الأحد 2024-12-15 11:05 ص
 

مؤتمر في عمّان يناقش تحديات حركات الإسلام السياسي

05:44 م

الوكيل - بدأت في عمان الاحد اعمال مؤتمر 'حركات الاسلام السياسي في الوطن العربي.. التحديات والافاق'، الذي ينظمه مركز دراسات الشرق الاوسط في الاردن بمشاركة نخبة من خبراء حركات الاسلام السياسي وقياداتها في 14 بلدا عربيا.اضافة اعلان


ويهدف المؤتمر الذي يستمر يومين الى توفير فرصة الحوار الموسع والعام بشأن حركات الاسلام السياسي والبحث الجاد عن مشروع عربي اسلامي نهضوي شامل, ودعم التوجه السياسي المستنير في صفوف حركات الاسلام السياسي وتشجيعه لتطوير ذاته ليكون قادرا على بناء الدولة الحديثة ومشروع الامة وتحقيق اهدافه، وكذلك خدمة البحث العلمي في مجال الاسلام السياسي في عمق المسائل المطروحة بعيدا عن العموميات.

وقال رئيس مجلس الاعيان السابق طاهر المصري في جلسة الافتتاح 'ان الاسلام هو الاسلام بكل تعابيره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وان ما يندرج دون ذلك فهو تفاصيل, معتبرا ان الحديث عن اسلام سياسي وآخر غير سياسي حديث لا يستقيم ابدا'.

ودعا المصري الى الحديث عن مفهوم السياسة في الاسلام وصولا الى قاعدة سليمة للحوار, مبينا ان جميع ما نسميه بحركات الاسلام السياسي هي حركات تنادي بإقامة الدولة الاسلامية الشاملة كلا وفق رؤيتها واجتهادها وفهمها للإسلام، ما اوجد تشتتا في الرؤى والمفاهيم وانماط التفكير فيما بينها.

واكد ان الاسلام هو دين ودولة في إطار معطيات الزمان والمكان والقدرة على الاعتماد على الذات والتعايش مع المتغيرات وقدرته على احتواء المتغيرات والاستفادة منها, ما يدعو المرجعيات الدينية الى ان تكون معرفة ومنضبطة ومستقلة.

وقال اننا في زمن احوج ما نكون فيه الى استلهام روح الاسلام في مقاربة الحوار الموضوعي الراشد الذي ينبذ رفض او اقصاء الآخر ونبذ الخلافات والصراعات الحادة بين النخب والجماعات الساعية الى اقامة الدولة على اسس منهجية اسلامية، وبينها وبين الحركات السياسية الاخرى او النظم السياسية الحاكمة.

واكد المصري ان ما يشهده العالم اليوم من بؤر صراع وتوتر هو في حقيقة الامر صدام حضارات وثقافات، وسلاحه الخفي هو الدين, وان هذا يحدث والمسلمون في صراع دائم يكفر بعضهم بعضا, فيما يتكاثر الاوصياء على الدين ويتكاثر الصدام والخلاف في وقت تغيب فيه المرجعية الدينية الحقيقية القادرة على ضبط الامور وتقديم الاسلام للعالم كما هو وعلى حقيقته التي تضمن للمسلمين كرامتهم وقوتهم وتمكنهم من فرض وجودهم وارادتهم في عالم لا مكان فيه ولا حضور الا للأقوياء.

ودعا المصري الحركات الاسلامية الراشدة الى مراجعة المنهج والنهج معا وصولا الى القناعة بأن تسويق الرأي بنجاح يحتاج الى ثقة الآخر وطمأنينته وقناعته سواء بين صفوفنا او خارجها, مع ضرورة الكف عن الروح الاتهامية والتشاؤمية التي لا تترك أي فرصة لاستقطاب الآخر، مثلما تنمي روح الكراهية والخوف وهذا ليس من شأن الاسلام ابدا.

وشدد على اهمية ادارة الخلاف ومعالجته والابتعاد عن الاساليب الغرائزية والسادية وتغليب لغة الحوار باعتباره سبيلا لمنطق الحوار المفتوح.

بدوره, اعتبر امين عام حزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور ان عنوان هذه المرحلة التي نعيش, هو صعود حركات الاسلام السياسي بعد ان نأت انظمة الحكم العربية بنفسها عن الاسلام كنظام حياة وتراوحت مواقفها بين القبول بالتدين الفردي والسعي لتغريب المجتمع وتغييب السمت الاسلامي الذي غدا تهمة تستحق المساءلة والعقاب في بعض الاقطار.

وقال ان الاسلام السياسي هو الاسلام الشامل المتكامل كما تفهمه حركات الاسلام السياسي الذي يعني نظام حياة الى جانب العقيدة والعبادة, مبينا ان هذا النظام استهدف في الوطن العربي على درجات مختلفة، وان وصول الاسلام السياسي الى سدة الحكم او المشاركة الفاعلة فيه 'ألّب عليه قوى تيارات سياسية وانظمة حكم اقليمية ودولية.

ودعا منصور حملة المشروع السياسي الى فهم الواقع بتشعباته وتعقيداته على مختلف الصعد المحلية والاقليمية والدولية، وتبني مشروع على مستوى الامة وليس على المستوى القطري, وامتلاك مقومات ادارة الدولة, وتقديم التطمينات اللازمة لمختلف شرائح المجتمع باعتبار ان المشروع الاسلامي ليس لطائفة او حزب او تيار, وكذلك امتلاك الاعلام المكافئ, وترميم العلاقة بين مختلف التيارات), والاحتفاظ بالثقة بالنفس وبالأمة باعتبار ان المشروع الاسلامي ضرورة وطنية وقومية وعالمية.

واكد رئيس حزب البناء والتنمية في ليبيا الدكتور محمد صوان ان التيار الاسلامي اليوم يعيش مرحلة ما بعد شعار الاسلام هو الحل, وانه يواجه سؤال التموقع وسط الحراك الشعبي الهادر الذي يسعى هو الآخر الى تثبيت الشريعة الاسلامية في المكانة اللائقة بها وسط منظومة الدولة، متسائلا عن طبيعة علاقة التيار الاسلامي بتيار الشارع وكيفية ضبط هذه العلاقة, وكيف سيضبط علاقته بالتيار العلماني.

من جانبه ثمن رئيس حزب التجمع الوطني اليمني للإصلاح الدكتور محمد اليدومي دور الاردن لاستضافة هذا المؤتمر الذي يأتي في ظل متغيرات تصب جميعها في صالح العملية الديمقراطية في الاردن.

وعرض اليدومي لواقع الحركة السياسية في الدولة اليمنية التي قال انها عانت من هيمنة الحزب الواحد الذي لعب على التناقضات والخلافات في اوساط المعارضة ووضع العقبات في طريقها للحيلولة دون التقائها, الى ان قامت الثورة اليمنية التي وضعت اليمن على الطريق الصحيح لبناء الدولة المدنية الحديثة ودولة المؤسسات.

وقال ان المجتمع اليمني يدرك تماما انه مطالب بتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية لبناء دولة النظام والقانون من خلال تشارك جميع القوى السياسية والحزبية.

من جانبه اوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد, أن المؤتمر خطط له منذ 3 سنوات وقبل اندلاع ثورات الربيع العربي بأكثر من 3 شهور, مشيرا الى ان تطورات الأوضاع السياسية في العالم العربي اسهمت في تأجليه فيما تم تكليف الباحثين لتجهيز أوراقهم البحثية للمؤتمر.

وأكد أن دراسة واقع حركات الإسلام السياسي تعد من أهم الدراسات في جامعات العالم إزاء التحول الديمقراطي في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن الظروف الحالية شكلت فرصة مواتية للتعرف على التيار الإسلامي عن كثب, ووفرت كذلك فرصة للكثيرين لفهم طروحاتهم وتوجهاتهم ومواقفهم.

ويناقش المؤتمر اوراق عمل حول واقع حراكات الاسلام السياسي, والتحديات التي تواجه حركات الاسلام السياسي في الوطن العربي, ورؤى حركات الاسلام السياسي والفرص، وآفاق المستقبل ما بعد الثورات العربية, وفرص تعامل حركات الاسلام السياسي مع المشاريع الفاعلة في المنطقة العربية. (بترا)


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة