الجمعة 2024-12-13 03:23 م
 

مصر .. ضربة قاسية للإخوان قد تصعد العنف

12:23 م

الوكيل - إلقاء القبض على مرشد الإخوان المسلمين محمد بديع يمثل ضربة تنظيمية قاسية لجماعة الإخوان المسلمين التي أنهكتها المواجهات الأخيرة مع فئات الشعب وقوات الأمن والجيش. لكن هذه الخطوة قد تفجر موجة من الهجمات الإرهابية في البلاد كررد فعل يائس على هذا الاعتقال، حسب محللين سياسيين.اضافة اعلان


إذ قال الصحفي المصري هاني شكر الله لـ'سكاي نيوز عربية' أن القبض على المرشد يعتبر 'ضربة تنظيمية ومعنوية قاسية جدا للإخوان المسلمين ستؤدي إلى تحطيم معنويات الجماعة لفترة قد تطول'.

لكنه يرى أنه على الرغم من تحطيم المعنويات، إلا أنها سيكون لها رد فعل عنيف، تغير الجماعة فيه طريقة التحركات الجماهيرية مثل المسيرات في شوارع المدن والاعتصامات إلى عمل في الظل يتسم بالعنف، بما يشبه الهجمات التي شنتها الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر في تسعينيات القرن الماضي وشمل خصوصا السياح ورجال الأمن.

'ستؤدي إلى غضب شديد ومحاولة انتقام، وستكون هناك أعمال إرهابية: قنابل تزرع في أماكن عامة وهجمات على مصالح، وبالطبع سيتم تصعيد العنف في سيناء، ولن يكون من السهل إيقاف هذه الموجة'، حسب شكر الله.

ويعتبر الصحفي أن رد فعل الإخوان لفض اعتصاماتهم بالقوة يوم 18 أغسطس، الخطوة التي فجرت موجة من العنف قتل فيها نحو 800 شخصا غالبيتهم العظمى من أنصار الجماعة، قد 'بلغت ذروتها وبدأت في الانحسار'، إذ انخفضت أعداد المشاركين في التظاهرات بشكل ملحوظ منذ يوم السبت.

'الجماعة أنهكت، ومهما كانت قوتها فإنها جماعة في مواجهة دولة، وأجهزة الدولة حاليا من حكومة وجيش وشرطة موحدة أكثر من أي وقت مضى، وفضلا عن الدولة بأجهزتها المختلفة، فإن الإخوان يواجهون قسما هائلا من الشعب الذي كرههم بسبب تكتيكات فاشلة جعلت الناس تبغضهم'، في رأي شكر الله.

صلاح عيسى، رئيس تحرير جريدة القاهرة يوافق شكر الله الرأي.

ويقول عيسى لـ'سكاي نيوز عربية': 'بشكل عام، فإن اندفاع الجماعة للقيام بمزيد من المسيرات والمواجهات العنيفة بالصورة التي رأيناها مؤخرا بدأت حدتها تنكسر منذ يوم السبت، والحياة في الشوارع أصبحت أكثر مرونة' على الرغم من استمرار حظر التجوال المفروض في عدة محافظات في البلاد.
'لا أظن أن الجماعة أمامها فرصة للتصعيد، إلا إذا لجأ عناصرها إلى عمليات إرهابية'، حسب عيسى.

ويضيف الصحفي 'الجماعة تواجه موقفا صعبا وعسيرا وتشعر بفشل خطة رد الفعل على فض الاعتصامات، وأجنحة منها قد تسعى لمراجعة مواقفها، بينما قد تسعى أخرى إلى أعمال إرهابية'.

وعن تأثير اعتقال بديع على القدرة التنظيمية للجماعة، يرى عيسى أن 'للمرشد دورا مركزيا وسلطته أبوية أكثر منها فعلية، بينما هناك شخصيات أخرى في الجماعة لديها قدرات تنظيمية أكبر'.

'لكن منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو، برز وديع كما لو كان قائد اعتصام ميدان رابعة العدوية والمحرك للجماهير خلاله، وبالتالي ستكون لائحة التهم الموجهة إليه طويلة'.

وكانت النيابة العامة المصرية أمرت في الرابع والعشرين من يوليو الماضي وللمرة الثانية بالقبض على بديع، و8 قياديين لاتهامهم بالتحريض على العنف وحشد مجموعات مسلحة.

ويشير عيسى إلى أن بديع هو 'أول مرشد يتم القبض عليه منذ إلقاء القبض على عمر التلمساني في سبتمبر 1981' إبان حملة الاعتقالات الواسعة التي قادها الرئيس الراحل محمد أنور السادات ضد معارضيه من كل الأطياف السياسية.

'القبض على المرشد اليوم يعني أنه لا توجد خطوط حمراء أمام الإدارة المصرية الحالية' في التصدي للجماعة، وفقا لتحليل عيسى.

ومنذ اعتقال التلمساني، جرى العرف على 'الاكتفاء' بالقبض على نواب المرشد خلال حملات الاعتقالات المتعددة التي تعرضت لها الجماعة خلال فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك (1981-2011).

وقللت جماعة الإخوان من أهمية القاء القبض على مرشدها العام، وقال أحمد عارف المتحدث الإعلامي باسم الجماعة على موقع فيسبوك إن 'محمد بديع هو فرد من أفراد الإخوان، و الإخوان هم عضو من أعضاء 'التحالف الوطني لدعم الشرعية و رفض الانقلاب'.

وأعلنت الجماعة رسميا تولي القيادي محمود عزت، نائب المرشد العام، منصب المرشد العام بشكل مؤقت خلفا لبديع.

ويرى كمال حبيب، الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أن تعيين محمود عزت يعني أن 'جماعة الإخوان المسلمين متجهة إلى صدام وتصلب أكبر مما هي عليه حاليا'.

'هذا الإختيار يعكس أن من يقبض على القرار هي المجموعة الأكثر تشددا وأن مقاليد الجماعة تذهب إلى النواة التي تؤثر المواجهة'، حسب الباحث.

وقال حبيب لسكاي نيوز عربية أن محمود عزت معروف عنه أنه من المتشددين أو من يعرفون باسم 'القطبيين' وهم القياديين الذين كانوا ضمن قضية سيد قطب عام 1965'.

'هذه المجموعة مسؤولة عن أخذ الجماعة إلى مواجهة لا تعرف عقباها'، حسب حبيب الذي يؤكد أنها مسؤولة عن قرارات الجماعة الأخيرة بالتصعيد.

ويتوقع الباحث أنه بالقبض على بديع 'قد تصدر من الجماعة أوامر تدفع إلى التصعيد أو المواجهة'.

وهاجم عارف ما وصفه بالانقلاب 'الدموي الغادر' متوعدا بمواصلة الثورة.

ويعتبر الطبيب البيطري محمد بديع المرشد العام الثامن لجماعة الإخوان المسلمين في مصر أول مرشد عام منتخب للجماعة، كما بات أول مرشد عام للجماعة يتم اعتقاله، وهو مطلوب في 3 قضايا أمنية، من بينها الأحداث التي وقعت حول دار الحرس الجمهوري.

وأصبح بديع، البالغ من العمر 70 عاما، عضوا في مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين منذ عام 1993.

وجاء انتخاب بديع، الذي يعد أيضاً الحاكم الأساسي والمرجعية الدينية للتنظيم ورمزه، في يناير 2010، في أول انتخابات للجماعة وشابها كثير من الجدل، خلف فيها محمد مهدي عاكف، الذي أصبح أول مرشد عام سابق.

أما محمود عزت إبراهيم، 69 عاما، فهو أمين عام جماعة الإخوان المسلمين السابق وعضو مكتب الإرشاد فيها ، وانضم إليها عام 1962. وهو أستاذ بكلية الطب جامعة الزقازيق.

وتنص لائحة الجماعة على أنه في حالة غياب المرشد العام خارج الجمهورية أو تعذر قيامه بمهامه لمرض أو لعذر طارئ يقوم نائبه الأول مقامه في جميع اختصاصاته.

وتنص مادة أخرى على أنه في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة المرشد مهامه يحل محله نائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة