2/3/1/
9/7/1434هـ
19/5/2013م
ورد إلينا من أحد الإخوة السؤال الآتي:
ما حكم من يستشهد بالآيات القرآنية ويخطئ في قراءتها؟
الجواب وبالله التوفيق:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
جرت عادة كثير من الخطباء والمتحدثين في الشؤون العامة والخاصة من أهل السياسة أو الاقتصاد أو الاجتماع أن يستفتحوا خطبهم بآيات من القرآن الكريم، أو بحديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهذا الاستشهاد والاقتباس والتضمين قد وردت به السنة الصحيحة؛ فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال: (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ) رواه مسلم.
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ فَالِقَ الإِصْبَاحِ، وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَناً، وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً، اقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ، وَاغنِنِي مِنَ الفَقْرِ، وَمَتِّعْنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي، وَقُوَّتِي فِي سَبِيلِكَ) رواه ابن أبي شيبة.
وهذا الاستشهاد والتضمين يعطي الكلام قوة وقدرة على التأثير ونفاذاً إلى وجدان المخاطب، كما يدل على ثقة المتحدثين بالدين وحبهم له، ولعل أهم ما يشترط في الدليل القرآني أن يكون المتكلم قد ضبط الآية من المصحف ضبطاً تاماً وأتقن قراءتها؛ حتى لا يلحن بها لحناً يغير المعنى، فيكون محل استهجان، وتضيع فائدة الاستشهاد بالقرآن الكريم.
وأما الاستشهاد بالسنة فيحتاج أن يستوثق المستشهِد من الحديث النبوي، فيذكر من رواه ومن أخرجه من العلماء، مبيناً درجة صحته إن استطاع، وأن يتجنب الاستشهاد بالحديث الموضوع والمكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا تحل روايته إلا لمن يبين أنه موضوع ومكذوب، ومما يزيد الاستشهاد بالقرآن والسنة جمالاً أن يكون الدليل نصاً في الموضوع، والاستشهاد مناسباً للموقف.
ولذا ينبغي للمسلم أن يتقن لغة القرآن الكريم قراءة وكتابة ومخاطبة؛ لتصح عبادته ومعاملته، ويفهم دينه، ويحسن قراءة كتاب ربه عز وجل، ويحسن الاستشهاد به، فيتخلص من اللحن المذموم. روى عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: (أنه كان يضرب ولده على اللحن) مصنف ابن أبي شيبة، وحض عمر رضي الله عنه على تعلمه حتى لا يقع فيه المسلم فيقع في الإثم، حيث قال: 'تعلموا اللحن، والفرائض فإنه من دينكم' مصنف ابن أبي شيبة.
وعليه، فإن دائرة الإفتاء العام تدعو إلى ضبط الآيات القرآنية أثناء الكتابة والخطابة واجتناب الأخطاء اللغوية في ذلك كله. والله تعالى أعلم.
دائرة الإفتاء العام
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو