الوكيل - في خطوة تعد الأضخم من نوعها في مجال تطوير مرافق السياحية البيئية في المنطقة، أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، وبالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة عن اطلاق مشروع كلباء للسياحة البيئية، الذي سيتم تنفيذه في مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة.
جاء ذلك على لسان مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته شروق ضمن فعاليات سوق السفر العربي – الملتقى 2012.
وعقد المؤتمر بمشاركة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وعبدالله اليماحي، رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء، وتيم راندل مدير منظمة خدمات الحفاظ الدولية، وعدد من المسؤوليين والمعنيين بشؤون السياحة، وحشد من ممثلو وسائل الإعلام.
ويعتبر المشروع الذي تم الإعلان عنه، أضخم مشروع سياحي بيئي على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، حيث تم الكشف خلال المؤتمر بأن المشروع سيقام في مدينة كلباء التابعة لامارة الشارقة والتي تبعد حوالي 15 كيلو متر عن جنوب مدينة الفجيرة، على الخط الحدودي الفاصل بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان.
وسيتضمن مشروع كلباء للسياحة البيئة الذي سيتم تنفيذه بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية ومنظمة خدمات الحفاظ الدولية،عدد من المحميات الطبيعية والمرافق التجارية والسياحية المتنوعة.
وفي كلمة له خلال المؤتمر تحدث مروان بن جاسم السركال عن أهمية صناعة السياحة حيث قال ” لم تعد صناعة السياحة كما كانت عليه منذ عقود قليلة مضت، ولم يبقى مفهوم السياحة متمركزاً حول طائرة تقلنا إلى دولة جديدة للتعرف على معالمها وعاداتها فحسب، بل تشعبت جوانبها، وأبدع صُناعها، حتى غدت هذه الصناعة واحدة من أهم الصناعات التي يُعتمد عليها في تحقيق التنمية في مختلف دول العالم.
وأكد السركال على أن دولة الإمارات لطالما كانت مواكبة لكل جديد في هذا القطاع، وسَباقة في ابداعات جديدة ورائدة استطاعت من خلالها جذب أنظار السياح من كافة أقطاب العالم.
وأضاف “ان ما تزخر به امارة الشارقة من تنوع جغرافي طبيعي ممتد ما بين ساحل الخليج العربي وخليج عمان، وجبال المنطقة الشرقية وسهولها وسواحلها،وغيرها من المقومات السياحية الطبيعية جعلت منها واحدة من أفضل مواقع المنطقة سياحياً، كما أهلها لتكون أرضاً خصبة ومتميزة لاقامة المشاريع السياحية والاستثمارية”.
وكشف المدير التنفيذي لشروق عن تفاصيل المشروع ومراحله الثلاثة وقال “سيتضمن المشروع ثلاثة أقسام ستنفذ على ثلاثة مراحل وهي : المرحلة الأولى التي تتضمن قسم المحميات، حيث سيتم اعادة تأهيل المحميات الطبيعية في مدينة كلباء (محمية الحفية والقرم) ضمن منطقة المشروع، واقامة مركز مخصص للزوار ضمن المحمية، وترميم عدد من المناطق الأثرية المتواجدة ضمن المشروع، واعادة تأهيلها، مشيراً إلى أنه تم فعلياً مباشرة العمل في هذه المرحلة منذ مطلع الشهر الماضي.
وتشكل المرحلة الثانية القسم التجاري من المشروع حيث سيتم تطوير منطقة خور كلباء، وانشاء مجمع تجاري يضم العديد من المحال التجارية، والمطاعم المطلة على الخور، وتطوير أماكن خاصة للتنزه والاستمتاع بخصائص الطبيعة النباتية والحيوانية هناك، دون المساس بسلامتها أو التأثير السلبي عليها.
كما ستتضمن المرحلة الثانية تطوير عدد من الجزر المتواجدة في الخور، وتأهيلها لإسترجاع الحياة الطبيعية للكائنات البحرية والطيور هناك.
أما فيما يخص المرحلة الثالثة قال السركال ” تم تخصيص المرحلة الثالثة للقسم السياحي من المشروع يتضمن المخطط التي تم وضعه منطقة مخصصة لاقامة عدد من الفنادق والشاليهات السياحية على الشاطىء المواجه لخليج عُمان، وستضم تلك المنطقة ما يزيد على 300 غرفة فندقية موزعة مابين الفنادق والشاليهات، كلها تعمل وفقاً لضوابط ومعايير صديقة للبيئة، مشيراً إلى أنه سيتم الانتهاء من تنفيذ المشروع كامل خلال ستة سنوات، على أن أن تسلم المراحل تباعاً.
ولفت السركال إلى أن مشروع كلباء سيكون له وقع خاص على عشاق السياحة البيئية في العالم كافة، كونه سيتضمن أيضاً العديد من المرافق والنشاطات التي ستجعل منه وجهة لا مثيل لها في العالم، اضافة إلى مبنى خاص للفنون، ومركز للهوايات البحرية والغطس، ورحلات استكشافية لخور كلباء وأشجار القرم.
من جهتها قالت هنا سيف السويدي” سيضم مشروع كلباء للسياحة البيئية محميات طبيعية مهمة ضمن منظومة المحميات الطبيعية في الشارقة والإمارت، والتي تعد في مقدمة إهتمامات صاحب السمو حاكم الشارقة، وإن هذا الإهتمام يندرج ضمن أولويات النهج الإستراتيجي للشارقة في صون المقومات والخصوصية البيئية والإجتماعية والسياحية التي تتميز بها الامارة.”
وأكدت السويدي على أن من أهم خصوصيات المشروع وما يجعله واحداً من أهم المشاريع السياحية البيئية في المنطقة، أنه يضم أكبر غابات القرم في الساحل الشرقي، كما يتميز بكنوز ثروته من التنوع الحيوي، حيث يضم نظام المنطقة البيئي أنواعاً مختلفة من القشريات، وتشكل موقعاً حيوياً لتكاثرالأسماك والسلاحف البحرية.
كما أن المشروع يتميز أيضاً بأنه موقع مهم للطيور المقيمة والمهاجرة التي تحط رحالها في موسم الهجرة، وتبني أعشاشها، ويعد طائر صياد السمك (الرفراف) -أبيض الياقة- من الطيور المهمة الموجودة في محميات المشروع، وكان له حضوره المتميز قبل عشر سنوات، غير أنه ونتيجة للأنشطة غير المسؤولة والصيد الجائر تناقصت أعداده بشكل لافت.
وأشارت السويدي إلا أنه تم اغلاق وتسييج محمية الحفية والقرم ضمن المشروع نهاية الشهر الماضي لبدء العمل فيهما، وأنه خلال تلك الفترة القليلة شوهد عودة الكثير من الطيور وبأعداد اكثر مما كانت عليه، ورصدت أعشاش السلاحف الخضراء، ومنقار الصقرعلى شاطئ المحمية مرة اخرى مما أعطى دافعاً أكبر لادارة المشروع في الاستمرار بإعادة تأهيل المحمية، ورصد الطيور والكائنات الاخرى.
كما كشفت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية عن أن الدراسات والبحوث العلمية التي جرى تنفيذها ضمن مشروع كلباء للسياحة البيئية أظهرت حقائق مهمة تفيد عن مخزون المنطقة الكبير من التنوع الحيوي، وحددت تلك الحقائق موقعها المهم ضمن منظومة المحميات الطبيعية العالمية، مشيرة إلا أنه جاري الان اعداد دراسة خطة متكاملة للإرتقاء بالبناء المؤسسي للمحميات ضمن المشروع لتأهيلها بأن تكون موقعاً إستراتيجياً للبحوث والدراسات العلمية وأنشطة التوعية والتعليم البيئي، والأنشطة السياحية المرتكزة على ثوابت معايير السياحة البيئية وفق المعايير الحديثة لإستراتيجية السياحة العالمية.
كما تحدث خلال المؤتمر تيم رانديل مدير منظمة خدمات الحفاظ الدولية وقال “إن إدراك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بأن أهم المناطق الطبيعية الموجودة في الشارقة تبدو مهددة، ورؤيته بضرورة حماية هذه المناطق قد أسهمتا ليس فقط في حماية هذه المناطق لأجيال المستقبل فحسب، بل وفي جعلها مستدامة وقابلة للنمو الاقتصادي، وقادرة على تقديم فرص العمل، والأعمال، والتعليم إلى الأوساط المحيطة”.
وأوضح راندل بأن عنصر التفرد في مشروع كلباء للسياحة البيئية سوف يغطي منطقة تشمل قمة جبال هاجر، وإلى الأسفل عبر الغابات والأحراش، وصولاً إلى السهول المالحة، وتشمل أشجار المانغروف، والشاطئ، وتمتد أخيراً ميلا بحريا عبر البحر، كل ذلك ضمن مساحة تقدر ب 8 كيلو متر، مشيراً أنه لا يوجد منطقة أخرى في الشرق الأوسط تقدم كل هذا التنوع من المواطن الطبيعية والتنوع التضاريسي على مساحة صغيرة كهذه.
إلى ذلك أعرب سعادة عبدالله اليماحي رئيس المجلس البلدي لمدينة كلباء عن سعادته باطلاق مشروع كلباء للسياحة البيئية وعن فخره الشديد باحتضان هذه المدينة الزاخرة بالثراوات الطبيعية والحيوانية والتراثية لمثل هذا المشروع الاستثنائي، لافتاً إلى أن مشروع كلباء سيكون له تأثيره الايجابي والمباشر على كافة سكان المدينة كما أنه سينعش الوضع الاقتصادي والاجتماعي للمدينة وما حولها.
يشار الى أن شروق تأسست عام 2009 بهدف تحقيق إنجازات اجتماعية وثقافية وبيئية وتنمية اقتصادية على أساس الهوية العربية والاسلامية لإمارة الشارقة. وتسعى الهيئة إلى تطوير الامارة وتشجيع الإستثمارعن طريق تبني أفضل المعايير الدولية في تقديم الخدمات التي تساعد في جذب المسثمرين سواء من المنطقة أو من كافة أنحاء العالم.
وتتركز مهام “شروق” في توفير التسهيلات الضرورية والحوافز وتذليل العقبات التي تواجه أنشطة الاستثمار في الإمارة، وكذلك تقييم مشروعات البنية التحتية ذات الصلة بالسياحة ووضع الخطط اللازمة لاستكمال تلك المشروعات.
( سي ان بي سي)
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو