروسة بعيدا عن الاستسهال والشطط والتعسف.
واشار الى انه بدأ كلاسيكيا ثم تحول الى السيرالية الحالمة والتي يمزجها حينا آخر بالوان من التجريد وذلك عقب اقامته لسنوات في أوروبا واطلاعه على نماذج الابداع في الفن التشكيلي العائد لسلفادور دالي وبابلو بيكاسو.
واعتبر بوليس ان فترة تجواله في المغرب وتونس دفعته الى تقديم اشتغالات تشكيلية ذات احاسيس ومشاعر متدفقة تجاه تلك الثقافة السائدة في البيئة المغربية وجمالياتها الاثيرة المستمدة من الطقوس الاجتماعية والدينية، وذلك لدى معايشته الدافئة لشخصيات ووقائع اثيرة على وجدانه كالتي تحفل بها اجواء مدن مثل مراكش وتونس وطنجة، مشيرا الى الحلقات الصوفية على ايقاعات موسيقى واغنيات ناس الغيوان والمالوف والقناوة والتواشيح وسواها كثير، وهو ما تأثرت بها لوحاته الجديدة المنجزة وفق تناغم يجمع بين حركة اصابعه على الريشة وتدرجات الايقاع الموسيقي.- (بترا)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو