الوكيل - لا يمكن توجيه اللوم لعضو البرلمان الأردني الذي أدخل بلاده إلى خارطة الإعلام الكوني من أوسع الأبواب عندما إستل مسدسه الشخصي على الهواء مباشرة وخلال ندوة تلفزيونية حوارية ولوح به ضد خصمه في الحلقة .
صاحبنا {أبو المسدس} ممثل الشعب رجل أمريكي الجنسية أصلا كما يقول زملاؤه وهو تاجر ماس ورجل أعمال صنع ثروته في الولايات المتحدة عاد إلى الوطن قبل سنوات فقط لكي يحظى بالوجاهة المحلية وشارك في الإنتخابات وفاز بالمقعد المخصص للمنطقة العشائرية التي يمثلها .
قبل ذلك كان شابا عصاميا تمكن من عمل ثورة مالية في بلاد الأنكل سام ..بالنسبة لي لا أفهم بصورة محددة ما الذي يعجبه في الحصول على مقعد برلماني أردني ما دام تأسس وعاش وتعلم وجنى ثروة في الغرب؟.. شخصيا قابلت الرجل عدة مرات وبدا دوما لطيفا ومنطقيا وودودا لكنه برز على مدار أسبوع متكامل في الإعلام الكوني وجلس بوقار في مقعد المواطن الأردني- الأمريكي الوحيد الذي فاقت شهرته الأفاق فقط لإنه فعل ما لم يفعله سابقا أي برلماني في العالم فقد أظهر مسدسه في لحظة إنفعال أمام الكاميرا.
راقبوا ما حصل بعد هذا المشهد المخجل : 250 صحيفة ووكالة أنباء دولية نشرت الخبر مع الصورة .. أكثر من 1200 موقع إلكتروني تعاملت مع قصة المسدس..أكثر من 160 فضائية عربية ودولية أعادت بث الشريط الذي يظهر فيه الرجل وهو يخوض حوارا وطنيا مع خصم سياسي له ملوحا بالمسدس بعد إلقاء الحذاء أمام الكاميرا أيضا.
موقع أوروبي متخصص بنشر مفارقات الفضائيات والبث الحي أعلن أن أكثر من 200 ألف شخص شاهدوا شريط النائب الأردني والمسدس بعد ست ساعات فقط.
..كنت في اليمن خلال الأيام الثلاثة الماضية على هامش ندوة تدريبية والسؤال الوحيد الذي وجهه لي الجميع : ما الذي حصل عندكم ؟..اليمن التي يقال بأن إستخدام السلاح فيها مثل {صباح الخير} بدت مصدومة مما حصل حيث يستل عضو منتخب في البرلمان مسدسه ليس لإطلاق الرصاص خلال حفلة عرس كما يحصل بالعادة ولكن لتهديد زميل سابق له إختلفا معا برأي سياسي وعلى الهواء مباشرة .
تداعيات المشهد لا يمكن حصرها فقد نشرت القصة في الصين وأوروبا وخصصت لها صحيفة إسبانية غلافا وتحدثت عنها محطات فضائية عريقة من بينها فوكس نيوز وسي إن إن وبي بي سي وفرنسا 24 وحزمة طويلة من الفضائيات الكونية التي لم يلفظ إسم الأردن يوما على شاشتها .
المشهد روج الأردن على الصعيد الكوني وأحد الزملاء إقترح بأن نائب المسدس والحذاء صنع ما فشلت في صنعه وزارة السياحة لعقود وما فشلت فيه مدينة البتراء الوردية وكل المشاريع التي أنفقت الدولة عليها الملايين إختصرها صاحبنا بحركة المسدس والحذاء فوضع البلاد على قمة أخبار العالم لكن بمشهد سلبي تماما لا يمكن تخيله .
على الفيس بوك إقترحت إنشاء متحف بإسم {وحوش البرلمان الأردني} وخلال دقائق طور الأصدقاء الإقتراح بطريقة خيالية فإقترحوا جناحا للأحذية الطائرة وحديقة للبلطجية وطاولة مستديرة مع تماثيل شمع لنحو 20 نائبا برلمانيا تعرف جميع السلطات بانهم يدخلون قبة البرلمان مزنرين بأسلحتهم وهو مشهد إذا لم ينته جذريا من خيالنا سنشهد يوما ما جريمة تحت حرم سلطة التشريع فمن يؤمن بانه ينبغي أن يدخل البرلمان بمسدسه لا يوجد ما يمنعه من إستخدامه فعلا في لحظة إنفعال .
..رأس الأردني {حامي} كما يقال وأحد مواطنينا قتل آخر ببرود لانه تجاوزه بالسيارة بعد الإشارة الضوئية وفي حادثة مؤسفة فقدنا سبعة قتلى وتم تشريد عشرات الأشخاص بعد عراك بالسلاح الناري بسبب ماعز سوداء تجرأت وإلتقطت بعض الأوراق الخضراء من مزرعة أحدهم.
أميل شخصيا لإعتبار نائب المسدس ضحية في الواقع وبالتالي لا يلام فالرجل وجد أقارب يصفقون له عندما يحمل مسدسا ورئاسة برلمان توافق على إدخال المسدسات للإجتماعات التشريعية، وزملاء يشيدون بفحولته وشجاعته، ومؤسسات لا تعترض عليه أو على كل من يستخدم يديه في الحوار السياسي والوطني، ومحطة فضائية لا تسأل ضيوفها عن أسلحتهم الشخصية فتطلب تركها خارج مكان التصوير .
النائب المحترم يعمل في إطار نظام سمح بإستخدام البلطجية أصلا في الشارع ضد الحراك السلمي فقط لان واشنطن منعته من إستعمال القوة في تفريق التظاهرات.
ويعمل مع نخبة سياسية تؤمن بأستدعاء النزعات العشائرية وتحريض الشعب ضد بعضه البعض لتحقيق أهداف صغيرة وبائسة في الميدان الأمني كما يعمل وسط جامعات توزع وظائف رئاستها لإستقطاب شيوخ العشائر وينجح في إمتحاناتها الطلاب وفقا للأصول والمنابت وتوزع مقاعدها الدراسية بنسبة 74 ' وفقا لنظام الإستثناءات حتى بات الخلاف بين طالبين من أجل معاكسة فتاة يستدعي إستدعاء قوات الدرك الوطني بعد عشائر الطالبين .
الرجل لا يلام فقد شاهد بعينه وزير التربية والتعليم يلغي أوراق ألإمتحانات للثانوية العامة لإن أهالي الطلاب أغلقوا طريقا دوليا إحتجاجاعلى منع أولادهم من ممارسة {الغش} في الإمتحانات، وشاهد بعينه أركانا بارزين في البرلمان وهم يطلقون أوصاف البطولة والرجولة على زميل له خنق اخر امام الكاميرات واعتدى عليه بالضرب ثم وقف في اليوم التالي أمام البوابة متعهدا بأن لا يسمح للمعتدى عليه بالدخول للقبة .. المؤسسة بكل أركانها وافقت على هذه السلوكيات الهمجية ولم يعترض عليها أحد في الدولة فكيف سيشعر أحد النواب بانه ينبغي أن لا يحتفظ أصلا بمسدسه عند الدخول لتصوير حوار سياسي؟
لا يلام الرجل لسبب أكثر بساطة فالبرلمان برمته {مزور} والقوم في جلساتهم يتندرون بعدد الأصوات التي وضعتها في صناديقهم الأجهزة الأمنية عامي 2007 و2010 ... باختصار كل شيء في الأردن يمضي للوراء.
القدس العربي
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو