الأحد 2024-12-15 09:08 ص
 

ما قبل الدخول في اللحظة التاريخية

11:41 ص

بدأت مناخات التغيير تقود الاجواء السياسية ومعها حسابات اللحظة التاريخية وبينما اخذت اجواء الترقب تخيم على صناع القرار في الشرق اوسطية مازالت شعوب المنطقة تحاول ان تتلمس المشهد القادم وسط اجواء يخيم عليها الصمت بالرغم من كثرة التنقل و الدوران السياسي والنشاط والحراك الدبلوماسي الا ان ذلك مازال يصحبه السرية .اضافة اعلان


هذه المناخات ان استمرت دون تصريح واضح عن موقف صريح ازاء صفقة القرن ودون افصاح يبين مضمون التحركات السياسية فان الاحاديث التي وصلت الى الشعوب تكون قد ترسخت في أذهانهم باعتبارها حقائق وقد تتخذ قرارات شعبية بعيدة عن صناعة القرار وهذا سيحمل انعكاسات سلبية ويوسع الهوة بين القمة والقاعدة .

ويصف متابعون ان ذلك قد يفهم باتجاه ان بعض القادة لا يستطيعون مجابهة شعوبهم وتقديم مايلزمهم من حقائق ما يجعلهم آمنين على مستقبلهم ومستقبل اوطانهم وبما يبعد شعوب المنطقة عن حالة التخمينات التي قد لا تكون صحيحة ازاء ما يترشح من مفردات سياسية من هنا وتقرأ استنباطاتها من هناك تجاه مستقبل المنطقة والترتيبات التي يتم اتخاذها بالخفاء تجاه قضاياهم المركزية والتي تشكل اساس الامان في معادلة الاتزان المجتمعي .

فهل هنالك نفق لابد من الدخول فيه وفق إملاءات دولية واشتراطات اقليمية ؟ ام ان كل ما سمعنا عنه وتم تداوله لا يشكل سوى مجسات سياسية لغاية دراسة الترسيم القادم الذي لم تتبلور صورته بعد، هذا السؤال يبقى برسم الاجابة التي قد تجيب عليه الايام القادمة ان لم يقم بذلك صناع القرار في المنطقة؟

لكن هل فعلا هنالك صفقة يراد فرضها على المنطقة ؟ ولا تستطيع الانظمة التعاطي معها الا بكيفية تنفيذ مشتملاتها وفق فرضية ترهن وجود الانظمة بقبولها ؟

هذه الأسئلة والإستفسارات تدور في الشارع العربي والذى بات بحاجة الى من يجيبه عليها.وتحتاج لمكاشفة مباشرة بين من يملك المعلومة والنخب السياسية على اقل تقدير والتأخير في الاعلان لايصب في المصلحة الظرفية او الزمانية لحالة المستقرات المجتمعية لاسيما وان بداية زعزعة الاستقرار هو عدم اليقين في المستقبل الذي يصاحبه عادة الخوف من المجهول والتوجس من القادم .

لكن هل هنالك مصلحة في عدم مصارحة الشعوب بما يتم تجهيزة وان كان الامر كذلك ماهي تلك المصلحة ؟ وكيف يتم احتسابها ؟ ونحن امام ساعة الحقيقة التي وصفها البعض بانها قد لاتحمل بشائرخيرعلى اعتبار ان عنوانها يقول لقد فشل النظام العربي في الوصول لتسوية لكنه نجح في ايجاد تصفية،والتي يبدو انها لن تطال تصفية القضية الفلسطينة فحسب بل تصفية النظام العربي،اذا لم يحسن استدراك اللحظة التاريخية بالعمل على تجسيد المبادرة الاردنية في تشكيل قوة اقليمية محورية رابعة والابتعاد عن سياسية الفك والتركيب السياسي في المشهد العام تكون قادرة بالدفاع عن نفسها وقضاياها فتعمل للحفاظ على هوية الكيان العربي المهددة في ظل تنامي الحركات الاثنية ويؤذن بولادة شرق اوسط جديد يستند إلى المناطق الاثنية تتشكل منها الجغرافيا السياسية القادمة لبلدان المنطقة.

وعليه فان تأجيل التنافس على زعامة النظام العربي يعتبر قرارا حكيما اذا ما تم اتخاذه لاسيما وان العمل على تشكيل ذلك الجسم العربي المحوري المؤطر بمنهجية توافقية وحده الذي يكفل ايجاد الاعتراف العالمي والاقليمي بدور هذه القوة المحورية العربية وبما يمكنها من فرض ايقاعها العربي على الخارطة السياسية القادمة حتى تبتعد عن حالة الاستقطاب الاقليمي المتبعة للدول العربية بين المحور الايراني والاسرائيلي والتركي وذلك وفق قواعد تستند لقواسم مشتركة واهداف واضحة ومنهجية تشاركية يتعامل وفقها الجميع ضمن نسق سياسي موحد وتتوحد فيها المجهودات لاستمالة الروافع الدولية لاختطاف شرعية الدور وتشكيل الحواضن الشعبية الشرعية التمكين اللازمة للدفع باتجاه ترسيخ واقع عربي جديد في المشهد السياسي القادم فان اللحظة التاريخية لن تنتظر اذا لم تستدركها بعمل إستثنائي قادر على التقاط الدور السياسي والحيز الاقليمي اللازم لاحداث الفارق لذا كانت المبادرة الاردنية لتشكيل قوة اقليمية عربية رابعة احق ان تتبع .

الأمين العام لحزب الرسالة الأردني
 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة