السبت 2024-12-14 08:29 ص
 

معسكر الاعتدال العربي

07:45 ص

في مذكراته التي وثقت تجربة دبلوماسية طويلة وفعالة حول الاعتدال العربي والعملية السلمية ، حذر الدكتور مروان المعشر أميركا من أن تهاونها وعدم جديتها تجاه حل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً بوقف الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة ، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع ، سيلحق الضرر بمعسكر الاعتدال العربي الذي تقوده مصر والسعودية والأردن والإمارات.اضافة اعلان


الهدف المعلن للاعتدال العربي هو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي سلمياً ووضع حد للاحتلال ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة والقطاع ، وبما أن هذه الأهداف لم تتحقق ، ولم تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام بسبب التعنت الإسرائيلي المدعوم أميركياً ، فقد أصبح الاعتدال العربي في وضع حرج وفي موقع الدفاع عن النفس ، لأنه لم يستطع أن يقدم للشعوب العربية شيئاً ملموساً يبرر هذا الاعتدال واستمرت مؤتمرات القمة العربية تؤكد أن السلام هو الخيار الاستراتيجي.

لم تستطع السلطة الفلسطينية باعتدالها أن تحقق شـيئاً من أهدافها المعلنة ، فقد خذلتها الإدارة الأميركية ، ولم تساعدها في إنجاز شيء يبرر اعتدالها ، ويوفر لها قدراً من المصداقية مما قدم خدمة جلى للإرهاب والتطرف كبديل عن الاعتدال.

في الصورة الأكبر ، وعلى الساحة العربية الأوسع ، لم تستطع أميركا أن تكافئ الاعتدال العربي بمساعدته على تقديم إنجازات تبرر استمرار الاعتدال ، ومن هنا فإن الاعتدال العربي أصبح تحت الضغط ليبرر وجوده واستمراره ، في حين أن التطرف يحرز تقـدماً مضطرداً ، ويسترد مواقعه وصوته العالي.

كانت ذروة نجاح الاعتدال العربي عندما هيأ إجماعاً عربياً على مبادرة سـلمية شاملة في قمة بيروت (2002) قدمتها المملكة العربية السعودية بقيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز وكان يعتقد أن إسرائيل لا تستطيع أن ترفضها ، وأن أميركا لم تكد تصدق أنها ممكنـة ، فماذا كان مصير المبادرة؟ ومن غير مؤتمر قمة بعد آخر يستطيع أن يدافـع عنها اليوم.

هل يستطيع الاعتدال الفلسطيني ممثلاً بالرئيس محمود عباس أن يصمد طويلاً إذا لم يقدم للشعب الفلسطيني إنجازاً ملموساً وأملاً في إنهاء الاحتلال ، وقيام دولة فلسطينية مستقلة أو وقف الاستيطان ، أو إطلاق سراح آلاف الأسرى.


 
gnews

أحدث الأخبار



 




الأكثر مشاهدة