الأحد 2024-12-15 12:44 م
 

ما مصير المساعدات الأمريكية لـ"الأونروا"؟

09:14 ص

أكد مساعد وزير الخارجية الأمريكية، ستيفن غولدستين، أن المساعدات الأميركية المالية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لم تتوقف حتى الآن، فيما تستمر مراجعة المساعدات الأميركية للوكالة.اضافة اعلان


وقال غولدستين، وفق ما أوردت صحيفة القدس المحلية، إنه لا تزال هناك مداولات حول حجم المساعدات الأمريكية للأنروا، وواشنطن لم تفوت أي موعد لتسليم المساعدات حتى الآن ولم توقف التمويل، مشيراً إلى أن القرار قيد المراجعة، وهذا هو الموقف في الوقت الراهن.

وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية، ادعت الجمعة الماضي (5/1/18) أن الولايات المتحدة قامت بتجميد 125 مليون دولار من مساعداتها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بسبب رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الدخول في محادثات سلام بقيادة الولايات المتحدة مع إسرائيل، وذلك كجزء من نية الولايات المتحدة تخفيض حجم مساعدتها السنوية بمبلغ 180 مليون دولار.

وذكرت القناة التلفزيونية العبرية، أن هذا المبلغ من التمويل كان من المفترض أن يتم نقله بحلول الأول من شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، بيد أن الرئيس الأميركي قرر تجميد هذه المساعدة ، بسبب 'شعور البيت الأبيض بالإحباط إزاء رد فعل الفلسطينيين على اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل الشهر الماضي'.

وقال مسؤول في الخارجية الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه، وفق صحيفة (القدس)، إنه ليس لديه علم حتى تلك اللحظة بأي قرار بتجميد أو تخفيض المساعدات التي تقدمها أمريكا للوكالة، مشيراً إلى أن هناك بالفعل اجتماعات على مستوى تقني تمت الجمعة في الخامس من الشهر الجاري بالبيت الأبيض لمراجعة كل المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين، بما في ذلك ما تمنحه للأنروا بغية فحص أين يمكن اجراء تخفيض في المساعدات.

وتسربت معلومات عن البيت الأبيض يوم الثلاثاء، تفيد بأن هناك انقساماً داخل إدارة الرئيس الأميركي ترامب حول قطع المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين، حيث يدور جدل حاد (داخل الإدارة) بشأن تنفيذ تهديدات الرئيس وسفيرته لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، بقطع التمويل الأميركي عن اللاجئين الفلسطينيين.

وبحسب المعلومات التي كشفتها صحيفة (واشنطن بوست)، فإنه من المتوقع أن يشكل هذا الجدل اختباراً رئيسياً لنهج الرئيس ترامب الجديد المتمثل في 'استخدام المعونة لمعاقبة الحكومات الأجنبية على السلوك السيئ' كما حاولت الإدارة فعله من خلال تهديد الرئيس ترامب نفسه وسفيرته في الأمم المتحدة هايلي عشية التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 كانون الأول/يناير الماضي، حين هددت الإدارة الأميركية بقطع المساعدات الأميركية المالية عن بعض الدول في حال تصويتها إلى جانب الفلسطينيين وضد قرار ترامب بشأن القدس.

يشار إلى أن ترامب كان قد انتقد خلال حملته الانتخابية (عام 2016) منح الأموال الأميركية للدول التي لا تفعل ما تريده الولايات المتحدة، زاعماً أن الولايات المتحدة تُستغل على الساحة العالمية.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة (واشنطن بوست) الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير، فإن ترامب 'يحاول الآن ترجمة هذه الفكرة إلى سياسة أميركية حقيقية ذات عواقب غير معروفة، ويمكن أن تكون مدمرة'.

وأفادت الصحيفة، أن إدارة ترامب خططت الاثنين لعقد اجتماع لم يُحدد موعده بعد لتحديد مصير الـ 125 مليون دولار من المساعدات الأميركية المقدمة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، وأن هذا الاجتماع سيضم 'الوزراء الرئيسيين' بمن فيه وزير الدفاع جيمس ماتس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، وسفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نكي هيلي، ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي إتش.آر. مكماستر ووزراء آخرين، 'ولكن كل الأنظار ستتجه نحو هيلي التي تقود حملة (ضرورة) قطع التمويل، وتضغط من أجل قطع التمويل الأميركي لأونروا بالكامل رداً على تصرفات السلطة الفلسطينية عقب إعلان ترامب يوم السادس من كانون الأول/ يناير الماضي حين اعترفت الولايات المتحدة رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل'.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية قوله، إن 'هايلي وترامب تحدثا عدة مرات حول هذه القضية، وان الرئيس (ترامب) سئم من ظاهرة إهانة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ثم مطالبتها بعد ذلك بمساعدات مالية، وهو رأي تؤيده السفيرة هيلي'، واضاف المسؤول أن 'الخطوة المقبلة هي كيفية ترجمة هذا التوجيه الرئاسي إلى سياسة فعلية'.

ويعتبر الجدل المتعلق بوكالة (أونروا) ملحاً الآن، لأن الوكالة التي تدعم المدارس والمرافق الصحية والإنسانية للاجئين في الأردن ولبنان وسوريا، إلى جانب الضفة الغربية وغزة، تعاني من أزمة مالية طائلة، وستواجه أزمة خطيرة إذا لم يتم إيصال هذه الأموال بحلول نهاية الشهر الحالي.

وتسببت تصرفات هايلي وترامب بشأن التمويل الفلسطيني بخلق حالة من الحيرة داخل الإدارة نفسها، وأثارت انتقادات من قبل مسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة التي تتعامل مع (أونروا) واللاجئين والعلاقات مع الحلفاء، بما في ذلك الأردن.

وتشير الصحيفة، إلى أن 'معارضي قطع التمويل بالكامل (أونروا) يجادلون بأن مثل هذا التحرك لن ينجح على الأرجح، فلم يظهر الفلسطينيون أي مؤشر على أنهم سيقدمون أية تنازلات تحت ضغوط أميركية، وهناك أيضاً تحليل حكومي أميركي سري يحدد التكلفة الإنسانية المحتملة لوقف المساعدات المقدمة للاجئين'.

يشار إلى أن القرار في قطع المساعدات يقع من الناحية التقنية في يدي وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وأن اجتماع الإدارة القادم (الذي لم يحدد موعده بعد) يهدف تسوية الخلافات بهذا الشأن، حيث يعتقد البعض أن أحد الخيارات يشمل تقديم تمويل جزئي، فيما يرى اخرون أن هناك خيارا آخر، هو مطالبة بلدان أخرى مثل المملكة العربية السعودية، بتحمل أعباء التمويل.

ونسبت صحيفة (واشنطن بوست) في تقريرها إلى مصادر مقربة من هيلي انها 'لا تدعو إلى إلغاء الأونروا تماما، كما دعا بعض الجمهوريين المؤيدين لإسرائيل منذ فترة طويلة، ولكنها تعتقد ببساطة أنه لا ينبغي مواصلة تقديم المساعدات للبلدان التي تعارض السياسة الأميركية -وهو موقف يؤيده كبير موظفي البيت الأبيض الجنرال جون كيلي ومستشار الأمن القومي هربرت ماكمستر وجاريد كوشنر' محذرة من من مغبة ذلك بالإشارة إلى 'أنه في حال كسب هذا الرأي المزيد من المؤيدين، ستكون هناك تداعيات على المساعدات الأميركية المقدمة لمختلف بلدان العالم علماً بأنه من غير المحتمل أن تغير هذه الحكومات، بما فيها السلطة الفلسطينية، سلوكها استجابة لنهج ترامب الجديد، ولكن ترامب سيكون قادراً على الإدعاء بأنه قد أنقذ أموال الأمريكيين من الضياع وأوفى بوعد حملته الانتخابية'.



 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة