في الفضاء المفتوح تعلو اصوات المتظاهرين مطالبة بعودة الشرعية الى مصر ممثلة بالرئيس محمد مرسي , وفي نفس الفضاء ثمة حناجر تهدر بالسير قُدما في خارطة الطريق – اي ما بعد مرسي – وسط تحالف في العواصم العربية لعودة الشرعية وخارطة الطريق على السواء.
في غرف مغلقة هناك استطلاعات رأي تكشف الكثير من تداعيات الحالة المصرية وتكشف اكثر ان التوافق هو المخرج الوحيد بعد ان أظهر استطلاع للرأي اجراه مركز زغبي انقسام المصريين الحاد بين دعم الشرعية وحظر جماعة الاخوان الذي وافق عليه 50% من المُستطلعين , وتقارب النسبة بين الثقة في الفريق السيسي والثقة في الرئيس محمد مرسي بواقع 46% للسيسي و44% لمرسي .
في حين كشف الاستطلاع ان جماعة الاخوان حصلوا على ثقة 34% من الشارع مقابل حصول حركة تمرد على 35% وتراجعت شعبية حزب النور الى 10% وجبهة الانقاذ الى 13% فقط , وحصل الرئيس المؤقت عدلي منصور على ثقة 39% من الشارع المصري , وتراجعت الثقة في العسكر الى 70% بدل 93% وكذلك تراجعت الثقة في القضاء من 67% الى 54% .
قراءة الارقام او تفريغ الاستطلاع يشير الى ان مصر حائرة في مشهده الداخلي وان حسم الثقة ليس يسيرا على اي فريق , واذا ما راجعنا الذاكرة العربية في سلوكها مع الراحلين فإن النسبة ستميل لصالح خارطة الطريق التي لن تصبح سالكة او صالحة للسير الا بتوافق وطني مصري , بين شباب الثورة بما تمثله حركة تمرد وبين جماعة الاخوان وتنتقل المؤسسة العسكرية الى خانة الضامن للاتفاق اي ان تنتقل من الحكم الى التحكّم برعاية التزام كل طرف بقواعد اللعبة السياسية بعد انتاج دستور جديد للبلاد كخطوة اولى للاستقرار المنشود .
اما باقي الوان الطيف السياسي المصري فقد اوضح الاستطلاع انهم موجودون ولكن بتركيز اقل مما يؤشر على ضمان اذعانهم لحالة التوافق او المصالحة بين المكونين “ تمرد والاخوان “ وان اصوات خطوات الانقاذ والنور لا يتناسب مع حجم الفصيلين او الفصائل في الشارع المصري , وعلى كليهما ان يجد فرصته في تحالف مع احد مراكز الثقل بشكل يمنحهما قوة اضافية كبيضة قبان سياسي .
هدير الحناجر المصرية كما نسمعه في العلن ليس متطابقا او قريبا من الواقع على الارض السياسية وبالتالي فإن فكرة الاقصاء والاجتثاث باتت لعبة سمجة يرددها انصار القرقعة وليس اصحاب القمح الشعبي , وعلى الاخوان ان يدركوا ان اي حديث يشير الى العودة الى الوراء بات بحكم المنتهي وعليهم تحمل كلفة الاخطاء لصالح المستقبل الآمن وبالتالي حصر خسارتهم في فقدان جولة وليس المعركة بكليتها .
في الاردن تقوم قوى شعبية بمحاولة لملمة الصفوف بعد فتور حركتها , و اجرت القوى السياسية المُطالبة بالاصلاح سلسلة اجتماعات في عمان وباقي المحافظات من اجل توحيد المطالب وعقلنتها بما يتماشي مع اللحظة الوطنية وظرفها الاقليمي لتوفير الدعم اللازم للاصلاح والضغط على القوى التعطيلية وبرز خلال هذه اللقاءات دعوات لاستثناء جماعة الاخوان المسلمين التي تؤكد كل الاستطلاعات انها تشكل قوة تتراوح من 15% الى 25% واي رقم من الارقام يعني استحالة الغاء الجماعة او الغاء اي طرف اخر , وبما ان الاشقاء في مصر قدموا لنا خلال استطلاعهم الاخير درسا مفيدا فعلينا التعلم من غيرنا حتى ندخل خانة العقلاء الذين يتعظون بغيرهم ونغلق دائرة الشقاء بالتعلم في انفسنا .
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو