الوكيل - يقال عنها الأكثر حساسية في الموسم والأهمّ والأكثر إثارة.. تلك هي فترة اقتراب نهاية الموسم أو ما يمكن أن نسمّيها 'الأمتار الأخيرة'.. في هذه الفترة تُولد العزيمة ويعمّر الإصرار في كيان كلّ بطل لا يرضى بغير الألقاب لغة ومنهجاً.
عثرة متصدّر الليغا على أرض 'رامون سانشيز بيثخوان' أمام أهل الدار، إشبيلية، فتحت الباب مشرّعاً لموضوع أضحى حديث الخاصّة والعامّة في الشارع الرياضي الكاتالوني، ويدور رحاه حول سؤال: هل دخل موسم الـ'بلاوغرانا' منعرجه الأخير؟
منعطف 'سانشيز بيثخوان'
أوّل منعطفات الموسم يخصّ الدوري، وهو ذلك الذي مرّ به فريق المدرب لويس إنريكه أمس السبت على أرض الأندلس، حيث كان من المتوقّع مسبقاً أن يعاني في مصارعة صاحب الأرض رغم فوزه ذهاباً (5-1)، وهو ما حصل فعلاً، فقد فشل زملاء ميسي في الإبقاء على نتيجة مريحة سجّلوها في الدقائق الثلاثين الأولى قبل أن يتكبّدوا هدفين أعادا المباراة إلى نقطة بدايتها.
نقطة التعادل هذه، أعادت أيضاً الغريم ريال مدريد الذي يحتكر الوصافة حالياً وعلى بعد نقطتين فقط بعد أن أمّن نقاطاً سهلة أمام المتواضع أيبار (3-0)، كما ظلّ جار الأخير أتليتكو الذي يبتعد بـ9 نقاط، في ثوب المنافسة رغم تعادله أمس على أرض ملقا (2-2).
باختصار، البرسا ضاعفت من قوّة آمال مطارديها بعد أن كان الأمل موجوداً فقط، وهو ما قد يحوّل المراحل السّبع المتبقّية إلى جحيم سيكون مستعراً في وجه أبناء إنريكه أينما حلّوا واستقبلوا، والبداية من المرحلة القادمة أي الثانية والثلاثين حيث يستقبل الكتلان على أرضهم، العنيد فالنسيا، صاحب المركز الرابع، والذي لا زال يذكر السيناريو الذي انتهى عليه موعد الـ'ميستايا' عندما غرس سيرجيو بويكيتس سهم الفوز في الثواني الأخيرة.. أمر سيصعّب المواجهة أكثر هذه المرّة.
كما يُقال المصائب لا تأتي فُرادى -وكذلك هي التحدّيات- لمن أراد بلوغ القمّة، فبعد فالنسيا يأتي موعد الكلاسيكو المصغّر بين شقيقي الإقليم الواحد، حيث سيرحل أبناء إنريكه لمنازلة إسبانيول الذي سيكون عازماً كعادته لتنغيص أفراح جاره الأكبر لا سيما أنّه تكبّد خماسيّة مذلّة ذهاباً.
ما تبقّى من مشوار 'البرسا' الذي سيحطّ فيه على الترتيب عند محطّات، فالنسيا وإسبانيول وخيتافي وقرطبة وريال سوسييداد وأتليتكو مدريد وديبورتيفو لاكورونيا، لن يكون الأمر شديد الترقّب من جميع متابعي الليغا إلاّ لموعد المرحلة قبل الختامية في 'فيثنتي كالديرون' وهو الأكثر خشية للتشولو، لكون 'روخي بلانكوس' يملك أكثر من دافع لإسقاط برشلونة أهمّها ثأره لنتيجة الذهاب (3-1) وثانيها حوافز 'المقت المدريدي' لكلّ ماهو كاتالوني، فإن لم يكن اللقب من نصيب أتليتكو فلا بأس أن يبقى في العاصمة الإسبانية مع توجيه فريق دييغو سيميوني لهويّة حامله.
لسوء حظ الكتلان
ثاني تحّديات الموسم البرشلوني، هي قطعاً ذات إحداثيات قارية-أوروبية، حيث سيكون أصدقاء نيمار مطالبين بالذهاب إلى أبعد من الدور ربع النهائي القادم الذي يصطدم فيه الفريق بحاجز فرنسي عالٍ اسمه باريس سان جيرمان.
هذه القمّة الأوروبية ستنعم بإثارة خاصّة لكون الفريقين التقيا في دور المجموعات من المسابقة لهذا العام وتبادلا الفوز في لقاءي المجموعة السادسة، حيث فاز الـ'بي.أس.جي' في حديقة الأمراء (3-2) قبل أن يردّ برشلونة الصّاع ويفوز (3-1) إياباً في قلعته ويفتكّ صدارة المجموعة بـ15 نقطة.
ولا تقف الأمور عند هذا الحدّ، فالباريسيون يملكون دَيناً متخلّداً بذمّة نظرائهم الإسبان، حيث يتكبّدوا في موسم 2012-2013 خروجاً من الدور ربع النهائي، بعد أن رموا المنديل وفق آلية أفضلية الأهداف التي خدمت حظوظ برشلونة في المواجهتين (2-2 ذهاباً في باريس و1-1 إياباً).
وتكمن مظاهر التعقيد للبرسا في هذه المواجهة في أنّ سان جيرمان يعيش فترة زاهية جداً حالياً مع تصدّره للدوري للفرنسي إضافة إلى تتويجه أمس السبت بلقب كأس الرابطة الفرنسية على حساب باستيا برباعية نظيفة، وهو ما يجعل أبناء المدرب لوران بلان على أهبة الإستعداد فنياً وذهنياً وخاصة معنوياً لمقارعة برشلونة الأربعاء القادم في باريس.
كأس الملك ليس لقمة سائغة
التحدّي الثالث والذي يمثّله، كأس ملك إسبانيا، هو أكثر رهان قريب من خزائن برشلونة، نظراً لقيمة المنافسين في استحقاقي الدوري ودوري الأبطال وليس لضعف طرف النهائي، أتليتيك بيلباو، الذي يعتبر هذه المسابقة أحد أهمّ مقوّمات عراقته بحصوله على 23 كأساً وبلوغه النهائي في 13 مناسبة أخرى.
لكن ما يرجّح كفّة الـ'بلاوغرانا' في أمسية 30 آيار/مايو القادم، استضافة الحدث النهائي على ملعبه 'كامب نو' بعد أن اعتذر ريال مدريد عن استقبال النهائي في 'سانتياغو بيرنابيو'، كما أنّ برشلونة ليس أيّ منافس في هذه المسابقة، كونه يحمل الرقم القياسي كأكثر المتوّجين بلقبها بـ26 مرّة، لذلك من المنطقي –نظرياً- القول بالأرجحية الكاتالونية على حساب العنفوان الباسكي.
الآن.. يُعرف إنريكه؟
الطريق إلى اللقب الأوروبي الخامس في دوري الأبطال (1992، 2006، 2009، 2011) ولقب الليغا الـ23 وكأس الملك الـ27 محلّياً، سيحمل في نهايته أحد شهادتين، إماّ الإعتراف بـ'الحرفنة الفنية والخططية' لإنريكه أو 'النّقد اللاذع' لكلّ ما جاء به من ابتكارات وصلت إلى حدود الغرابة أحياناً، وفي الحالتين سيكون من الطبيعي أن تظهر حقيقة إنريكه وهويّة التدريبية، التي من الممكن أن تشفع له الإستمرار على رأس الإدارة الفنية للفريق الذي يتأهّب لتغيير حلّته الإدارية الصيف القادم برئيس جديد يرجّح أن يكون خوان لابورتا، العائد إلى الواجهة.
بين هذا وذاك سيكون على الـ'تشولو' أن يحافظ على أعلى درجات التركيز وأن يبتعد عن الفلسفة والتعقيد في كلّ ما هو واضح وبسيط، إذا ما رغب في انتشال الحدّ الأقصى من الرهانات التي يسبح في فلكها.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو