الأحد 2024-12-15 12:46 م
 

ما دمتم كذلك .. سنبني للفساد تمثالا

04:15 م

بخطوات متسارعة تسير بعض اطياف المعارضة والحراك في تصعيد غير مسبوق وبطرق شتى وبوسائل مستوردة لا تهدف الى اصلاح سلمي منشود,ولا تحقق غاية نموذجيه تساهم في اخراج مشهد متناغم يخدم ارادة الغالبية العظمى من ابناء الوطن,فهاهم من شارع الى مسجد الى مدرسة وجامعه وصولا الى المباني الحكومية لينتهي المطاف على قناة فضائية بمنظر يشوه صورة الوطن بان الاردن مضطرب وتجتاح مدنه وقراه وبواديه الاعتصامات والثورة قائمة؟,وهذا ما لم ولن يحصل لان اساس العلاقة التاريخية المبنية بين النظام وادواته المرنه والاردنيين,هي في الواقع اكبر من اجتياح الاعلام المناوئ لبقاء الاردن,ولان موازين القوى غير متكافئة بين الاردنيين الذين وكلوا امرهم لله ثم للدولة وبين تلك الفئة التي تجاوزت حجم نفسها عشرات المرات واصابها حمى الانفلات والتمرد فقد لجأت الاخيرة الى الشروع بمشروع الفتنة والرصاص ولغة الدم والاعتداء,مستبقين بذلك قدرة الدولة على فرض الامن وتطبيق القانون,ومستغلين لعجز الدولة الاقتصادي .
ساءني ما ساء الناس اطفال بعمر الورد استدرجوهم للساحات وسرقوهم من مدارسهم ,وصنعوا منهم فريسة لشعارات بعض قيادات الحراك والاحزاب,وسمموهم بلغة الاطاحة والاسقاط والعصيان,انها لغة حقد على السنة اطفال جاهلين,لغة عدمية تدل على افلاس صاحبها من الحوار والفكر والمواطنه,لغة مدفوعة الثمن بقوت يوم وثمن جرة غاز,لغة نكران وسقوط في فخ الجبناء,ميسرين للاطفال والشباب طريق التخريب ومجملين للفقراء ثوب التغيير الاسن العكر,راسمين احلاما وردية لمرضى النفوس بالسلطة بفانوسهم السحري,ليصنعوا لهم شهرة وهمية فما اسهل من ان يكون المرء سيئا ليكون مشهورا.
في كل يوم اسمع تصريحا فوقيا وتعاليا مدويا من بعضهم فتارة للغاز وتارة لغزة,ومن جدول تصعيد ووعيد الى برنامج تصحيح ورقي هلامي فارغ متهالك,لغة تهديد واسلوب انتقامي شرس ,ادواته جيوب فقر تسلطوا عليها,وعائلات مستورة تخشى البقاء لا الخروج للشارع خوفا من قطع معونة ذل,صادوهم في لحظة سكون كاغنياء من التعفف ,ومارسوا معهم رذيلة الاضعاف والافقار,وساقوهم الى الميدان بحجة الخالق والدين والاخلاق,والبسوهم العلم والشماغ الاحمر ليدغدغوا اطراف المدن والقرى ومشاعر الاردنيين,مشعلين هدير التمييز بين كافة الاصول والمنابت ,ومفرقين بين المرء وخاله وبين الزوج وزوجته,نسوا بان الوحدة الوطنية خط احمر وسياج وطني بامتياز.
اي عدة وعتاد تملكون؟,ساحاتكم مليئة بالخيرات,واي مال تقبضون؟موازنة دولة تعاني من عجز وانتم ترتعون؟
اليس من حقنا ان نعرف كيف تجنون الدينار والدولار؟اين النزاهة والشفافية؟اين اشهار الذمة وابرائها؟هل فقد جياع السلطة والمنصب بديهيتهم ليسألوكم؟.
لقد حملت الاسابيع الماضية لغة بعضهم يعترفون بنقص الكرامة والحرية..وهي فعلا ما تنقصهم لانهم كذلك,ولا اعلم عن اي كرامة يتحدثون وحقوقهم محفوظة وبيوتهم امنه واعراضهم مصانه؟ واي حرية ينشدون وبذيء كلامهم اساء مسامع القادر والمقتدر عليهم؟ام ان الدولة امنت بان من مساوئ الديمقراطية ان تسمع راي الحمقى منهم؟فمن اراد ان يكون ناقص كرامة فهو كذلك,ومن ابتغى حرية نزعها الله منه لضعفة وذله فلا وجود له بيننا,لان التاريخ شاهد على سقف حريتنا وعلى رحابة صدر نظامنا الملكي الهاشمي العريق,الذي لم يرق قطرة دم واحدة عبر سنوات حكمهم الرشيد,وهذه شهادة لله والوطن والتاريخ وبضمير حي .
ان الحرية بقاموسنا الوطني الاردني تاتي ضمن ثوابت الدولة ومسلماتها من نظام ملكي ودستور عريق,وما دون ذلك كله قابل للتعديل والتبديل والتجديد دون كل او مل,اما حريتهم المنشودة التي تعني بدون تحليل خراب الوطن فلا نريدها,ولان اصلاحهم بدون تفسير انقلابي فلن نرتضيه باي شكل ولا تحت اي مسمى كان,ولان شعاراتهم تمسنا وتهدد بقاءنا فسنهزمها,وسنبقى قوة شد عكسي في وجه طموحهم,وسنهدم نفقهم المظلم,واذا كنا امام خيارين اما الوطن او الفساد الذي يتشدقون به,فسنبني للفساد تمثالا,ونعود لبناء اقتصادنا من جديد كما بناه المخلصون من الاردنيين.
ما اجمل التاريخ حين يكون قريبا ,وما اجمل المشاهد حين تكون حاضرة من قلب الربيع العربي,فمصر الحبيبة تعاني من اقسى حكم واحكام خارج نصوص الدين والدستور والقانون,قمع للراي,واعتقال للاحرار,حرب على الحرية,ردم للانفاق,وتشريد لاهل سيناء,وساطات وهمية,ازدواجية المواقف,رسالة حب وتطمين لاسرائيل,اجهزة تصنت لليهود,تدمير لحضارة الفراعنة,سلطة الغاز ودولار السياحة,ود مع العدو ورحابة مع المحتل,زواج القاصر,حماية شخصيات,صناعة ابطال,يد ممدوده للقروض والعروض,مزاد لمن لم يشارك في الثورة,اقصاء لشباب ابريل ويناير وحركات التحرر على امتداد الجمهورية المصرية.
المشهد مليء بالاحداث والملاحظات,ولكن يا ابناء الوطن لا تخجلوا بالدفاع عن وطنكم الحبيب امام ادواتهم الاعلامية المنظمة والمدفوعة بمال مشبوه,فالفخر كل الفخر لكل وطني شريف ومخلص بان يكون سحيجا لوطنه وقيادته التي صنعت معه دولة فتية عتية,اما هؤلاء يا ابناء وطني فقد عجز قاموس الرداءة والبذاءة والحقد ان يجد لهم معنى,لان كل مخلوق لا يتصرف كالبشر سيجد اسمه في معاجم اخرى..

اضافة اعلان

[email protected]

عيسى عثمان المبيضين


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة