بقلم ... علي مصطفى العساف
غمرت الدول الاسلامية، وخصوصاً بلدنا الحبيب، الافراح بقدوم عيد الفطر السعيد، فمنذ شهر فرحنا بقدوم الشهر الأغلى في السنة، ألا وهو شهر رمضان، شهر الخيرات بالحسنات، شهر الرحمة والغفران، نتقرب فيه الى الله، طمعاً في جناته عند مماتنا، والآن يغادرنا حاملاً معه حسناتنا، فهنيئاً لمن اكتسبه بالصلوات والاعمال الخيرة، ففي أول العيد يلتقي الأقرباء والأصدقاء ليهنئ بعضهم الآخر، فمنهم من لم يشاهد الاخر منذ أشهر، لانشغاله بالعمل وتوفير احتياجات أسرته، فالظروف المعيشية في الفترة الراهنة صعبةٌ.
في لقاءات العيد بالعادة، يدور محور الحديث عن الاطمئنان عن اوضاع بعضهم الخاصة، ولكن في عيد هذا العام كان اللافت للغاية أن مجالس العيد طغت عليها في أحاديثها الأوضاع السياسية في البلاد، وخصوصاً فيما يتعلق بعاصفة الربيع العربي، التي رسمت طريق الإصلاح في العديد من المجالات، لكن هذا الإصلاح خلف وراءه، في كثير من الدول العربية، الخراب والدمار والانشقاق، إصلاحا بلا صلاح في النفوس، فأصبح الاخ يقتل أخاه من أجل المال، والجار يستولي على ممتلكات جيرانه بدون رادع ولا قانون، فعنصر الامن فُقد مثل ما حدث في ليبيا، وما يجري الان في سورية الجريحة، أطفال تقتل واُناس تشرد من بيوتها، ونساء تغتصب، ففي العام الماضي فرحوا بقدوم العيد، واليوم هم حزينين بفقدان فرحة العيد.
محاور عديدة تناولتها هذه المجالس، فكان للمواضيع الاقتصادية حصة من هذه الاحاديث، فقد حاول البعض تفسير أسباب الغلاء الذي تعيشه البلاد من ارتفاع لأسعار المواد التموينية والخضراوات واللحوم، وما يترتب عليه من آثار سلبية على المجتمع، من كثرة انتشار الجرائم والسرقات، فأصحبنا نسمع كل يوم عن وقوع جريمة قتل او سرقة في مناطق عديدة بالمملكة، فلو بحثنا في جذور هذه المشاكل، لوجدنا أن انتشار الفساد الأخلاقي والبعد عن الدين، وخصوصا لفئة الشباب، هما السببان الحقيقيان لهذه الجرائم، فعلى أفراد المجتمع ان العمل جاهدين للحد من انتشاره وللحكومة الاسرية دور فاعل من خلال إرشاد وتوعية أبنائهم.
أمور عديدة دار الحديث عنها في هذه المجالس، ولكنها ليست بذلك الأهمية التي وجب النقاش فيها، فأيام فرحة العيد قد انتهت، ولكن هنالك موضوع مهم لم يتم الحديث بكثرة في هذه المجالس، ألا وهو الانتخابات النيابية، فالمملكة تعيش حاليا فترة انتقالية من خلال عملية الإصلاح التي يقودها الملك عبد الله الثاني في العديد من الجوانب السياسية منها والاقتصادية، لما لها انعكاسات ايجابية على مسيرة الوطن، ونحن الآن على موعد قريب من العرس الوطني لإجراء الانتخابات النيابية، في ظل التعديلات التي اجريت على قانون الانتخاب، فيجب علينا ان نشارك في نجاح هذا العرس، فصوتك الانتخابي أمانة، وهو حق من حقوق كل مواطن أردني، فلنقف جنباً الى جنب لإنجاحه ولنقل كل العالم أن الاصلاح ليس صعب بما ان الارادة والعزيمة موجودة.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو